بتاريخ: 03-04-2011
إمام الجامع الأزهر يتهم النظام البائد بإسكات صوت الحق وقطب يطالب بجمع الأزهر والإفتاء تحت مظلة واحدة والأزهري يرفض دعوات استقلال الأزهر مالياً
- صلاح نصار: أمن الدولة كمم أفواه العلماء والعصر البائد منع صوت الأزهر المعتدل من الخروج إلى النور
- أسامة الأزهري: النداءات المطالبة بإستقلال الأزهر مالياً دعاوى "تخريبية"
- جمال قطب: يجب الجمع بين الأزهر والإفتاء تحت لواء واحد.. حكام مصر السابقين تعمدوا تهميش دور الأزهر وتقليص صلاحياته التنموية
أكد الشيخ صلاح نصار إمام الجامع الأزهر في كلمته خلال الملتقى أن الأزهر يعد القبلة الثانية للمسلمين بعد الكعبة المشرفة التي يأتي إليها المسلمون من شتى بقاع الأرض من أجل تلقى العلم، مطالباً في الوقت نفسه بنقابة مستقلة للأزهر.
وأوضح إمام الجامع الأزهر في الملتقى الشعبى الأول لاستقلال وعالمية الأزهر الذي انعقد بمقر نقابة الصحفيين السبت أن الأزهر هو المكان الوحيد الذي ينشر المنهج الوسطي المعتدل في الإسلام، متهماً في الوقت نفسه جهاز أمن الدولة بالعمل على تكميم أفواه العلماء الأزهريين.
وأضاف نصار: "تم تم إقتصار دور الأئمة والدعاه على الحديث داخل المساجد فقط، ومنع صوت الأزهر الحق الوسطي من الظهور إلى النور، كما أن وسائل الإعلام سعت إلى خدمة تيارات متطرفة، وشوهت صورة هذا الكيان العريق دون أن تكفل له مساحة للرد بما فيها الجرائد القومية والتليفزيون".
وأشار نصار إلى أن الثورة المصرية الطاهرة التي جعلت مصر تنتقل إلى النور يجب أن تنتقل إلى الأزهر، مؤكداً على إنضباط الدعوة ومسئوليتها، وأن تكون رحمة للعالمين لا التنفير منها، موضحاً أن الدعوة في العصر البائد لم تكن تجعلنا نتحدث في الأمور التي تخص الدولة، مشيراً إلى أن الدعوة تم تحجيمها وإقصارها على المساجد التي يحضرها من يعلمون ما نقول جملة وتفصيلاً، رغم علم الدولة بوجود العديد من التيارات الأخرى الغير معتدلة.
ومن جانبه الشيخ أسامة الأزهري المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف أن الأزهر الشريف استطاع أن ينتزع الحقوق الضائعة للشعب المصري على مر العصور، مشيراً إلى دوره الإجتماعي الأصيل في الحفاظ وحده المجتمع المصري ونسيج المسلمين والأقباط في مصر، مستشهداً بمواقف الأئمة الأزهريين على مدار التاريخ الذين وقفوا ضد كل محاولات طرد الأقباط من مصر، محرماً من يعامل أهل الذمة بالشدة.
وأوضح الأزهري أن الأزهر الشريف وقف على مدار التاريخ بالمرصاد حامياً للكيان الإسلامي من خلال المؤلفات العلمية والدينية، والآراء المعتدلة لعلمائه الأجلاء حتى أشرقت شمسه على سائر الدول الإسلامية في العالم أجمع.
وشدد خطيب مسجد السلطان حسن على أن الكيان الأزهري العريق سيحمي الأمة ممن يدعون إلى هدم الأضرحة، وقطع آذان بعض الناس، متابعاً: "ارفع رأسك أيها الأزهري، فلقد أعز الله بك الدين، وأعزك الله بمصر وأهلها، امتليء ثقة وجلالاً لأنك ورثت علماً عريقاً، لن يأتي اليوم الذي تتبدد فيه أمجادنا".
وقال المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف أن الأزهر الشريف يفتح ذراعيه أمام جميع طوائف المجتمع من أجل الحوار الذي يهدف إلى تعمير مصر، موضحاً أن أيدي العلماء الأزهريين ممدودة دائماً من أجل العمل على رفعة بلادنا مصر.
وانتقد الشيخ الأزهري الدعوات التي تطالب باستقلال الأزهر مالياً، واصفاً هذه الدعاوى بأنها "تخريبية"، موضحاً أن الميزانية المخصصة من الدولة إلى الأزهر تساعد بشكل كبير في الإنفاق على الكيان الأزهري، رافضاً بشدة النبرات التي تعالت خلال الفترة المؤخرة من أجل إلغاء الدعم المادي للأزهر.
ومن جهة أخرى دعا الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق إلى الجمع بين دار الإفتاء والأزهر الشريف تحت لواء واحد، مشدداً على أن جميع الحكام السابقيين عمدوا على تهميش دور الأزهر والتقليص دوره التنموي والمجتمعي الهام، مطالباً أن يتم إنتخاب شيخ الأزهر من خلال مجمع البحوث الإسلامية.
وانتقد قطب عدم وجود قناة أزهرية تتحدث بإسم الأزهر حتى ذلك الوقت، داعياً إلى ضرورة وجود منفذاً للأئمة والعلماء الأزهريين من أجل التعبير عن آرائهم الدينية، والدعوة إلى الفضيلة وتأصيل المنهج الأزهري من خلالها، مستنكراً عدم تعيين جميع خريجي جامعة الأزهر، تحت دعوى أنها المهنة التي لا يعرف أبناء الأزهر غيرها.. متعجباً: "نحن لا نعلم غير هذه المهنة.. فأين نذهب بعدها؟!"
وقد خلص المؤتمر إلى بعض التوصيات الهامة مثل التأكيد على وسطية الأزهر وعالميته، وأهمية الحوار قبل القرار والوعي قبل السعي، وإعطاء أهل التخصص دورهم مع تأييدهم شعباً وعدم التدخل لغير المتخصصين، بالإضافة إلى أن يتم إختيار شيخ الأزهر عن طريق التوافق مستقبلاً بين هيئة كبار العلماء أو مجمع البحوث الإسلامية وليس بالانتخاب، ويتم التصديق فقط على القرار من قبل رئيس الجمهورية.
وجاء أيضاً في التوصيات أن الأزهر مؤسسة مصرية جغرافياً من أركان الدولة المصرية، وهي مئسسة مستقلة وحره في فكرها وكلماتها وإدارتها كما أنها عالمية الفكر والتأثير، مع ضرورة التأكيد على إحترام رموز الأزهر وعلماء الدين وتوقيرهم والعمل على رفع مكانتهم، والتأكيد على أهمية الدراسة الموضوعية لكافة المواضيع التي طرحت لمحاور اللقاء، وخاصة الإستقلال المالي والإداري حتى لا يكون التسرع في القرار له أثراً سلبياً.
ومضت التوصيات تؤكد على أهمية مواكبة الأزهر إعلامياً بما يتلاءم مع آليات العصر الحديث، مع وجوب إنشاء قناة خاصة للأزهر، علاوة على أن الأزهر رغم تعدد مؤسساته المتمثلة في الإفتاء والأوقاف وفي الجامعة والمعاهد وحدة واحدة بكافة أبناءه وعلمائه من الداخل والخارج فالأزهر الشريف هو الحصن الآمن لكافة بني البشر داخلياً وخارجياً.