بتاريخ: 06-02-2011
اتجاه أوروبي واسع لـ"أسلمة" الأنظمة العربية القادمة..
ومخاوف إسرائيلية لوصول الإخوان إلى الحكم في مصر
- عضو بالبرلمان الأوروبي: الديمقراطية والإسلام يمكن أن يسيروا جنباً لجنب نحو الإصلاح.. والحكومة الألمانية تداعب الإخوان المسلمين!
خلط الدين بالسياسية لعبة تلعبها الجماعات الإسلامية في بعض بلدان الدول العربية، في محاولة منها لكسب الصفوف وإقامة الدولة الإسلامية التي - من وجهة نظرها - تحقق لها الأغراض السياسية المرجوة، وتسير بها على النهج الديني الصحيح.
ويعيش الوطن العربي خلال هذه الأيام تحولاً جذرياً نحو تشكيل الأنظمة القادمة، خاصة في الدول التي طالتها الثورة الشعبية كتونس ومصر، ويعد ذلك الوقت هو الأقوى للدول الغربية من أجل ممارسة عادتها الشهيرة باللعب على الوتر المكبوت منذ فترات طويلة، فإذا نظرنا إلى النظام التونسي فنجد أن رئيسه المخلوع بن علي قد استخدم سلطته الديكتاتورية في التقييد على الإسلاميين، والزج بهم في المعتقلات والسجون، كما أن النظام الحالي لم يسمح للإخوان المسلمين على الإطلاق الفوز بمعقد واحد في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، مستمراً في وصفهم بـ"الجماعة المحظورة" رغم الباع السياسي الكبير الذي وصلوا له خلال العقد الماضي.
في البداية انتقد عضو البرلمان الأوروبي والسياسي الفرنسي ميشيل ديجرين البرلمان الأوروبي نفسه لعدم دعمه الكامل لإرادة الشعوب العربية في التعبير عن نفسها، والخروج من حاجز الخوف، موضحاً في نفس الوقت أن الدول الأوروبية كان لها الحق في الخوف من التيار الإسلامي المتطرف، نظراً لوجود ديكتاتوريين حكموا البلاد كان من الممكن أن ينمى في كنفهم هذا التيار الغير معتدل على الإطلاق، مشدداً: "أما الآن فلا يمكن الخوف منهم بعد إتجاههم للتحرر وسعيهم إلى الديمقراطية".
وأوضح العضو الفرنسي الجنسية أن السيد بوعزيزي التونسي هو نفسه "يان بلار" الثورة الفرنسية، مؤكداً أن الشعب المصري مضى على نفس المنوال من أجل التحرر من قيود الديكتاتور الذي جلس على العرش ثلاث عقود متتالية.
وأشار السياسي المخضرم أن البرلمان لم يقم باتخاذ الإجراءات اللازمة لكفل حرية التعبير في الدول العربية، والمساعدة على الخروج من كبوة النظام الظالم في الدول العربية، مطمئناً الشعوب العربية وعلى رأسها تونس ومصر أن جميع الوسائل الإعلامية التابعة للنظام الماضي لن تضلل المواطنين بعد اليوم.
الشعوب العربية ستشرب من نفس الكأس
وعن وجود حكومة حكماء من الخبراء السياسين علق ميشيل قائلاً: "هناك العديد من المنفيين خارج بلادهم، يجب أن ننتظر حتى يعودوا مرة أخرى، ويتم العمل سوياً مع القادة السياسين الذين يتمتعون بمصداقية لدى الشعب، للمضي سوياً نحو تشكيل دولة ديمقراطية كما ينبغى أن يكون"، متوقعاً أن يشرب النظام السوري والأردني واليمني والجزائري من نفس الكأس التونسية والمصرية.
وشدد البرلماني الدولي على أن الإسلام والديمقراطية يمكن أن يسيروا جنباً إلى جنب، موضحاً أن البرلمان لا يجب أن يقول العبارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع مثل "لا نعرف، ربما، يمكن"، داعياً في نهاية خطابة إلى مزيد من الخطوات الإصلاحية على الصعيد السياسي في كافة البلدان العربية.
وكانت العديد من الدول الأوروبية تأيد النظام المصري الحالي بقيادة الرئيس مبارك لخوفها من تزايد نفوذ الإسلاميين، خاصة في الدول العربية المهيمنة التي تتمتع بباع كبير، ولكنها تتجه هذه الأيام إلى التحول في الفكر السياسي لتتفق مع نظام الإخوان المسلمين بما يخدم مصالحها ويحقق أغراضها.
ومن جهتها أوضحت مجلة دير شبيجل الألمانية أن الحكومة الألمانية اتجهت إلى توخي الحذر المبكر من جماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن ألمانيا تقوم بتوطيد العلاقات مع الإخوان المسلمين لاحتمال وصولهم إلى الحكم بعد انتهاء عهد مبارك.
وأكدت الصحيفة أن حكومة بلادها تتجه مثل الحكومات الأخري في التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، كإعتبارها أحد أهم الحركات الإسلامية في دولة محورية هامة، مشددة على أن ألمانيا تسعى مؤخراً لكسب جميع الصفوف للحفاظ على مصالحها في الدول العربية، واضعة على رأس هذه الأجندة الإخوان المسلمين في مصر.
واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة إلى أن التحول السياسي في المنطقة العربية سيضع الإخوان المسلمين في بؤرة التغيير والتقريب بين وجهات النظر التي من أهمها الإنفتاح الكبير على الغرب، خاصة في ظل تأييد الإخوان للحرية والديمقراطية مما جعل الحكومة الألمانية تصفهم بـ"التيارات المعتدلة".
فيما حذر الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز في تصريحاته لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية من تربع جماعة الإخوان المسلمين في هذه الفترة الغير آمنة سياسياً، موضحاً أن دور مصر وزعامتها في قيادة السلام بالمنطقة سوف يتقلص إذا تملكوا من مقاليد السلطة.