نسخة تجريبيـــــــة
التصوف وشروطه

فإن قيل لك: ما شروط التصوف؟

فقل: ثمانية؛ إذ الصوفي من صفت أسراره، ونارت بصيرته، وعلت همته، ونطقت حكمته، وارتفعت رتبته، وتعلم العلم وعلمه، وطلب من اللَّه لا من غيره، وحمد اللَّه سبحانه وتعالى على نعمة الإيمان والدين المستقيم، وأن يكون متصفًا بهذه الأوصاف، أولها: الرضاء، والسير في الطريق، ومراعاة الرفيق، والهدى والتحقيق، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وإقالة العثرات، وأن يكون مجتهدًا في العمل الصالح المرفوع لقوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾[فاطر:10]أي يقبله، ويغفر سيئاته، وأن يكون ملازمًا للأوقات الخمسة لأجل إجابة الدعاء، وأن يكون قاضيًا لحوائج إخوانه، وأن يكون ملازمًا ترك الخيانة في السير إلى اللَّه سبحانه وتعالى، وأن يكون مؤدبًا مع شيخه ومع إخوانه غاية الأدب، وأن يكون محفوظًا وحافظًا لقلبه في حال مجالسته للشيخ وإخوانه، وأن يكون ملازمًا لشيخه لا يفتر عنه طرفة عين، وأن لا ينكر عليه ما ظهر منه من صفة عيب؛ فربما يظهر من الشيخ ما لا يعلمه المريد الصوفي، ويكون مراد الصوفي - أعني الشيخ- امتحان المريد في ذلك الفعل، فيقع في الأمور الصعبة وفي المحن
- والعياذ باللَّه سبحانه وتعالى- كما وقع لبعضهم أنه دخل على شيخه فرأى عنده امرأة جميلة، وهو يعانقها ويجامعها، فخرج منكرًا من عنده، فأخذ منه حالًا جميع ما استفاده من شيخه، ومع ذلك كانت المرأة من أزواج الشيخ، وجعلها له من الامتحان – كما  قالوا عند الامتحان يكرم المرء أو يهان- مثل ذلك المريد، وقس على هذا الأصل، وأعوذ باللَّه ممن تغيرت عليه القلوب، وفي المطولات من كتب القوم من التأديبات ما لا يحصر والغرض هنا الإيجاز.

المصدر: عبده حسن راشد المشهدي ، النفحات الأحمدية والجواهر الصمدانية  في النسبة والكرامات الأحمدية ، القاهرة: مكتبة أم القرى، 2002 ، ص 273 – 275. 


التقييم الحالي
بناء على 24 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث