يقدم السادة الأحمدية مفهوما دقيقا وصورة واضحة عن المجذوب، هذا المفهوم وهذه الصورة تصحح وبلا شك للكثيرين تصورهم المغلوط عن المجذوب الغائب عن وعيه، والمهمل لمظهره.
فيرى السادة الأحمدية أن للمجذوب أربعة شروط حتى يتحقق صحة جذبه:
الشرط الأول : أن المجذوب هو من جذبه اللَّه سبحانه وتعالى من الظلمات إلى النور، وأيقظه إلى اليقظة.
الشرط الثانى: أطلقه من مقام المجاهدة إلى مقام المشاهدة.
الشرط الثالث: غمسه في بحر فيضه.
الشرط الرابع: وأسلكه مقام الأنس.
وفى ضوء هذه الشروط الأربعة التى ذكرها السادة الأحمدية للمجذوب يمكن التأكيد على الأمور التالية:
1- أن المجذوب مراد لا مريد، وأنه لا بد من جذبة إلهية تأخذ هذا المراد المجذوب فتخرجه من ظلمات الغفلة والمعصية والنفس ... إلخ إلى نور الطاعة والذكر والوصل ... إلخ.
2- أن المجذوب يقظان وفى حال يقظة لا غيبة.
3- أن المجذوب مقامه المشاهدة والذى انتقل إليه بعد قطعه لمقام المجاهدة.
4- أن المجذوب يجمع مع مقام المشاهدة مقام الأنس .
ولا يخفى أن المجذوب بهذه الصورة يختلف اختلاف كبيرا عن تلك الصورة السيئة للمجذوب التى نراها من بعض المنتسبين للتصوف.
المصدر: عبده حسن راشد المشهدي ، النفحات الأحمدية والجواهر الصمدانية في النسبة والكرامات الأحمدية ، القاهرة: مكتبة أم القرى، 2002 ، ص 270.