نسخة تجريبيـــــــة
هل القول بحياة الخضر ورؤية النبي من زعم المفتي
إن التطاول على أولياء الله ليس بجديد، فأهل العداوة للأولياء موجودون في كل زمانز إن اختلفت صورهم وتباينت حججهم..
وأقصد هنا الولاية بالمعنى العام، أي كل من اتخذهم الله أولياء له واصطفاهم على سائر خلقه وخصهم ببعض فضله..
وقد بدأ الإنكار عليهم بسبب خصلتين ذميمتين هما الكبر والحسد، ومن هنا أبى إبليس أن يسجد لآدم، مستكبرًا لرؤيته الأفضلية في نفسه من ناحية قائلا أنا خير منه، حاسدًا لآدم على هذا التكريم من ناحية أخرى.
واستمرت هذه السنة في عداوة أصفياء الله وأوليائه، فما ظهر نبي أو رسول إلا وجعل الله له أعداء قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِيّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [سورة الأنعام: 112] ثم يبين الحق علة هذا في موضع آخر من كتابه العزيز قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) [سورة: النساء: 54].
ولما قتل الإمام علي رضي الله عنه الخوارج قال رجل: (الحمد لله الذي أبادهم وأراحنا منهم، فقال علي رضي الله عنه كلا والذي نفسي بيده إن منهم لمن هو في أصلاب الرجال لم تحمله النساء وليكونن آخرهم مع الوجال).
ونحن هنا إذ نبين هذا الأمر، فإننا نأتيه ونحن نكره الجدال والمراء ونرى أن الأمة لها أولويات تحتاج منها إلى التكاتف وتوحيد الصفوف ونبذ الخلاف، لا إلى تزكية الطائفية والطعن في المسلمين، ولكن الدفاع عن عقيدة المسلمين ممن يتهمهم بالكفر والشرك والضلالة والبدعة، وكذلك بيان قول العلماء في الأولياء ومن ينكر عليهم هو عمل لا بد منه في زمن كثرت فيه الفتن، ولعل من يتطاولون على السادة من الأولياء المشهود لهم بذلك على مر القرون يلتفتون إلى من ينال من أصحاب النبي رضي الله عنهم إن كان لهم غيرة على دين الله كما يزعمون، أو ممن يتربصون بالشريعة الغراء فيتكلمون في أمر الميراث أو في وصف مناسك الحج بالوثنية ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين أو المفكرين. أم أن الأمر قد انحسر عندهم في الأولياء وزيارتهم وأصبح هذا الدين لا يهدده إلا هذه الخرافة على حد زعمهم.
والحق أننى كلما سمعت أو قرأت لواحد من أنصار هذا الكفر الوهابي تعجبت من السطحية والسذاجة التي يستنبطون بها الأحكام، ومن الخلل الذي يرتبون به النتائج على المقدمات، وكيف أنهم يلبسون الحقائق ويسارعون في الاتهامات .. بل أعجب كل عجب من مخاطرتهم بدينهم إذ يظهرون العداوة الصريحة لرجال شهدت لهم الأمة بالولاية على مر القرون وهم يدعون في ذلك أنهم يحافظون على التوحيد.
وهذه الدعوة مردودة، فإن الله سبحانه هو الذي رفع رايات أوليائه ونشر لهم الكرامات في حياتهم وبعد مماتهم، فالفعل فعله سبحانه، وهو الذي وضع لهم القبول في الأرض فامتلأت قلوب الناس بمحبتهم عبر السنين والقرون .. فإثبات الولاية لعبد من عباد الله وإطباق الخلق على هذا الاعتقاد إنما هو من البشارات لهذا العبد الذي أظهر الله ولايته وأجرى له الكرامة مع ما أنعم به عليه من الاستقامة، ومن تمام ظهور الولاية أن يظهر له أعداء لاستمرار سنة الله في خلقه، فالعلماء ورثة الأنبياء، فهذه العداوة من أصحاب القلوب السقيمة من جملة هذا الميراث. وقد يجري من العوام ما يحتاج إلى أن نعلمهم ونرشدهم لا أن نتهمهم بفساد العقيدة، ولو أن الأمر كما يقول هؤلاء هو من باب الحفاظ على الدين لشهدوا بما شهد به الناس من ولاية الأولياء وتصدوا للعوام بالتعليم والإرشاد، ولكن الحسد الذي في قلوبهم أوقعهم في الخوض في أولياء الله، وما فكر هؤلاء المحرومون في شأنهم أمام الله يوم القيامة لو أنهم كانوا مخطئين وظهر لهم أن هؤلاء من الأولياء حقًّا، فقد وقعوا تحت قوله (من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب). ولكن القلوب إذا حجبت وانطمس نورها تخبط أصحابها في ظلمة نفوسهم، وليس أدل على هذا التخبط اتهام الأمة المحمدية في عقيدتها فصوروا أمة التوحيد على أنها أمة تتخبط في الشرك ووسائله!!
وفي ذلك يثيرون شبهة قائلين أننا لا نعادي الأولياء ولكننا ننكر على من يزكون على الله عبدًا بعينه، وهذا كلام لا يدخل إلا على عقول ساذجة يرده العقل السليم، أتريدون أن تقصروا الولاية على من جاء في حقهم نص صريح فلا نعرف وليًّا بعد عهد النبوة إذ بانقضاء عهد النبوة توقفت النصوص.
إن هذا يا سادة ينافي عمل الأمة علمائها وعوامها على مر القرون، ويكفينا في إجماع الأمة دليل .. فالإجماع دليل بعد فقد النصوص، فما من زمان منذ التابعين وما من بلد من بلاد المسلمين إلا وعرف فيها الصالحون وأشير إليهم، وقصدهم الناس محبين لهم متبركين بهم متوسلين بهم إلى الله تعالى، وكتب السير والتراجم طافحة بهذه الأخبار، وليس المقام يسع لذكرها، هذا في حياتهم وبعد مماتهم، إذ لو أن الناس اعتقدوا ما تعتقدون فكيف حفظت الأمة قبورهم منذ عهد السلف الذين تتمسحون فيهم في حين اندثرت قبور غيرهم من العوام ..
أليس في هذه العناية بحفظ مراقدهم ومواضع قبورهم دليل على أنهم قد اعتنوا بزيارتها منذ مماتهم إلى الآن؟
أليس الإمام الشافعي ومالك وأبو حنيفة والبخاري وموسى الكاظم والسيدة نفيسة وعلي الرضا وغيرهم من أصحاب المقامات المزارة كانوا في عهد السلف، فلماذا لم يضعهم في قبور عوام المسلمين، فتاهت قبورهم مع من تاه قبره من المسلمين؟
أما عن الكرامات في الحياة وبعد الممات وهو ما تعدونه من الخرافات وتناقضون أنفسكم قائلين أنكم تؤمنون بالكرامة وتصدقون بها، فإذا ما سمعتم بها في الصالحين بادرتم بالإنكار والاتهام بالخرافة والشعوذة.
وأقصد هنا الولاية بالمعنى العام، أي كل من اتخذهم الله أولياء له واصطفاهم على سائر خلقه وخصهم ببعض فضله..
وقد بدأ الإنكار عليهم بسبب خصلتين ذميمتين هما الكبر والحسد، ومن هنا أبى إبليس أن يسجد لآدم، مستكبرًا لرؤيته الأفضلية في نفسه من ناحية قائلا أنا خير منه، حاسدًا لآدم على هذا التكريم من ناحية أخرى.
واستمرت هذه السنة في عداوة أصفياء الله وأوليائه، فما ظهر نبي أو رسول إلا وجعل الله له أعداء قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِيّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [سورة الأنعام: 112] ثم يبين الحق علة هذا في موضع آخر من كتابه العزيز قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) [سورة: النساء: 54].
ولما قتل الإمام علي رضي الله عنه الخوارج قال رجل: (الحمد لله الذي أبادهم وأراحنا منهم، فقال علي رضي الله عنه كلا والذي نفسي بيده إن منهم لمن هو في أصلاب الرجال لم تحمله النساء وليكونن آخرهم مع الوجال).
ونحن هنا إذ نبين هذا الأمر، فإننا نأتيه ونحن نكره الجدال والمراء ونرى أن الأمة لها أولويات تحتاج منها إلى التكاتف وتوحيد الصفوف ونبذ الخلاف، لا إلى تزكية الطائفية والطعن في المسلمين، ولكن الدفاع عن عقيدة المسلمين ممن يتهمهم بالكفر والشرك والضلالة والبدعة، وكذلك بيان قول العلماء في الأولياء ومن ينكر عليهم هو عمل لا بد منه في زمن كثرت فيه الفتن، ولعل من يتطاولون على السادة من الأولياء المشهود لهم بذلك على مر القرون يلتفتون إلى من ينال من أصحاب النبي رضي الله عنهم إن كان لهم غيرة على دين الله كما يزعمون، أو ممن يتربصون بالشريعة الغراء فيتكلمون في أمر الميراث أو في وصف مناسك الحج بالوثنية ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين أو المفكرين. أم أن الأمر قد انحسر عندهم في الأولياء وزيارتهم وأصبح هذا الدين لا يهدده إلا هذه الخرافة على حد زعمهم.
والحق أننى كلما سمعت أو قرأت لواحد من أنصار هذا الكفر الوهابي تعجبت من السطحية والسذاجة التي يستنبطون بها الأحكام، ومن الخلل الذي يرتبون به النتائج على المقدمات، وكيف أنهم يلبسون الحقائق ويسارعون في الاتهامات .. بل أعجب كل عجب من مخاطرتهم بدينهم إذ يظهرون العداوة الصريحة لرجال شهدت لهم الأمة بالولاية على مر القرون وهم يدعون في ذلك أنهم يحافظون على التوحيد.
وهذه الدعوة مردودة، فإن الله سبحانه هو الذي رفع رايات أوليائه ونشر لهم الكرامات في حياتهم وبعد مماتهم، فالفعل فعله سبحانه، وهو الذي وضع لهم القبول في الأرض فامتلأت قلوب الناس بمحبتهم عبر السنين والقرون .. فإثبات الولاية لعبد من عباد الله وإطباق الخلق على هذا الاعتقاد إنما هو من البشارات لهذا العبد الذي أظهر الله ولايته وأجرى له الكرامة مع ما أنعم به عليه من الاستقامة، ومن تمام ظهور الولاية أن يظهر له أعداء لاستمرار سنة الله في خلقه، فالعلماء ورثة الأنبياء، فهذه العداوة من أصحاب القلوب السقيمة من جملة هذا الميراث. وقد يجري من العوام ما يحتاج إلى أن نعلمهم ونرشدهم لا أن نتهمهم بفساد العقيدة، ولو أن الأمر كما يقول هؤلاء هو من باب الحفاظ على الدين لشهدوا بما شهد به الناس من ولاية الأولياء وتصدوا للعوام بالتعليم والإرشاد، ولكن الحسد الذي في قلوبهم أوقعهم في الخوض في أولياء الله، وما فكر هؤلاء المحرومون في شأنهم أمام الله يوم القيامة لو أنهم كانوا مخطئين وظهر لهم أن هؤلاء من الأولياء حقًّا، فقد وقعوا تحت قوله (من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب). ولكن القلوب إذا حجبت وانطمس نورها تخبط أصحابها في ظلمة نفوسهم، وليس أدل على هذا التخبط اتهام الأمة المحمدية في عقيدتها فصوروا أمة التوحيد على أنها أمة تتخبط في الشرك ووسائله!!
وفي ذلك يثيرون شبهة قائلين أننا لا نعادي الأولياء ولكننا ننكر على من يزكون على الله عبدًا بعينه، وهذا كلام لا يدخل إلا على عقول ساذجة يرده العقل السليم، أتريدون أن تقصروا الولاية على من جاء في حقهم نص صريح فلا نعرف وليًّا بعد عهد النبوة إذ بانقضاء عهد النبوة توقفت النصوص.
إن هذا يا سادة ينافي عمل الأمة علمائها وعوامها على مر القرون، ويكفينا في إجماع الأمة دليل .. فالإجماع دليل بعد فقد النصوص، فما من زمان منذ التابعين وما من بلد من بلاد المسلمين إلا وعرف فيها الصالحون وأشير إليهم، وقصدهم الناس محبين لهم متبركين بهم متوسلين بهم إلى الله تعالى، وكتب السير والتراجم طافحة بهذه الأخبار، وليس المقام يسع لذكرها، هذا في حياتهم وبعد مماتهم، إذ لو أن الناس اعتقدوا ما تعتقدون فكيف حفظت الأمة قبورهم منذ عهد السلف الذين تتمسحون فيهم في حين اندثرت قبور غيرهم من العوام ..
أليس في هذه العناية بحفظ مراقدهم ومواضع قبورهم دليل على أنهم قد اعتنوا بزيارتها منذ مماتهم إلى الآن؟
أليس الإمام الشافعي ومالك وأبو حنيفة والبخاري وموسى الكاظم والسيدة نفيسة وعلي الرضا وغيرهم من أصحاب المقامات المزارة كانوا في عهد السلف، فلماذا لم يضعهم في قبور عوام المسلمين، فتاهت قبورهم مع من تاه قبره من المسلمين؟
أما عن الكرامات في الحياة وبعد الممات وهو ما تعدونه من الخرافات وتناقضون أنفسكم قائلين أنكم تؤمنون بالكرامة وتصدقون بها، فإذا ما سمعتم بها في الصالحين بادرتم بالإنكار والاتهام بالخرافة والشعوذة.
ولننقل أقوال بعض الأئمة في هذا الأمر كما تعودنا، فهم الذين نسير على آثارهم، يقول الإمام ابن حجر :
(ليس العجب في إنكار المعتزلة للكرامات، فإنهم خاضوا فيما هو أقبح من ذلك، وأنكروا النصوص المتواترة المعنى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما العجب من قوم تسموا باسم أهل السنة، ومع ذلك يبالغون في الإنكار؛ لأن كلمة الحرمان حقت عليهم حتى ألحقتهم بأهل البوار، وأوجبت عليهم نوعًا من الوبال والخسار).
ويبين الإمام سعد الدين التفتازاني سبب هذا الإنكار في كتاب (شرح المقاصد) قائلا: (والجملة: فظهور كرامات الأولياء تكاد تلحق بظهور معجزات الأنبياء، وإنكارها من أهل البدع ليس بعجيب إذ لم يشاهدوا ذلك في أنفسهم، ولم يسمعوا به من رؤسائهم، مع اجتهادهم في العبادات واجتناب السيئات، فوقعوا في أولياء الله وأهل الكرامات، يأكلون لحومهم ويمزقون أديمهم، جاهلين كون الأمر مبنيًّا على صفاء العقيدة ونقاء السريرة، واقتفاء الطريقة).
أما عن سوء الأدب في الحديث عن الصالحين فحدث ولا حرج، فهم لهم عادة، فهم لا يعرفون لهم حرمة، ولا يحفظون لهم حقًّا، ولو حق الإسلام فقط، والأمثله على ذلك واضحة لمن يسمع حديثهم أو يقرأ كلامهم.
والحق أنني هنا لا أتوهم أنهم قد يبحثون أو يقرءون أو يفتشون عن صحة ما أقول ليرجعوا إلى الحق إن كانوا مخطئين، بل أقول كما قال الشيخ طاهر سنبل الحنفي الذي نقله الشيخ أحمد بن زيني دحلان في كتابه: (تاريخ مكة) في فصل بعنوان (ابتداء فتنة الوهابية مع الرد بما يبطل ما ابتدعوه سنة 1305) فيقول (قال السيد العلوي الحداد: لما وصلت الطائف لزيارة حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما اجتمعت بالعلامة الشيخ طاهر سنبل الحنفي ابن العلامة الشيخ محمد سنبل الشافعي فأخبرني أنه أَلَّف كتابًا في الرد على هذه الطائفة، سيما الانتصار للأولياء الأبرار، وقال لي: لعل الله ينفع به من لم تدخل بدعة النجدي (يقصد محمد بن عبد الوهاب) في قلبه، وأما من دخلت في قلبه فلا يرجى فلاحه لحديث البخاري يمرقون من الدين ثم لا يعودون فيه).
وفي هذا نقول حسبنا الله سيغنينا الله من فضله ورسوله. وللحديث بقية.
(ليس العجب في إنكار المعتزلة للكرامات، فإنهم خاضوا فيما هو أقبح من ذلك، وأنكروا النصوص المتواترة المعنى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما العجب من قوم تسموا باسم أهل السنة، ومع ذلك يبالغون في الإنكار؛ لأن كلمة الحرمان حقت عليهم حتى ألحقتهم بأهل البوار، وأوجبت عليهم نوعًا من الوبال والخسار).
ويبين الإمام سعد الدين التفتازاني سبب هذا الإنكار في كتاب (شرح المقاصد) قائلا: (والجملة: فظهور كرامات الأولياء تكاد تلحق بظهور معجزات الأنبياء، وإنكارها من أهل البدع ليس بعجيب إذ لم يشاهدوا ذلك في أنفسهم، ولم يسمعوا به من رؤسائهم، مع اجتهادهم في العبادات واجتناب السيئات، فوقعوا في أولياء الله وأهل الكرامات، يأكلون لحومهم ويمزقون أديمهم، جاهلين كون الأمر مبنيًّا على صفاء العقيدة ونقاء السريرة، واقتفاء الطريقة).
أما عن سوء الأدب في الحديث عن الصالحين فحدث ولا حرج، فهم لهم عادة، فهم لا يعرفون لهم حرمة، ولا يحفظون لهم حقًّا، ولو حق الإسلام فقط، والأمثله على ذلك واضحة لمن يسمع حديثهم أو يقرأ كلامهم.
والحق أنني هنا لا أتوهم أنهم قد يبحثون أو يقرءون أو يفتشون عن صحة ما أقول ليرجعوا إلى الحق إن كانوا مخطئين، بل أقول كما قال الشيخ طاهر سنبل الحنفي الذي نقله الشيخ أحمد بن زيني دحلان في كتابه: (تاريخ مكة) في فصل بعنوان (ابتداء فتنة الوهابية مع الرد بما يبطل ما ابتدعوه سنة 1305) فيقول (قال السيد العلوي الحداد: لما وصلت الطائف لزيارة حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما اجتمعت بالعلامة الشيخ طاهر سنبل الحنفي ابن العلامة الشيخ محمد سنبل الشافعي فأخبرني أنه أَلَّف كتابًا في الرد على هذه الطائفة، سيما الانتصار للأولياء الأبرار، وقال لي: لعل الله ينفع به من لم تدخل بدعة النجدي (يقصد محمد بن عبد الوهاب) في قلبه، وأما من دخلت في قلبه فلا يرجى فلاحه لحديث البخاري يمرقون من الدين ثم لا يعودون فيه).
وفي هذا نقول حسبنا الله سيغنينا الله من فضله ورسوله. وللحديث بقية.
الشيخ: أكرم عقيل
التقييم الحالي
بناء على
58
آراء
أضف تعليق