ذكر له صاحب كتاب «جامع كرامات الأولياء» العارف بالله الشيخ يوسف النبهاني عِدة كرامات، نقتصر منها على ما يلي:
يقول: من كراماته } أنه كان يقول:
لي أربعون سنة ما حُجبت عن رسول الله >، ولو حُجبت عنه طرفة عين ما عددت نفسي من جملة المسلمين.
ومن كراماته أنه قال: وأما الخضر — فهو حي، وقد صافحته بكفي هذه، وأخبرني أن كل من قال كل صباح: «اللهم اغفر لأمة محمد >، اللهم أصلح أمة محمد >، اللهم تجاوز عن أمة محمد >، اللهم اجعلنا من أمة محمد >»؛ صار من الأبدال.
فعرض بعض الفقراء ذلك على الشيخ أبي الحسن الشاذلي فقال: صدق أبو العباس([1]).
وقال المرسي أيضًا: وقد دخل عليَّ الخضر — وعرفني بنفسه، واكتسبت منه معرفة أرواح المؤمنين بالغيب هل هي معذبة أو منعَّمة، فلو جاءني الآن ألف فقيه يجادلونني في ذلك ويقولون بموت الخضر ما رجعت إليهم.
ومنها: أن السلطان يعقوب أمر بذبح دجاجة وخنق أخرى وطبخهما وقدمهما إليه وجلس معه ليأكل، فلما نظر الشيخ أبو العباس إليهما أمر الخدم برفع المخنوقة وقال: هذه جيفة. وقال: لولا تنجس الأخرى بالمرق النجس لأكلت منها. قال الشعراني قال المُناوي: وقدم إليه رجل طعامًا فيه شبهة يمتحنه فرده وقال: كان المحاسبي إذا مد يده إلى طعام فيه شبهة ضرب عرق بأصبعه، فأنا في يدي ستون عرقًا تضرب.
ومن كراماته التي انفرد بها عن غالب الأولياء تسليكه لنحو ثلاثين قاضيًا، وكان يقول للعرشي: ليس الشأن أن تسلك كل يوم ألفًا من العوام، بل أن تسلك فقيهًا واحدًا في مائة عام.
وقال شيخنا الشيخ حسن العدوي على شرح «البردة البوصيرية»: قال بعضهم: صليت خلف الشيخ أبي العباس، فشهدت الأنوار ملأت بدنه وانبثقت من وجوده، حتى أني لم أستطع النظر إليه.
مات سنة 686هـ بالإسكندرية رحمه الله. اهـ.
ومع ذلك فقبل أن ننتهي من الكرامات نقول: إنه } كان يقول هذه الكلمة المخلصة: «والله ما جلست حتى جعلت جميع الكرامات تحت سجادتي».
المرجع : قضية التصوف ، المدرسة الشاذلية- فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، مصر: دار المعارف، ط 3 ، ص 185 - 186.