نسخة تجريبيـــــــة
يا حكام العرب احذروا ثورة الجياع
بعد الثورة التونسية: الشعوب العربية في طريقها نحو الانفجار
بتاريخ 15-01-2011
يبدو أن الخطر القادم الذي ستواجهه الأمة العربية سيتمثل في توفير "لقمة العيش" لجميع الطوائف والفئات، حيث أن كل المؤشرات تدل على أننا سنواجه تحديات كبيرة قادمة، مما يستوجب على الحكومات العربية الاجتماع والتشاور، من أجل اتخاذ التدابير التي تكفل للأمة تخطي الحواجز والعقبات حتى لا يتسبب الأمر في حدوث خلل في أنظمة البلاد، ويتفشي ما يسمى بـ"ثورة الجياع" العربية.
بعدما رفض محمد بو عزيزي التونسي "شهيد لقمة العيش" الاستسلام لشبح البطالة، وكافح من أجل الحصول على منفذ يتقوت من خلاله، أمست المؤشرات تؤكد أن الأمة العربية قادمة على مرحلة صعبة للغاية تتمثل في عدم وجود منافذ حقيقية لتوفير مطلب الحياة الأول وهو "الطعام".
وعلى الرغم من ارتفاع مستوى المعيشة لدى أبناء بعض الدول العربية، إلا أنهم أصبحوا يعانون من أسعار المواد الغذائية التي تضاعفت خلال الفترة الأخيرة، في ظل نمو معدل البطالة يوماً بعد يوم وبشكل ضخم للغاية.
وأثارت وتيرة الأزمة التونسية العديد من الأصداء بالجزائر بعدما قام الشباب بأعمال عنف تخريبية أيضاً لارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية، وانعدام الشعور بالأهلية الوطنية.
وأرجع بعض الخبراء والمحللون أعمال العنف في الجزائر إلى "فراغ سياسي" يعاني منه الشباب، مؤكدين أن الأحداث التونسية جعلتهم ينتبهوا إلى أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية، بعدما رفضوا الخضوع
في البداية أعرب رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية بالكويت –"البلد العربي الذي يتمتع بأعلى مستوى معيشة مقارنة بأشقائه الآخرين" سنواجه الارتفاع المتوقع لأسعار السلع الغذائية هذا العام، مؤكداً أن هناك مفاوضات جارية مع منتجي وموردي بعض المواد الغذائية للحصول على أفضل الأسعار وتوفيرها للمستهلك.
ومن جهة أخرى انطلقت العديد من المظاهرات الغاضبة في الأردن احتجاجا على سياسة الحكومة في الوقوف أمام ارتفاع الأسعار موقف "المتفرج"، بالإضافة إلى فرض العديد من الضرائب بحق المواطنين، في ظل تدهور مستويات المعيشة، وإعلان الحكومة الأردنية أن خطة الإنقاذ القادمة ستتكلف 225 مليون دولار لخفض أسعار أنواع من الوقود وسلع غذائية أساسية.
وعلى جانب آخر في الصومال صرح رئيس الوزراء الصومالي أن 2,5 مليون شخص مهددين بمجاعة بسبب الجفاف فى بلده، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية تحرك دولي لتجنب سيناريو مجاعة 1992، والتي أدت إلى موت 500 ألف شخص.
في الوقت نفسه همت سوريا بالسعي نحو خفض الأسعار، خوفاً من حدوث أعمال شغب من المواطنين الذين طالبوا مراراً وتكراراً التصدي لأزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ومن المتوقع أن تشهد البلاد العربية موجة كبيرة من الحراك السياسي نحو النظم الاستبدادية التي خلدت إلى السيطرة، والاهتمام بمصالحها الشخصية على حساب مهامها الرئيسية في توفير أقوات شعوبها.
التقييم الحالي
بناء على
5
آراء
أضف تعليق