بتاريخ: 19-01-2011
فقدوا الأمل في حل مشاكلهم فسلكوا طريق بوعزيزي!
يبدو أن روح العزة التي تمتع بها شهيد "لقمة العيش" التونسي محمد بوعزيزي بدأت تنتقل من مكان إلى آخر، وبدأت ثقافة العناد مع الوضع الحالي تتنقل إلى الشارع العربي، نظراً لعدم قدرة الحكومات العربية على توفير مناخ جيد يعمل من خلاله أبناء الوطن.
حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة الاحتجاجات والاعتراضات على الحكومات، نظراً لتفشي البطالة بنسب ضخمة، وكانت المظاهرات الاحتجاجية هي السبيل الأوحد في التعبير عن الغضب، إلى أن جاءت الانتفاضة الشعبية التونسية لتعلن عن أكبر انقلاب عربي شعبي داخلي، ويكون الفتيل الأول لإشعالها بوعزيزي.
وسرعان ما اقتبس الشعب المصري فكرة التهديد بالحرق نتيجة عدم تنفيذ الحكومة الحالية للعديد من المتطلبات الأساسية والضرورية كالسلع الغذائية الهامة، حيث اتجه العديد منهم بأعمارهم المختلفة إلى إشعال النار في أنفسهم، ليمضوا على خطى مفجر الثورة التونسية.
وبدأت الحكاية بعبده عبدالمنعم صاحب أحد المطاعم بمدينة الإسماعيلية، والذي جاء أمام مبنى البرلمان ليشعل النار في نفسه احتجاجاً على عدم صرف حصته من الخبز، الأمر الذي جعل المطعم يتوقف عن العمل بنفاذ الخبر.
وطالب د. أحمد فتحي سرور رئيس البرلمان كتابة تقرير مفصل عن عبده الذي تم نقله إلى مستشفى المنيرة متأثراً بحروقه، وجاء في التقرير أن ابنه أشار إلى معاناة والده من اضطراب نفسي.
ولقى أحمد هاشم السيد ذو الـ25 ربيعاً مصرعه بالأسكندرية متأثرا بالعديد من الحروق في جسده بعدما أشعل النار في نفسه، وروت والدته الحكاية بدموع من الأسى والحزن قائلة: "ابني يعاني من حالة نفسية سيئة نتيجة تحمله أعباء المنزل بعد رحيل والده، وعدم قدرة شقيقة المعاق على الكسب، فقام بإشعال النار في نفسه ليفارق الحياة نتيجة إصابته بحروق من الدرجة الثالثة.
ومن الإسكندرية أيضاً حضر المحامي طارق محمد البالغ من العمر 58 عاماً بثياب مبللة بالبنزين أمام مبنى مجلس الشعب مطالبا بالعثور على ابنته التي اختطفت، راوياً معاناته من الظروف المعشية الصعبة، وأنه قام ببيع المحل الخاص به لتسديد ديونه التي تراكمت عليه، وقام حرس المجلس باعتراض طريقه، فقام بإشعال النار في نفسه، مما تسبب في إصابته بحروق شديدة وتم نقله على الفور إلى المستشفى.
ويعزز حالياً أمن مجلس الشعب القوات الأمنية، حتى لا يتم إضرام آخرين النار في أنفسهم، بعدما افتقدوا الثقة في من يلبي طلباتهم، وفي النهاية يبقى السؤال.. هل من يقوموا بهذه الأفعال جميعهم مصابون بحالات نفسية أو اكتئاب كما قال البعض؟ أم إنهم افتقدوا الأمل فيمن يقوم بحل مشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية؟