نسخة تجريبيـــــــة
التربية البرزخية والتربية بالنظرة

ويؤكد المؤرخون للطريقة الأحمدية على أنه يكفى المنتسبين للطريقة الأحمدية من الشرف العظيم والمقام الكريم، قول  مولانا الأستاذ السيد أحمد البدوى قدس الله سره لخليفته سيدي عبد العال رضي الله تعالى عنهما (يا عبد العال: فقرائي كالزيتون فيهم الكبير والصغير، ومن لم يكن فيه زيت فأنا زيته) ، فأشار رضي الله تعالى عنه ونفعنا به ولا أخلانا من مدده إلى أن فقراءه المنسوبين([1]) إليه والمعولين في أمورهم عليه: متفاوتون في السر الإلهي، وأن من كان منهم خالٍ من ذلك يمده الأستاذ بالمدد حتى يصير من أهل الأسرار الإلهية والمعارف الربانية.

والمعنى أن كلًّا من فقرائه فيه زيت الكبير والصغير، إلا أن الصغير يحتاج أن يلحق بالكبير ، وهذا هو المعنى بقوله: ومن لم يكن فيه زيت أي كزيت الكبير، فأنا زيته أي أنا ألحقه بالكبير.

وقال الشيخ عبد الوهاب الشعرانى رضي الله تعالى عنه: بلغنا أن الأستاذ سيدي أحمد البدوي رضي الله تعالى عنه يربي مريده وهو في البرزخ.

وهو يؤيد الفهم السابق فلله الحمد، ويا لها من نعمة لا يحاط بقدرها، ومنة جسيمة لايقام بشكرها. واللائق بالمقام أن المراد بمريده ما هو أعم مما قيد به، قال الشيخ عبد الوهاب الشعرانى في بعض كتبه: إن المراد بمريده الذي يربيه وهو بالبرزخ من يخاطبه من قبره كالشيخ محمد الشناوي، وفي الحقيقة أن الذي هم فيه إنما هو ببركة هذا الأستاذ الذي إليه ينتسبون ومن فيض بحر مدده يغترفون

كما أن من طرق التربية عند السادة الأحمدية : التربية بالنظرة ، قال نور الدين الحلبى :  "واعلموا يا إخواني أن المشايخ الأحمدية على طريقة أستاذهم المرضية فإن الأستاذ سيدي أحمد البدوي رضي الله تعالى عنه ورضى عنا به كان كما تقدم يربي بالنظر لا بخلوة ولا بمجاهدة ولا بأوراد ولا بمكابدة، غير أن الأستاذ نفعنا الله تعالى به كان بنظره يقلب الأعيان، ولا بدع في التربية بالنظر فإن السلحفاة تربي أولادها بالنظر ، وهؤلاء المشايخ الأحمدية في تربية الفقراء على حسب الطاقة والإمكان."

ومن هنا يظهر أن أساس التربية فى طريقة سيدي أحمد البدويتمبنية على الهمَّة والنظرة والتربية البرزخية، ونظر الأستاذ لمريده إنما هو على حسب قلب المريد وخلوصه لمحبة شيخه. وما كان شيخُ مشايخ هذه الطريقة الأحمدية - الشيخ محمد الشناوي عليه سحائب الغفران يلقنه المريدين لكل ليلة وِرْد مخصوص، ونحو ذلك مما جرى عليه أمر مشايخ الطريقة الأحمدية فإنما تكون غايته تطهير قلب المريد وتقوية محبته لشيخه ولرجال هذه الطريقة العلية حتى يتهيأ لتلك التربية بالنظرة والتربية البرزخية، ويصلح قلبه وحاله لتلقيها.

 

المصادر:

المصدر: نور الدين الحلبي (صاحب السيرة الحلبية المشهورة)، سيرة السيد أحمد البدوي المسمى «النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية»، تحقيق وتقديم وتعليق: أحمد عز الدين خلف الله، القاهرة: محمد عاطف وسيد طه وشركاهما، ط1،1964م،ص 30 ، 112.

- عبده حسن راشد المشهدي، النفحات الأحمدية والجواهر الصمدانية  في النسبة والكرامات الأحمدية ، القاهرة: مكتبة أم القرى، 2002 ، ص 124.

 

([1])    في النسخة الأصلية والمنسوبين والتصحيح من 2-د.


التقييم الحالي
بناء على 33 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث