نسخة تجريبيـــــــة
البهجة والسرور بمولد النور
ذكرى محببة إلى قلب المؤمن، يجد فيها بشاشة وفرحة تملأ قلبه بحلول هذا الموعد، وهو يوم مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. فلنتأمل كيف أن هذا اليوم، يوم الميلاد قد كان سببًا في تغيير مسار البشرية، وأن ظهور نور هذا الحبيب في هذا اليوم كان إيذانًا بإشراق شمس التوحيد، وبروز فجر الهداية بعد أن طال ظلام الشرك حتى مُلئ بيت الله الحرام بالأوثان التي تعبد من دونه.
وفي هذا العام تقبل علينا هذه الذكرى الطيبة، وتهب علينا نسائم مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم متزامنة مع تجدد الاستهزاء والتطاول من بعض الجهلة على هذا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وكلما تكرر ذلك تذكرت قول الحق سبحانه وتعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ) [سورة الأنعام: 10].
كلام محكم من الله يبين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس أول من تعرض من الأنبياء للاستهزاء به، ولكن الأنبياء من قبله قد تعرضوا لذلك، إلا أن هذا الاستهزاء لم ينل من قدرهم إذ إنهم معصومون من قبل الله، رفع الله شأنهم وعظم قدرهم، بل لحق هذا الاستهزاء وحط هذا التطاول من شأن من أظهر هذه العداوة لخيرة عباد الله وهم الأنبياء سلام الله عليهم.. ولا شك أن في كلام الله تطييب لنفس رسوله الكريم وتثبيت لقلب نبيه العظيم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
ونحن إذ تقبل علينا هذه الذكرى متزامنة مع تجدد الاستهزاء بنبينا صلوات ربي وسلامه عليه من أقوام لا يعرفون له قدرًا، ولا يحفظون له حرمة، بل ويجهلون سيرته، فيحاولون تشويه صورته الكريمة عداوة لدينه ولأتباعه، يجب لنا هنا أن نتوقف ونتأمل ونعي عدة أمور.
الأمر الأول: إن الذين يريدون إظهار العداوة لهذا الدين يظهرونه في عدة صور، إلا أن أهمها وأكثرها استفزازًا لمشاعر المسلمين هو محاولات تشويه سيرة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.. ولذا فيجب علينا أن نفهم أن أعداء دين الله قد فهموا أن العروة الوثقى لهذا الدين هو شخص صاحب الرسالة، فإذا توجهت الأيدي الآثمة إلى صورته لتشويهها في أذهان الجهلاء، فإن هذا يعد أكبر طعنة للدين كله. وعليه فإننا يجب كمسلمين أن ندرك ذلك من فعلهم، وإن لم ندركه من كتابنا وسنة نبينا، ونعلم أن الدعوة إلى هذا الدين وإبراز كمالاته إنما هو يكون أولا بنشر سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم..
كم من واحد أسلم على يديه لما رأى من كمالات أخلاقه ومحاسن شمائله ما رأى.. ولذا فإن التعريف الواعي بحسن سيرته وكمال أخلاقه هو من أبواب التعريف بهذا الدين، فالرسول هو عنوان الرسالة.
ومناسبة المولد هي من أفضل المناسبات التي يجب أن تستثمر على نطاق واسع للتعريف بصاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم.
الأمر الثاني: أننا إذا تأملنا في أحوال المسلمين ورأينا هذه الأهواء التي تلاعبت بكثير من طوائف الأمة، ورأينا هذا الخلاف الذي يشتد لتعارض متوهم في المصالح، وأردنا في خضم هذا التباين في المواقف أن نبحث عن قاسم مشترك بين جماعات المسلمين وطوائفهم ومذاهبهم وأفرادهم، وجدنا أن هذا القاسم المشترك يتمثل في اجتماع المسلمين على محبة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
حقًّا، اجتمعت على محبته قلوب الأمة، سنة وشيعة، حكامًا ومحكومين، البر والفاجر، الطائع والعاصي، الرجال والنساء، والشيوخ والأطفال.. نعم، إن حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو ما لا يختلف عليه أحد من أفراد هذه الأمة، قد تختلف على صور من إظهار هذه المحبة، إلا أن كل عين من هذه العيون تدمع عند تحرك الشوق إلى حضرته، وكل قلب من قلوب المسلمين يرجو أن يحشر يوم القيامة في زمرته.
إذن، فحب رسول الله هو مساحة الاجتماع التي لا خلاف فيها بين المسلمين، ويجب أن يظهر هذا المعنى، ونبرز في ذكرى مولده حقيقة اتفاقنا في هذه المساحة حتى يعي العالم أن المسلمين مهما اختلفوا وتفرقوا وتشرذموا إلا أن هنا حبلا ورباطًا يربط قلوبهم بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وأن هذا النبي هو أعظم مقدساتنا وأجل شعائرنا.
الأمر الثالث: أن هذا المولد وهذه الذكرى يجب أن يتعاظم الاهتمام بها في هذا الزمان.. إن كان هناك ما يبرز الاختلاف من وجهة نظر بعض الناس في مشروعية هذا الاحتفال فيما سبق، فأرى أن هذا لا مبرر له الآن.
لقد ملئت الدنيا احتفالات بمناسبات قومية واجتماعية، وإنسانية، فهذا يوم العمال، وهذا يوم المرأة، وهذا يوم الحب، وهذا عيد الربيع، وهذا رأس السنة، ففي خضم هذا الزحام الذي شغلت به قلوب الناس باحتفالات هنا وهناك، فلا أقل من أن نعيد لشبابنا وبناتنا معاني التعلق بهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال الاهتمام بذكرى مولده الشريف، على أن يكون الأمر موجهًا إلى التعريف بسيرته وحسن شمائله، وأن يكون الاجتماع فيه على طاعة، وعلى ما يرضي الله ورسوله، إظهارًا للبشر والسرور بمولد النور صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكرى المولد المبارك فيها من الخيرات والبركات ما يجب علينا أن نستثمره لإحياء حقيقة التعلق بهذا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد ظهرت بركات مولده لأمه السيده آمنة، بل بدأت البشارات مع حمله، وجاء مولده الشريف لترى أمه البشارة بعد أن رأت الرؤيا، ولله در الإمام البوصيرى رحمه الله صاحب البردة المباركة وهو يقول :
أبان مولده عن طيب عنصره يا طيب مبتدإ منه ومختتم
وفي هذا العام تقبل علينا هذه الذكرى الطيبة، وتهب علينا نسائم مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم متزامنة مع تجدد الاستهزاء والتطاول من بعض الجهلة على هذا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وكلما تكرر ذلك تذكرت قول الحق سبحانه وتعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ) [سورة الأنعام: 10].
كلام محكم من الله يبين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس أول من تعرض من الأنبياء للاستهزاء به، ولكن الأنبياء من قبله قد تعرضوا لذلك، إلا أن هذا الاستهزاء لم ينل من قدرهم إذ إنهم معصومون من قبل الله، رفع الله شأنهم وعظم قدرهم، بل لحق هذا الاستهزاء وحط هذا التطاول من شأن من أظهر هذه العداوة لخيرة عباد الله وهم الأنبياء سلام الله عليهم.. ولا شك أن في كلام الله تطييب لنفس رسوله الكريم وتثبيت لقلب نبيه العظيم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
ونحن إذ تقبل علينا هذه الذكرى متزامنة مع تجدد الاستهزاء بنبينا صلوات ربي وسلامه عليه من أقوام لا يعرفون له قدرًا، ولا يحفظون له حرمة، بل ويجهلون سيرته، فيحاولون تشويه صورته الكريمة عداوة لدينه ولأتباعه، يجب لنا هنا أن نتوقف ونتأمل ونعي عدة أمور.
الأمر الأول: إن الذين يريدون إظهار العداوة لهذا الدين يظهرونه في عدة صور، إلا أن أهمها وأكثرها استفزازًا لمشاعر المسلمين هو محاولات تشويه سيرة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.. ولذا فيجب علينا أن نفهم أن أعداء دين الله قد فهموا أن العروة الوثقى لهذا الدين هو شخص صاحب الرسالة، فإذا توجهت الأيدي الآثمة إلى صورته لتشويهها في أذهان الجهلاء، فإن هذا يعد أكبر طعنة للدين كله. وعليه فإننا يجب كمسلمين أن ندرك ذلك من فعلهم، وإن لم ندركه من كتابنا وسنة نبينا، ونعلم أن الدعوة إلى هذا الدين وإبراز كمالاته إنما هو يكون أولا بنشر سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم..
كم من واحد أسلم على يديه لما رأى من كمالات أخلاقه ومحاسن شمائله ما رأى.. ولذا فإن التعريف الواعي بحسن سيرته وكمال أخلاقه هو من أبواب التعريف بهذا الدين، فالرسول هو عنوان الرسالة.
ومناسبة المولد هي من أفضل المناسبات التي يجب أن تستثمر على نطاق واسع للتعريف بصاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم.
الأمر الثاني: أننا إذا تأملنا في أحوال المسلمين ورأينا هذه الأهواء التي تلاعبت بكثير من طوائف الأمة، ورأينا هذا الخلاف الذي يشتد لتعارض متوهم في المصالح، وأردنا في خضم هذا التباين في المواقف أن نبحث عن قاسم مشترك بين جماعات المسلمين وطوائفهم ومذاهبهم وأفرادهم، وجدنا أن هذا القاسم المشترك يتمثل في اجتماع المسلمين على محبة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
حقًّا، اجتمعت على محبته قلوب الأمة، سنة وشيعة، حكامًا ومحكومين، البر والفاجر، الطائع والعاصي، الرجال والنساء، والشيوخ والأطفال.. نعم، إن حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو ما لا يختلف عليه أحد من أفراد هذه الأمة، قد تختلف على صور من إظهار هذه المحبة، إلا أن كل عين من هذه العيون تدمع عند تحرك الشوق إلى حضرته، وكل قلب من قلوب المسلمين يرجو أن يحشر يوم القيامة في زمرته.
إذن، فحب رسول الله هو مساحة الاجتماع التي لا خلاف فيها بين المسلمين، ويجب أن يظهر هذا المعنى، ونبرز في ذكرى مولده حقيقة اتفاقنا في هذه المساحة حتى يعي العالم أن المسلمين مهما اختلفوا وتفرقوا وتشرذموا إلا أن هنا حبلا ورباطًا يربط قلوبهم بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وأن هذا النبي هو أعظم مقدساتنا وأجل شعائرنا.
الأمر الثالث: أن هذا المولد وهذه الذكرى يجب أن يتعاظم الاهتمام بها في هذا الزمان.. إن كان هناك ما يبرز الاختلاف من وجهة نظر بعض الناس في مشروعية هذا الاحتفال فيما سبق، فأرى أن هذا لا مبرر له الآن.
لقد ملئت الدنيا احتفالات بمناسبات قومية واجتماعية، وإنسانية، فهذا يوم العمال، وهذا يوم المرأة، وهذا يوم الحب، وهذا عيد الربيع، وهذا رأس السنة، ففي خضم هذا الزحام الذي شغلت به قلوب الناس باحتفالات هنا وهناك، فلا أقل من أن نعيد لشبابنا وبناتنا معاني التعلق بهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال الاهتمام بذكرى مولده الشريف، على أن يكون الأمر موجهًا إلى التعريف بسيرته وحسن شمائله، وأن يكون الاجتماع فيه على طاعة، وعلى ما يرضي الله ورسوله، إظهارًا للبشر والسرور بمولد النور صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكرى المولد المبارك فيها من الخيرات والبركات ما يجب علينا أن نستثمره لإحياء حقيقة التعلق بهذا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد ظهرت بركات مولده لأمه السيده آمنة، بل بدأت البشارات مع حمله، وجاء مولده الشريف لترى أمه البشارة بعد أن رأت الرؤيا، ولله در الإمام البوصيرى رحمه الله صاحب البردة المباركة وهو يقول :
أبان مولده عن طيب عنصره يا طيب مبتدإ منه ومختتم
وقال وهو يصف حسن هذا الحبيب:
أكرم بخلق نبى زانه خلق بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فرد في جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
فلتكن ذكرى مولده الشريف بداية إحياء وتجديد لمعاني المحبة والموالاة والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة: 40].
أكرم بخلق نبى زانه خلق بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فرد في جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
فلتكن ذكرى مولده الشريف بداية إحياء وتجديد لمعاني المحبة والموالاة والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة: 40].
الشيخ: أكرم عقيل
التقييم الحالي
بناء على
48
آراء
أضف تعليق