بتاريخ: 20-02-2011
العالم العربي يدين استخدام أمريكا للفيتو في وجه الفلسطينيين
- الخارجية المصرية تتعجب من الموقف الأمريكي.. عباس يرفض مقاطعة أمريكا بعد نقضها للقرار.. والواشنطن بوست تواجه المعارضين
في نفس الوقت الذي تشجع فيه الولايات المتحدة الأمريكية الدول العربية على التحرر من قيود الحكام المستبدين، عارضت أمريكا في خطوة غريبة من نوعها قرار إدانة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، لتقف وحدها سوزان رايس ممثلة الولايات المتحدة لمعارضة القرار بعد موافقة 136 دولة.
وأثارت المعارضة الأمريكية للقرار حفيظة الوطن العربي أجمع، مما أدى إلى شكوك المتحدث الرسمي باسم حماس محمد عساف نحو سعى أمريكا إلى العمل لمصالحها الخاصة التي تخدم أغراضها، متهماً الرئيس الأمريكي أوباما بالركوض خلف ما يحقق نفوذه ودعمه قبل نفاذ فترة الرئاسية الأولى، والتي لم يحقق خلالها شيئاً للشعب الأمريكي.
ورغم الانتقادات الواسعة من الخطوة الأمريكية إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن رفض تجميد المشاورات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن فلسطين الآن ليست في وضع يسمح لها بمقاطعة أي من الأطراف، موضحاً أن التواصل مع كل الأطراف من شأنه خدمة قضيتها ودعم موقفها أمام العالم.
وتظاهر الآلاف من الفلسطينيين اليوم حاملين اللافتات التي تدين أمريكا لاستخدامها حق الفيتو في مجلس الأمن لإدانة المستوطنات الإسرائيلية في القطاع، وكتب المتظاهرون على اللافتات "واشنطن تدعم الاحتلال والاستيطان"، بالإضافة إلى سب الرئيس الأمريكي أوباما بعد استخدامه لحق النقض "الفيتو" في حق الضفة الغربية للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة.
ومن جهتها انتقدت وزارة الخارجية المصرية في بيانها الذي عقبت فيه عن النقض الأمريكي استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لإجهاض مشروع القرار العربي ضد الاستيطان، مرجعاً البيان ذلك الأمر بالعزلة عن العالم العربي.
وأضاف البيان: "الرأي العام في مصر كان يتطلع لأن تضطلع الولايات المتحدة بمسؤولياتها، وأن تظل أمريكا في وقف نشاطها الاستيطاني الاستعماري الذي يلغي عملياً فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أن استخدام الفيتو للتناقض مع الموقف الأميركي الرافض للاستيطان سيلحق المزيد من الضرر بمصداقية الولايات المتحدة على الصعيد العربي".
وجاءت صحيفة الواشنطن بوست بمثابة "الدرع الواقي" لأمريكا، حيث انتقدت تقدم عباس بمذكرة لمجس الأمن لمناقشة هذا القرار من الأساس متسائلة في استنكار: "لا نعلم لماذا يريد عباس إحراج الولايات المتحدة أمام الجميع".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية التي انحازت هذه المرة لبلادها بعدما أشارت إلى أن عباس رفض المساعي المباشرة من أوباما وهيلاري كلينتون من أجل العدول عن هذه الخطوة، الأمر الذي جعل البلاد تضطر إلى استخدام حق النقض الـ"فيتو" ضد هذا المشروع رغم تأييدها له.
وألمحت الصحيفة أن إدارة أوباما اتخذت قرار المعارضة بحجة إحياء الأمل في مفاوضات السلام، معللة أنه إذا تمت الموافقة على هذا القرار فإن مساعي السلام سوف تعرقل إلى الأبد، الأمر الذي يجعل الأمور تأخذ منحنى العنف في حق الفلسطينيين مرة أخرى،
جدير بالذكر أن الرفض الأمريكي أمس لتمرير قرار إدانة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية سوف يجعل الاحتجاجات العربية المتأججة في الوطن العربي لا تلتفت لدعاوى التحرر التي تشجعها الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوتها.