كتب: محمد علي
بتاريخ: 28-03-2012
أكد الدكتور محمد مهدي عاكف - المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين- أن مسئولية الأخ سواء أكان مرشداً أو أخ عادي هي مسئولية أمام الله- عز وجل- مشيرًا إلى أنه يحمل رسالة ويحمل دين ويحمل مشروع وأمانة .. فسواء كان مرشدًا أو فرداً عادياً في الإخوان فالأمانة كما هي ويكون الاختلاف فقط في كِبَرْ المسئوليات حيث أن مسئولياتي عندما أكون مرشدًا للجماعة تكون أكبر مما هي عليه عندما أكون عضواً عادياً، ولكن جميعنا فى النهاية أمام الله- سبحانه وتعالى- مسئولون.
وأضاف عاكف - خلال حواره مع برنامج "ممكن" على قناة سي بي سي- أنه من ناحية الرؤية والتحليل لابد أن يرجع المرشد لمؤسسات الإخوان مثل "مكتب الإرشاد، ومجلس الشورى، والمكاتب الإدارية" للتشاور معها في أي أمر من الأمور، مشيرًا إلى أن هناك حرية في الرأي والتعبير ولكن القرار في النهاية يتوقف على مجلس الشورى الذي يعد قراره واجب التنفيذ.
وحول أداء الجماعة بعد الثورة، قال عاكف إن أداء الجماعة رائع كما كنت متوقعاً، وذلك لأن أداء الجماعة ليس أداءً فرديًّا وإنما هو أداء جماعى وأداء مؤسسى مشيرًا إلى أن تغير القيادات من وقت لآخر داخل للجماعة يؤدي لحيوية ونشاط أكبر فدائمًا كنت أقول إن التغيير فيه بركة أما الإلف فيهدم المثل العليا.
وأوضح أننا لن نرضى بأدائنا فنحن نبغى الأكمل وندعوا إلى الأحسن، ولكن عندما أرى الدكتور سعد الكتاتنى رئيساً لمجلس الشعب أسعد ويطمئن قلبي بهذا الأسلوب الراقي في إدارة المجلس والتعامل مع الآخرين، وهذا نوع من أنواع الديمقراطية التي لا يفهمها الكثير من الناس وهذا أمر واضح.
وحول استفتاء 19 مارس، صرح عاكف بأنه كان على الإعلام أن يحترم الإرادة الشعبية ولكن للأسف الشديد ظل هو والنخبة يشككان فى هذه الإرادة بأساليب غير منطقية، فأنا وإن اختلف رأيى مع الشعب فلا يجب أن أشكك فيه، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب مورس في أمور كثيرة كان آخرها تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التى يعطي الإعلان الدستورى لمجلس الشعب حق تشكيلها والذي شكلها بنسبة 50 إلى 50، من كل أطياف الشعب.
وطالب الناس بالنظر أولاً إلى الأسماء الموجودة ضمن الجمعية التأسيسية ثم الحكم بعد ذلك لا أن تحكم على حزب الحرية والعدالة بأنه استأثر بالأغلبية أم لا، علماً بأن الدستور ليس شيئاً جديداً وأن أي دولة من الدول تستضيف واحداً فقط من فقهاء الدستور ويقوم بإعداد الدستور الخاص بها فما بالك بمائة عضو.
وأوضح أن دور المرشد العام فى الحديث فى السياسة أو إصدار قرارات أو إعلان نوايا عن التوجه السياسى ينطلق من أن هذه الجماعة هيئة إسلامية جامعة عالمية، فمهمة الجماعة أضخم من الحزب الذى يعمل على مستوى السياسة الداخلية لنهضة مصر وصالحها عن طريق البرلمان بأساليبه وقراراته وبقانونه عن طريق السياسة، إلا أن هناك اتفاق دائم بين الحزب والجماعة في كل شئون السياسة داخلياً بالنسبة للحزب وخارجياً بالنسبة للجماعة.
وأوضح أن الحزب عندما يريد أن يتخذ قراراً سواء باختيار مرشح ما أو يتحدث عن الحكومة أو عن ترشيح رئيس الجمهورية فإن القرار يصدر من الحزب والجماعة بالاتفاق بين رئاسة الحزب ورئاسة الإخوان ولهذا لا تجد قراراً من الحزب يخالف توجه الإخوان ولا تجد قراراً للإخوان يخالف توجه الحزب.
وعن حديث د.محمد البلتاجى أن هناك أخطاء فى الحزب وأن الجماعة قد تخطئ وأنه علينا مراجعة أنفسنا لا أن نستأثر بكل السلطات، قال عاكف أن هذا من حقه ولكن هناك مجلس شورى الإخوان الذى سيحسم هذا الأمر، وأوضح أنه ليس هناك تغيير في سياسة الإخوان من حيث أنها لن ترشح رئيساً للجمهورية ، ولكن هذا لا يمنع أن كل أخ من إخواننا لديه وجهة نظر ورؤية فليطرحها بما فيهم المرشد العام وهذه عظمة الإخوان فى أن تترك لأي واحد منها أن يقول ما شاء ثم يحسم مجلس الشورى الأمر فى النهاية، أما من يقول أننا مثل "الحزب الوطنى" فأقول له أنه كذاب وسفيه، وذلك لأن الحزب الوطني كان يستحوذ على كل شئ رغم أنف الشعب أما نحن فنشارك باسم الشعب الذى اختارنا.
وقال عاكف إن من يحب مصر بإخلاص لا يشغله الحديث في مثل هذه الأشياء والجدل الذي لا مبرر له، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج لكافة الجهود المخلفتة حتى تقوم مرة أخرى من عثرتها؛ لأن ما نراه الآن لا يؤكد إلا على أن هناك مؤامرة تحاك بمصر من الداخل والخارج.