بتاريخ:14-02-2011
- غورباتشوف يري أن الشعب قال كلمته ، وتشافيز يثني على إخراج أحد تلامذة الإمبريالية الأمريكية
- الإسرائيلي برائيل: مبارك حكم 30 عاما لكنه لم يكن بطلاً ، وفرديناند يركز على موقف إسرائيل من الثورة
أوضح ميخائيل غورباتشوف الرئيس السوفيتي السابق في مقال له نشرته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" حول الأحداث في مصر أن عملية التغيير التي انطلقت في هذا البلد لا تزال بعيدة عن نهايتها، ومع ذلك بات من الواضح أن لا تراجع في هذا المجال وان هذه الأحداث ستكون لها نتائج بعيدة المدى بالنسبة لمصر والشرق الأوسط والعالم الإسلامي أجمع. وأن هذه لحظة تاريخية على مستوى العالم. وأضاف أن العديد من التعليقات الصادرة عن الساسة ووسائل الإعلام العالمية تنطوي على مخاوف مما يجري. والسبب الرئيس وراء ذلك هو الخشية من أن تؤدي الحركة الشعبية إلى الفوضى، ومن ثم إلى المواجهة بين العالم الإسلامي والمجتمع الدولي. وهذه المخاوف ناجمة أيضا عن عدم الثقة بالشعب المصري وغيره من الشعوب العربية.
لكنه استدرك ذلك بأن الشعب قال كلمته. فلقد أعلن الناس عن عدم رضاهم بالعيش في ظل حكم استبدادي ورفضهم الأنظمة التي تتشبث بالسلطة طيلة عقود متتالية. وفي النهاية ستكون الغلبة لصوت الشعب. وعلى النخبة العربية والدول المجاورة ودول العالم العظمى أن تدرك هذا العامل وتضعه في حساباتها السياسية. فمنذ أمد طويل تفرض على العالم العربي والسياسة العالمية فكرة كاذبة تتلخص بأن هنالك خيار وحيد: إما النظام الاستبدادي، وإما الأصولية والتطرف والإرهاب. ويبدو أن قادة تلك الأنظمة آمنوا بدورهم كضمانة للاستقرار الذي يخفي وراءه مشكلات حادة متراكمة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، كالركود واستشراء الفساد واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء وانسداد الآفاق أمام الملايين من الشباب. وهذا كله أصبح وقودا يشعل الانفجار الاجتماعي. والمطلوب الآن من جميع المعنيين بهذه الأحداث التحلي بدرجة عالية من المسؤولية والاتزان عند إطلاق الأحكام واتخاذ الموقف العملية.
فيما أعرب هوجو تشافيز رئيس فنزويلا عن تقديره لما قدمه الشعب المصري أمام العالم من نضج سياسي وديمقراطي مشيراً إلى انه تابع تطور الحراك الشعبي الذي تعيشه مصر الآن معرباً عن ثقته في أن شعب مصر سوف يواصل تعزيز هذه العملية السياسية من التحرر على أساس أنه الوحيد الذي يحدد مصيره ، و اعتبر تشافيز أن تسليم السلطة إلى الجيش المصري يشكل انقلابا حيث أن مبارك سلم السلطة إلى القيادة العسكرية العليا وهو ما لا ينص عليه الدستور المصري ، لكنه أمر جيد حيث كان المطلوب إخراج أحد تلامذة الإمبريالية الأمريكية من موقع استراتيجي حسب وجهة نظره .في حين وصف تشافيز منتقديه الذين يحاولون مقارنته بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك بأنهم مجانين ومخطئون وليس لديهم إدراك
ومن جانبه ركز الكاتب الأمريكي الكبير الخبير في شؤون الشرق الأوسط توماس فريدمان على دور دولة إسرائيل من عدمه في هذه الثورة والدروس التي يجب أن تستفيد منها موضحاً أنه في ثورة 25 يناير التي استمرت ثلاثة أسابيع، كان هناك شئ يمكن ملاحظته بوضوح وهو إن إسرائيل لم تكن جزءًا من هذه القصة على الإطلاق كما أضاف فريدمان أنه في الوقت الذي كان يطالب فيه الأطفال المصريون بحريتهم، قرر الأطفال الإسرائيليون الوقوف إلى جانب الفرعون حتى النهاية كما انتقد الحكومة الإسرائيلية لعدم استماعها إلى الشباب الديمقراطي في ميدان التحرير ومحاولة استيعاب ما يقولوه، بل بدلاً من ذلك اتخذت اتجاهين خلال الثلاثة أسابيع الماضية هما دعوة البيت الأبيض بعدم التخلي عن الفرعون ، واستغلال الفرصة في الدعاية عن مدى ديمقراطية إسرائيل لكونها هي الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة ،وأشار فريدمان إلى أنه من الحقائق الغائبة عن هذه الثورة هو عدم نسبتها إلى الإخوان المسلمين. وقال إنه ينبغي أن يكون ما حدث قد أخبر إسرائيل بضرورة العمل على بناء علاقة فورية مع الاتجاه الشعبي الجديد في مصر بدلاً من الارتباط بديكتاتور كان بعيدًا كل البعد عن شعبه.وأشار فريدمان إلى إنه ليس من الضروري أن تكون خبير في الشرق الأوسط لمعرفة أن ما قام به الشباب في الثلاثة أسابيع الماضية هو أمر غير مسبوق، ثورة بدون إراقة دماء باستثناء ما قام به النظام، ثورة تم الدعوة إليها من خلال الفيس بوك في دولة عربية. هذه الثورة التي كشفت نظام مبارك واستقراره المزعوم. فقد كان استقرار له هو ، وقال إن هذه الثورة قوية جدًا عن ما يعتقد الكثيرون، فهي تطالب بأساسيات حقوق الإنسان العالمية من حرية وكرامة وعدالة، هذه المفاهيم التي يخشاها مستبدو العرب - وإيران. فهي لا تمثل أي شئ منحدر آخر سواء كان الإخوان المسلمين أو حماس أو أمريكا أو فلسطين ولا تمثل دعوة للحرب على إسرائيل مرة أخرى. هي فقط عن شعب يريد إعادة تشكيل مستقبله وحياته.
من ناحية أخرى صرح المحلل السياسي الإسرائيلي " تسيفي برائيل " والمتخصص في الشأن المصري لصحيفة " هاآرتس " الاسرائيلية أن ديمقراطية مبارك اتضح عدم تناسبها مع جيل الشباب في مصر مشيرا إلى أن مبارك حكم مصر 30 عاماً ولكنه لم يكن بطلاً وطنياً حيث أنه وصل للسلطة فى أواخر عام 1981م بدون ثورة على السلطة كما فعل جمال عبد الناصر أو ثورة سياسية مثل أنور السادات ، وفي تصريحه أوضح " برائيل " أن مبارك ولد في 1928 لأسرة ريفية من كفر مصيلحة، شمال القاهرة. كان والده يريده أن يكون معلماً، ولكنه اختار أن يعمل في العسكرية وتدرج في المواقع في سلاح الجو المصري حتى أصبح قائداً له في حرب يوم الغفران (التسمية الإسرائيلية لحرب أكتوبر)، بعد ذلك عمل نائب للرئيس السادات، وبعد اغتيال الأخير تم تعيينه رئيساً للجمهورية وتم انتخابه بعد ذلك مرات ومرات مشيراً إلى أنه ورث كل المؤسسات ولم تكن ثمرة من اختراعه، حيث ورث نقابات العمل، والحزب الحاكم الذي ترأسه وحتى المؤسسة الدينية التابعة للنظام وكل ما استطاع مبارك أن يقوم به هو تحسين السيطرة على هذه المؤسسات
بينما وصف الرئيس السوداني عمر البشير دور مصر بأنه الرائد عبر التاريخ قائلاً أن مصر هي القائد والزعيم ومشيدا بمكانتها العالية فهي التى حررت القدس من قبل على يد صلاح الدين وهي التي أوقفت التتار وهي الأزهر الذي حفظ الدين واللغة للأمة وأضاف أن مصر هي القوة الأساسية في العالم العربي والتي بغيابها تغيب الأمة وقد قام الرئيس السوداني بتحية شباب الثورة المصرية ومباركة هذه الثورة .