نسخة تجريبيـــــــة
الفقير

وعن سيدي عبد العال خليفة الأستاذ سيدي أحمد البدوي رضي الله تعالى عنهما: إنه سأل الأستاذ عن حقيقة الفقير؟

فأجابه (يعنى سيدى أحمد البدوى) : بأن للفقير اثنتي عشرة علامة:

1-   أن يكون عارفًا بالله.

2-   مراعيًا لأوامر الله.

3-   متمسكًا بسنة رسول الله ×.

4-   مداومًا على الطهارة.

5-   راضيًا عن الله في كل حال.

6-   موقنًا مما عند الله.

7-    آيسًا مما في أيدي الناس.

8-    مبادرًا لأوامر الله.

9-    متحملًا الأذى.

10-              شفوقًا على الناس.

11-              متواضعًا لهم.

12-              يعلم أن الشيطان عدو.

وقال السيد أحمد البدوى قدس الله سره : يا عبد العال أتدري من هو الفقير الصادق؟

قلت: منك تحصل الإفادة. قال: هو الذي لا يسأل أحدًا، إن أعطي شكر، وإن منع صبر، صابر لأحكام الله تعالى، عامل بالكتاب والسنة.

وهذا الوصف للفقير هو العبودية التي هي أشرف المقامات وأعلى الدرجات. ومن ثم لما خير ×بين أن يكون نبيًا ملكًا وبين أن يكون نبيًا عبدًا، فاختار العبودية. وقال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، أي لا أفتخر بالسيادة وأنا الفخر لي بالعبودية. وروح العبودية الثقة بالله، والاستسلام إلى أمر الله، وترك الاختيار، وعدم منازعة الأقدار، بحيث لا يبقى له مع الله مراد إلا ما أراد.

فإن قيل لك: ما صفة الفقير؟

فقل: أن يكون جيد الفكر، جوهري الذكر، كثير العلم، عظيم الحلم، قليل المنازعة، قريب الرجعة، أوسع الناس صدرًا، وأذلهم نفسًا، ضحكه تبسم، واستفهامه تنظم، يذكر الغافل عن ذكر اللَّه سبحانه وتعالى بذكره إياه، لا يؤذي من  يؤذيه قط، ولا يخوض فيما لا يعنيه، وأن يكون دوامًا ورعًا عن الشبهات وجميع المحرمات، كثير العطاء، قليل الأذى، عونًا للغريب، أبًا لليتيم، بشراه في وجهه، وخوفه في قلبه، مسرورًا بذكره لربه، وفقره أحلى من الشهد عنده ويكون فيه أصلب من الحديد، لا يكشف سترًا على أحد من خلق اللَّه تعالى حياء من اللَّه؛ لأنه هو الستار على العصاة، ولا يهتك أمرًا ستره اللَّه، وأن يكون لطيف الحركة، حلو المشاهدة من الملابس وغيرها، لين الجانب، طويل الطعمة، كثير الذكر في قيامه وقعوده ونومه، حليمًا إذا اجتهد على شيء، صبورًا على من أساء عليه، يبجل الكبير، ويرحم الصغير، حافظًا للأمانة، بعيدًا عن الغانيات، أليفه التقوى، وخلقه الحياء، لا نمامًا، ولا مغتابًا، ولا حسودًا في أفعاله، محزونًا، وقوله موزون، وفكره يجول فيما لا يحول لا فيما كان ويكون.

فإن قيل لك: بِمَ تعرف الفقير؟

فقل: بأربعة أشياء: التخلق بأخلاق اللَّه تعالى، وحسن المجاورة لأوامر اللَّه تعالى، وملازمة الانبساط مع الفناء في اللَّه تعالى، والانتصار على النفس حبًّا في اللَّه تعالى.

فإن قيل لك: ما حروف الفقير؟

فقل: أربعة أحرف: فاء، وقاف، وياء، وراء، فالفاء فراره من حظوظ النفس، والقاف قنعه بما يسره اللَّه له، والياء يأسه بما في أيدي الناس، والراء رضاه بما له وعليه.

فإن قيل لك: الفقير على كم قسم؟

فقل: على أربعة أقسام:

1- فقير حال ومقال: وهو العارف باللَّه تعالى المرشد المسلك الواصل الموصل غيره في الطريق.

2- وفقير حال لا مقال: وهو المجرب.

3- وفقير مقال لا حال: وهم الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.

4- وفقير لا حال له ولا مقال: وهو الخالي من الخيرات.

 

المصادر: - نور الدين الحلبي (صاحب السيرة الحلبية المشهورة)، سيرة السيد أحمد البدوي المسمى «النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية»، تحقيق وتقديم وتعليق: أحمد عز الدين خلف الله، القاهرة: محمد عاطف وسيد طه وشركاهما، ط1،1964م، ص 28 .

- عبد الصمد داعي الحضرة الأحمدية(ت بعد 1028 هـ) ، مناقب القطب النبوي والشريف العلوي سيدي أحمد البدوي المسماة بالجواهر السنية والكرامات الأحمدية، مصر ، د ن ، 1278 هـ ، ص 134-135، 136.

- عبده حسن راشد المشهدي ، النفحات الأحمدية والجواهر الصمدانية  في النسبة والكرامات الأحمدية ، القاهرة: مكتبة أم القرى، 2002 ، ص 267 ، 272 - 273.


التقييم الحالي
بناء على 31 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث