نسخة تجريبيـــــــة
لمحات أساسية

أولا : الطريقة الشاذلية من الناحية التاريخية:

1) مؤسس الطريقة هو الشيخ أبو الحسن الشاذلى، واسمه : علي، بن عبد الله، بن عبد الجبار، بن تميم، بن هرمز، وينتهى نسبه إلى عبد الله بن الحسن المثنى، بن الحسن، بن على بن أبى طالب([1]). وقد ولد الإمام أبو الحسن الشاذلى سنة 593 هـ الموافق 1179م بقرية «غمارة» المغربية القريبة من مدينة سبتة. وكانت بلاد المغرب تحت حكم دولة الموحدين، وكان للشاذلى سياحات ورحلات كثيرة منذ كان يافعا، فقد دخل أكثر بلاد المغرب، ودخل القيروان وإفريقية وأدى فريضة الحج، فدخل مصر وفلسطين والشام، ورحل إلى العراق([2]).

وفى ضوء ما ذكره المؤرخون له يمكن أن نستخلص التواريخ الأساسية التى تمثل أطوار حياة الشيخ أبى الحسن الشاذلى :

أ- سنة 593 هـ : تاريخ مولده رضى الله عنه بغُمَارة بالمغرب.

ب- 615 إلى 620 هـ : فترة الرحلة والسياحة والسفر شرقا، حيث لقى بغداد سنة 618 هـ أبا الفتح الواسطى، ثم عاد إلى المغرب ليلقى ابن مشيش.

ج- 620 إلى 642 هـ : إقامته بشاذلة، ثم بتونس ونشره الطريق بها، وقد حج فى أثنائها، وأتاه أبو العباس المرسى سنة 640 هـ، وكان مجيئه السبب فى الرحيل النهائى إلى مصر.

د- 642 إلى 656 هـ : الرحيل النهائى إلى مصر، وكان خلالها يحج عاما وعاما، وكف بصره سنة 646 هـ، وحضر واقعة المنصورة سنة 648 هـ، وأخيرا إلى انتقل إلى الرفيق الأعلى ودفن بحميثرة بصحراء صعيد مصر أثناء ذهابه للحج سنة 656 هـ.

وأهم شيوخه هم : أبو عبد الله بن حرزهم (أو حرازم)، وأبو سعيد الباجي، وأبو الفتح الواسطي، وأبو محمد المهدوي، وعبد السلام بن مشيش([3]).

2) الشيخ أبو العباس المرسى الخليفة الأول (ت 686 هـ) ([4]): وهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن على الخزرجى الأنصارى المرسى البلنسى، "وكان من أكابر العارفين، وكان يقال إنه لم يرث علم الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه غيره، وهو أجل من أخذ عنه الطريق رضي الله عنه، ولم يضع رضي الله عنه شيئاً من الكتب"([5]). ولد سنة 616هـ  فى مرسيه بالأندلس، وفى سنة 640 هـ خرج للحج مع أسرته فغرقت المركب ولم ينج من أسرته إلا هو وأخ له، فقصدا تونس، وبها التقى الشيخ أبا الحسن الشاذلى([6])، ولازمه من وقتها حتى صار من كبار العارفين، وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلى قد أذن للشيخ أبى العباس بالتصدر وإرشاد الناس وتربيتهم فى حياته([7])، ويقول ابن الصباغ عند ذكر وفاة الإمام الشاذلى : «وخلا بسيدى أبى العباس المرسى وحده، وأوصاه بأشياء واختصه بما يخصه الله به من البركات، وقال لهم : إذا أنا مت فعليكم بأبى العباس المرسي، فإنه الخليفة من بعدي، وسيكون له بينكم مقام عظيم، وهو باب من أبواب الله سبحانه وتعالى»([8]). والسمة التي الأهم من عناصر شخصية أبي العباس، إنما هي سمة المربي([9])، وقدرته على تربية المريدين، وتهذيب نفوسهم، وقد أقر له شيخه أبو الحسن بهذه المزية فى قوله : " فو الله إنه ليأتيه البدوي يبول على ساقيه. فلا يمسي عليه المساء إلا وقد وصله إلى الله "([10]). وقد انتقل الشيخ المرسى إلى جوار ربه فى الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة 685، فى عهد الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي، ودفن فى قبره المعروف بالجبانة إزاء رباط الشاطبى خارج باب البحر بالإسكندرية، ولم يقم عليه بناء إلا فى سنة 706 هـ.

3) وكان ابن عطاء الله السكندري (ت 709 هـ)([11])من أكابر تلامذة المرسى رضى الله عنهما. وهو أبو الفضل تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الجذامي نسبا، المالكى مذهبا، الشاذلى طريقة. وترجع أهمية ابن عطاء الله فى المدرسة الشاذلية إلى أن لم يترك الشاذلي مصنفات في التصوف ولا تلميذه أبو العباس المرسي، وكل ما خلفاه جملة أقوال في التصوف وبعض الأدعية والأحزاب، وكان ابن عطاء الله هو أول من جمع أقوالهما ووصاياهما وأدعيتهما وترجم لهما، فحفظ بذلك تراث الطريقة الشاذلية الروحي، ولولاه لضاع هذا التراث، ثم كان إلى جانب هذا أول من صنف مصنفات كاملة في بيان آداب الطريقة النظرية والعملية، ومن هنا جاءت أهميته البالغة في الطريقة والتعريف بها وبقواعدها لكل من جاء بعده. وهو أول واضع لمذهب إسقاط التدبير في صورته الكاملة في التصوف الإسلامي، وما خلفه الصوفية السابقون عليه من أقوال في إسقاط التدبير والإرادة في ثنايا كلامهم عن مقامين من مقامات السلوك هما التوكل والرضا، لا يمكن أن يكون عند واحد منهم مذهبًا كاملًا مرتبط الأجزاء في اتساق تام على نحو ما هو الشأن في المذهب العطائي([12]).

4) ومن مشايخ الطريق الشاذلى الذين كان لهم أثرهم فى التنظير لهذا الطريق وجمع آدابه، وتوضيح مراتبه وسلوكه، الشيخ : الشيخ زروق البرنسى (أحمد بن محمد، ت 899 هـ)([13])،وكان الشيخ زروق رحمه الله عالما عاملًا، له تآليف عديدة ، واعتنى بالتأليف فى التصوف والكشف عن المنهج الصوفى الشاذلى([14]).

ثانيا : الطريقة الشاذلية من الناحية الصوفية:

التصوف مذهب فى الحياة:يقوم منهج المدرسة الشاذلية على اعتبار أن التصوف هو مذهب فى الحياة، فالتصوف مذهب إيجابى، وليس مذهبا سلبيا انسحابيا([15]).

التصوف الإيجابى:وتنبنى على هذه النزعة الإيجابية للمدرسة الشاذلية ثلاثة مبادئ صوفية تتجلى فيها بوضوح تلك النزعة : مبدأ محاسبة النفس - مبدأ الزهد - مبدأ الحرية([16]). فالتصوف الكامل عند المدرسة الشاذلية هو ذلك النوع من التصوف الذي يجمع بين حياة التعبد وحياة المجتمع، ويرتبط كل الارتباط بشريعة الإسلام، ويوجه القلوب والعقول معًا إلى حياة أفضل واستقرار أكمل([17]).

مقومات التصوف عند الشاذلية:ويقوم المذهب الصوفى الشاذلى كما يقدمه لنا ابن عطاء الله السكندرى على عدة مقومات هى : إسقاط التدبير- النفس الإنسانية- مجاهدة النفس- النفس وآداب السلوك- النفس بين المقامات والأحوال- المعرفة- شهود الأحدية([18]).

ويمكن أن تتلخص تعاليم الطريقة الشاذلية في أصول خمسة هي: تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السنة في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرضا عن الله في القليل والكثير، والرجوع إلى الله تعالى في السراء والضراء([19]).

التصوف عمل بالشرع لا نظر وتفلسف:  يغلب على التصوف عند الشاذلية الجانب العملى، وتحتل الرياضات العملية المركز الأهم فى السلوك عند المدرسة الشاذلية، كما أن هذه الرياضات العملية هى الأساس لنشأة الأذواق والمواجيد والمعارف الإلهية، فالرياضات العملية عند ابن عطاء الله مثلا كرياضة النفس من الناحية الأخلاقية والعزلة والخلوة وما تستتبعه من جوع وسهر وصمت، والذكر على اختلاف صوره، هي -في حقيقة الأمر- الإطار الذي تتم بداخله التفاعلات الوجدانية التي يعبر عنها الصوفي فيما بعد تعبيرًا في شكل نظريات ذوقية([20]).

من ثم فقد كان تصوف الشاذلي والمرسي وابن عطاء، وهم أركان المدرسة الشاذلية، مبتعدًا عن تيار مدرسة ابن عربي ومذهبها في وحدة الوجود([21]).

العلم من الشارع:  وينبنى على موقف المدرسة الشاذلية من اتباع الشرع الحنيف، والتزام الكتاب والسنة والعمل بهما، ووجوب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم أن قرروا أنه لا "علم إلا بتعليم من الشارع أو من ناب منابه إنابة([22]).إذن فالشاذلية لا يقبلون من الفهوم الوهبية إلا ما وافق الكتاب والسنة، ولم يخرج عن دائرة الشرع.

إسقاط التدبير أساس المنهج الصوفى الشاذلى:لعل من أبرز تعاليم المدرسة الشاذلية كذلك مبدأ القول بإسقاط التدبير([23])والاختيار، وهو نقطة البداية في السلوك إلى الله عندهم، وكانت مراحل طريق السالك إلى الله على اختلافها وتعددها قائمة على هذا الأساس الأصل (إسقاط السالك لإرادته وتدبيره) الذي ينبني عليه الطريق كله، ويتفق موقف المدرسة الشاذلية بصدد مشكلة الأفعال الإنسانية اتفاقًا تامًا مع مذهب أهل السنة الذين قرروا أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله([24]).

الشيخ :تؤكد المدرسة الشاذلية على أهمية الشيخ تربية وصحبة، وفى ذلك يقول ابن عطاء الله السكندرى : "واعلم أن العلماء والحكماء يعرفونك كيف تدخل إلى الله تعالى، هل رأيت مملوكا أول ما يشترى يصلح للخدمة، بل يعطى لمن يربيه، ويعلمه الأدب، فإن صلح وعرف الأدب قدمه للملك، كذلك الأولياء رضى الله عنهم يصحبهم المريدون حتى يزجوا بهم إلى الحضرة، كالعوّام إذا أراد أن يعلم الصبى العوم يحاذيه إلى أن يصلح للعوم وحده، فإذا صلح زجه فى اللجة وتركه"([25]).

ويدلنا الشيخ أبو الحسن الشاذلى  على ما ينبغى أن يكون عليه الشيخ فيقول:«ليس الرجل من دلك على تعبك، إنما الرجل من دلك على راحتك»([26])، ويقول أيضا : «الشيخ من دلك على راحتك لا على تعبك»، وقال الشيخ ابن مشيش لما سأله الشيخ أبو الحسن عن قوله صلى الله عليه وسلم : «يسروا ولا تعسروا»، «يعنى دلوهم على الله ولا تدلوهم على غيره، فإن من دلك على الدنيا فقد غشك، ومن دلك على العمل فقد أتعبك، ومن دلك على الله فقد نصحك»([27]).

النفس البشرية:وينبنى على مذهب المدرسة الشاذلية فى إسقاط التدبير مذهبهم فى النفس البشرية، وإذا كانت نفس السالك هي الأمارة له بالتدبير وبكل خاطر ذميم، وجب على السالك معرفته التامة بنفسه وبخواطرها وبواعثها، ولذا نجد شيوخ المدرسة الشاذلية كابن عطاء الله -باعتباره شيخًا مربيًا- معنيون بالنفس الإنسانية عناية فائقة، فيعرضون بالتحليل الدقيق لقوى هذه النفس، ويشخصون أمراضها، ويصفون وسائل علاجها، ويصنفون بواعث السلوك الإنساني بوجه عام، وكل هذا عندهم لا لذاته، وإنما من حيث ما يعين السالك للطريق الصوفي على الوصول إلى غاية مزدوجة هي التكمل الخلقي والمعرفة بالله معرفة ذوقية([28]).

الجذب والسلوك:وترى المدرسة الشاذلية أن الطريق قد يكون جذبا وقد يكون سلوكا، والذى يفهم من كلام ابن عطاء الله تفضيل الجذب على السلوك، يقول الشيخ أبو العباس المرسى عن أقسام الناس من حيث عروجهم إلى الله: "الناس على قسمين: قوم وصلوا بكرامة الله إلى طاعة الله، وقوم وصلوا بطاعة الله إلى كرامة الله؛ قال الله سبحانه وتعالى: {اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}[الشُّورى:13]"([29]).

الذكر :تعتمد المدرسة الشاذلية فى طريقها إلى الله - شأنها شأن الصوفية كافة - على الذكر، والمقصود به التخلص من الغفلة والنسيان بدوام حضور  القلب مع الحق، أو هو ترديد اسم الله بالقلب أو اللسان، أو ترديد صفة من صفاته، أو حكم من أحكامه، أو فعل من أفعاله، أو غير ذلك مما يُتقرب به إلى الله، ولا يصح أن يقبل السالك على الذكر إلا بعد تهذيب الأخلاق بالرياضة، والعزلة عن الخلائق وقطع كل عائق، وهي مراحل مجاهدة النفس.   يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه: " حقيقة الذكر الانقطاع عن الذكر إلى المذكور وعن كل شيء سواه"([30]). ويحتل الذكر بالاسم المفرد (الله) مكانة سامية عند المدرسة الشاذلية، "ولذاكر هذا الاسم المفرد أعنى الله حالات: حالة الوله والفناء، وحالة الحياة والبقاء، والحالة النعم والرضا..."([31]).

الأحزاب والأوراد :تعتمد طريقة السادة الشاذلية في أكثر الأحيان على مزج الذكر بالدعاء، وما روى عن الشيخ أبى الحسن الشاذلى ومن تبعه من أعلام المدرسة الشاذلية كأبى العباس المرسى وابن عطاء الله السكندرى والشيخ زروق وغيرهم في هذا الباب كثير مستفيض سواء منها ما يتعلق بالأحزاب أو بغيرها من أبواب الذكر والدعاء([32]).

المقامات والأحوال: وبعد أن يتحقق السالك بآداب السلوك العامة, يستطيع أن يصحح مقامات سلوكه وأحواله المختلفة, ويترقى فيها دون أن يخشى الانقطاع عن الوصول إلى الله، والترقي في المقامات والأحوال عند مشايخ الشاذلية يمثل المرحلة الرابعة والأخيرة من مراحل مجاهدة النفس, وهي المرحلة التي ينتهي السالك منها إلى المعرفة بالله معرفة يقينية ذوقية، والمقامات هي مراحل الطريق إلى الله التى يقطعها السالك فى رحلته نتيجة مجاهدته لنفسه، أما الأحوال, فهي ما يعرض للسالك دون كسب منه من المعانى الإلهية والأحوال الربانية التى ترد على القلب من غير تعمد من السالك، ومقامات السلوك عند السادة الشاذلية تسعة هي: التوبة والزهد والصبر والشكر والخوف والرجاء والرضا والتوكل والمحبة([33]).

الإرادة:يدلنا السادة الشاذلية على أصول الإرادة الصوفية بطريقة محددة ودقيقة، تجعل المريد على بينة واضحة من الطريق الصوفى عند إقباله عليه، وهو ما يضع الشيخ أبو الحسن الشاذلى أيدينا عليه من أقرب طريق فيقول: " أصول الإرادات على مذهب محقق الصوفية مبنى على أربع: الصدق فى العبودية، وترك الاختيار مع الربوبية، ولأخذ بالعلم فى كل شىء، وإيثار اللَّه بالمحبة على كل شىء. والصدق يبنى على أربعة أصول: على التعظيم والمحبة والحياء والهيبة. وترك الاختيار يبنى على أربعة أصول: على الشهود فى القبضة، وعلى التحقيق بالوصلة، وعلى التصديق، وعلى الثقة بضمان اللَّه ووعده. والأخذ بالعلم ينبنى على أربعة أصول :إما من طريق الإشارة، وإما من طريق المواجهة، وإما من طريق الفهم، وإما من طريق السمع. وإيثار الله بالمحبة ينبنى على أربعة أصول : إيثار الوجود على كل موجود، وإيثار الصفات بالتحسين لكل موجود، وإيثار أفعاله بالرضا عند كل مفقود، وإيثار محابه على محاب نفسك، هذا لمن نفذ. وأما من لم ينفذ فليكن مع الأستاذ النافذ بهذه المثابة"([34]).

المراقبة :أكدت المدرسة الشاذلية على ضرورة المراقبة بالنسبة للسالك، فإن السالك أول ما يبدأ به من الطريق هو تحصيل الأوامر الشرعية الظاهرة فإذا حصلها جلس على بساط المراقبة لله تعالى، فالمراقبة عندهم من أوائل أعمال الباطن بعد إعمار الظاهر، وتبدو أن المراقبة عندهم هى أساس أعمال الباطن ومفتاحها، أو هى الأداة الأساسية لأعمال الباطن، وفى ذلك يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلى: " عليك أيها السالك بطريق الآخرة بتحصيل ما أمرت به فى ظاهرك، فإذا فعلت ذلك فاجلس على بساط المراقبة، وخذ بالتخليص فى باطنك حتى لا يبقى فيه شىء عنه نهاك، وأعط الجد حقه، وأقلل النظر إلى ظاهرك، إن أردت فتح باطنك لأسرار ملكوت ربك مما ورد عليك من خطرات تصدك عن مرادك..."([35]).

الفناء والبقاء:ويرى الشاذلية أن "الفناء دهليز البقاء، ومنه يدخل إليه، فمن صدق فناؤه صدق بقاؤه، ومن كان عما سوى الله تعالى فناؤه، كان بالله تعالى بقاؤه... الفناء يوجب غيبتهم عن كل شىء، والبقاء يحضرهم مع الله فى كل شىء، فلا ينقطعون عنه فى شىء، الفناء يميتهم، والبقاء يحييهم"([36]).

الإعراض عن الكل ورفع الهمة عن الخلق:لقد كان من أسس المدرسة الشاذلية "الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار"([37])، وقد كتب الشيخ أبو الحسن الشاذلى فى ذلك لبعض أصحابه : "... لا تعبأن بمن ناوأك، ولا تعتمدن على من والاك، إنما هي ربوبية تولت عبودية قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا﴾[الأنعام: 123]. في كل مدينة وقرية إن الأكابر مجرموها والصالحون فقراؤها ولن تجد لسنة الله تبديلًا وكفى بالله وكيلًا،... اجلس جلوس من فقد الكل وعزاه الله بقوله عز وجل: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾[الرَّحمن: 26]، وبقوله: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾[القصص: 88]. فليس بعاقل من لم يعتز بعز الله عز وجل..."([38]).

ترك الدعاوى، و المطالبة بتصحيح المقام:جرت المدرسة الشاذلية على ترك لبس المرقعات ولبس زى الفقراء، واختيار إخفاء الحال، يقول ابن عطاء الله: "طريقة الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن رضي الله عنهما، وطريقة أصحابهما، الإعراض عن لبس زي ينادي على سر اللابس بالإفشاء، ويفصح عن طريقه بالإبداء، ومن لبس الزي فقد ادعى([39]).

التوحيد:وتقسم المدرسة الشاذلية التوحيد إلى ثلاثة أصناف، يقول ابن عطاء الله السكندرى: "والناس فى التوحيد وذكره على ثلاثة أصناف: صنف منهم عموما لأهل البداية، وهو التوحيد باللسان نطقا ومقالا واعتقادا وإخلاصا بأنوار شهادة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهو الإسلام. وصنف خصوص وسط، وهو توحيد القلب تصريفا وصرفا واعتقادا وإخلاصا، وهو الإيمان. وصنف خصوص الخصوص، وهو توحيد العقل عيانا ويقينا ومشاهدة وهو الإحسان"([40]).

الأسماء والصفات الإلهية :أما عن الأسماء والصفات الإلهية فترى المدرسة الشاذلية أن جميع أسماء الله تعالى للتخلق إلا اسمه (الله) فإنه للتعلق، ومعنى ذلك أنك إذا ناديته يا حليم خاطبك من اسمه الحليم أنا الحليم، فكن عبدا حليما، وإذا ناديته باسمه الكريم، ناداك من اسمه الكريم : أنا الكريم فكن عبدا كريما، وكذلك فى سائر أسمائه إلا اسمه الله، فإنه للتعلق فحسب ؛ إذ مضمونه الإلهية، والإلهية لا يتخلق بها أصلا([41]).والذكر بأسماء الله الحسنى عند المدرسة الشاذلية هو أدوية لأمراض القلوب، وعلل السالكين، ولا يستعمل دواء إلا فى الأمراض التى يكون ذلك الاسم نافعا فيها([42]).

الوصول إلى الله :  يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلى : "اعلم أيدك الله أنك إذا أردت الوصول إلى الله تعالى فاستعن بالله واجلس على بساط الصدق مشاهدًا ذاكرًا له بالحق، ورابط قلبك بالعبودية المحضة على سبيل المعرفة، ولازم الشكر والمراقبة والتوبة والاستغفار...([43]).

الوجود:أما عن مفهوم الوجود عند المدرسة الشاذلية، فترى هذه المدرسة - كما يقول ابن عطاء الله - أن هناك فرقا "بين الوجود المطلق والوجود المقيد، فالمقيد لا يخلو من الصفات العرضية كالحركة والسكون، والموت والحياة، والجهات والحدود، والاجتماع والافتراق... وما لا يخلو من الحوادث ولم يسبقها فهو حادث مثلها... والموجود المطلق هو المنزه عن التغييرات العرضة السلبية، الموصوف بالصفات الثبوتية الدائمة الأزلية"([44]).

الولاية :تؤكد المدرسة الشاذلية على أن الولاية إنما هى من مظاهر أنوار النبوة، يقول ابن عطاء الله : "إن مدد الأولياء من الحقيقة المحمدية، وإن الأولياء إنما هم مظاهر أنوار النبوة ومطالع شوارقها، وأنوار الولاية قائمة الثبوت للزوم دوام أنوار النبوة"([45]).

المعرفة  وشهود الأحدية:وعندما ينتهى السالك عند الشاذلية من مقامات السلوك يكون قد وصل إلى الله وإلى المعرفة بالله، فالسالك المتحقق بالمعرفة يسمى واصلا, ووصوله إلى الله هو وصوله إلى المعرفة به, وهو ليس وصولا بالمعنى المفهوم بين ذوات الأشياء, فإن الله يجل عن ذلك، والمعرفة عند الشيخ أبى الحسن الشاذلى هى : "ما قطعتك عن غير اللَّه وردتك إلى اللَّه"([46])، ويقول أيضا : "أهل المعرفة بالله مشاهدون لأسرار الملكوت لا تدبير لهم مع الله إذ وجود المواجهة أبي لهم ذلك وفسخ عزائم تدبيرهم , وكيف يدبر مع الله عبد هو في حضرته ومشاهد لكبرياء عظمته"([47]).

الطريق الصوفى - آفاته وعلاماته:ولا يدع شيوخ المدرسة الشاذلية مريدهم دون أن ينبهوه على آفات المسير إلى الله القاطعة على بعض السائرين طريقهم، وهى عشرة: 1- رؤية العمل.         2- امتداد الأمل. 3- تحدث النفس ببلوغ الولاية.         4- الركون إلى إقبال الخلق. 5- المقنع بمرأى الأحلام.           6- التأنس بالورد. 7- التلذذ بالوارد.    8 - السكون للوعد. 9- الاكتفاء بالزعم.           10- الغرة بالله([48]).

آداب مريد الطريق الشاذلى:  أما ما ينبغى لأهل الطريق من آداب عند المدرسة الشاذلية، فالطريق عندهم لا اعتذار فيه، ولا مسامحة، ولا دعة، وعندهم المؤاخذة باللسان، وعدم الصفح فيما لا يسمح به الشرع، والمسامحة فى حقوقهم وما يرجع إليهم، ومعاملة الناس بالرحمة والشفقة والمناصحة، وتطهير النفس من كل خلق دنىء، وتحليتها بكل خلق سنى، وأن لا يختاروا لأنهم مع ما اختاره الله لهم، ولا يعرجوا على مباح لأنه تضييع للوقت، ومن آداب طريقهم المجاهدات البدنية من الجوع والعطش، ومقاساة الأربع : الموت الأبيض (الجوع)، والموت الأحمر (مخالفة الهوى)، والموت الأسود (تحمل الأذى)، والموت الأخضر (طرح الرقاع بعضها على بعض)، ومن طريقهم طرح الكونين من قلوبهم، والقناعة، والنظر فى عيوبهم، والاشتغال بنفوسهم، والتعامى عن عيوب الناس، ونشر محاسنهم والنظر لهم بعين التعظيم، فلا يرون أنفسهم أفضل من أحد، ومن طريقهم : التلذذ بالطاعات فى الخلوات والجلوات، ومراعاة الأنفاس مع الله، وحفظ الخاطر مع الله، والرضا عنه  تعالى([49]).

الوقت:ولا بد عند المدرسة الشاذلية لكل عبد من التمييز بين الأوقات والقيام بواجب كل وقت، وإلا عد العبد مقصرا، وفى ذلك يقول الشيخ أبو العباس المرسى رضى الله عنه : "أوقات العبد أربعة لا خامس لها : النعمة، والبلية، والطاعة، والمعصية، ولله عليك فى كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية، فمن كان وقت الطاعة فسبيله شهود المنة من الله عليه إذ هداه لها، ووفقه للقيام بها، ومن كان وقته المعصية فسبيله الاستغفار والتوبة، ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، وهو فرح القلب بالله، ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا بالقضاء والصبر..."([50]).

الصحبة:وتقدم المدرسة الشاذلية مفهوما عميقا متسعا للصحبة، ليس فقط صحبة المشايخ ورجال الطريق، ولكن صحبة الله تعالى وصحبة الشريعة، وصحبة الكون كله بعد ذلك، فللصحبة عند المدرسة الشاذلية مفهوما رحبا، يقول ابن عطاء الله السكندرى: " والعجب كل العجب من عبد يقبل على صحبة نفسه والتودد إليها ولا يأتيه الشر إلا منها، ويترك صحبة الله والتودد إليها ولا يأتيه الخير إلا منه، فإن قيل لك: كيف صحبتك لله؟ فاعلم أن صحبة كلِّ شيء على حسبه، فصحبة لله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتوكل عليه فى جميع الشئون، وصحبة الملكين بأن يمْليّهما الحسنات، وصحبة الكتاب والسنة أن تعمل بهما، وصحبة السماء تكون بالتفكر فيها، وصحبة الأرض بالاعتبار بما فيها، وليس من واجب الصحبة هذه وجود الرؤية والمشاهدة، فالمعنى في صحبة الله صحبة أياديه ونعمه، فمن صحب النعم بالشكر، وصحب البلاء بالصبر، وصحب الأوامر بالتعظيم والامتثال، وصحب النواهي بالبعد والانزجار، وصحب الطاعة بالإخلاص فيها، وصحب القرآن الكريم بالتفكر فيه؛ من صحب ذلك فقد صحب الله عز وجل، فإذا تمكنت الصحبة كانت خلة"([51]).

الشطح:أما ما أشكل من كلام أهل الحقائق، فإن موقف المدرسة الشاذلية من ذلك يتلخص فى محاولة تفسير هذه الكلمات وحملها على أجمل الطرائق، وقد روى عن الشيخ أبى العباس المرسى العديد من الأقوال فى هذا الشأن بما يوضح طريقة الشاذلية تجاه الكلام المشكل([52]).

الكرامات :أما عن موقف المدرسة الشاذلية من الكرامات وخوارق العادات، فإننا سنجد موقفا متميزا، يقوم فى الأساس على الالتزام بموقف الشريعة الإسلامية من الكرامات، فإن هذه المدرسة الصوفية الإسلامية الأصلية ترى أن الكرامة الحقيقية هى فى الاستقامة على الشريعة ومتابعة النبى صلى الله عليه وسلم، يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه: "ما ثم كرامة أعظم من كرامة الإيمان، ومتابعة السنة فمن أعطيهما، وجعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد مفتر كذاب، أو ذو خطأ في العلم بالصواب، كمن أكرم بشهود الملك فاشتاق إلى سياسة الدواب"، وكان يقول : "كل كرامة لا يصحبها الرضا من الله، وعن الله، والمحبة لله، ومن الله فصاحبها مستدرج مغرور أو ناقص هالك مثبور"([53]).

السماع:كان الشيخ أبو الحسن الشاذلي -رضي الله عنه- ليس من طريقه السماع، وقد قال الجنيد: إذا رأيت المريد يطلب السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة([54]).

هذه لمحات أساسية عن الطريقة الشاذلية تاريخها وتصوفها، وسنتناول كل هذا القضايا والمسائل بالتفصيل فى هذا الموقع بإذن الله تعالى.


([1]) ابن عياد الشافعي، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ، ص 10. - على سالم عمار، أبو الحسن الشاذلى عصره-تاريخه-علومه-تصوفه، 1/32.

([2])راجع : د/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 15- 42).

([3])على سالم عمار، أبو الحسن الشاذلى عصره-تاريخه-علومه-تصوفه،  1/56.  

([4])لمزيد من التوسع حول الشيخ أبى العباس المرسى راجع: ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن، (ص 94 - 259). - ابن الصباغ، درة الأسرار، ص 146-158. - وابن الملقن، طبقات الأولياء، ص 418-420. - والسيوطى، حسن المحاضرة، 1/300. - والشعرانى، الطبقات الكبرى، 2/ 12-20. - وابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، 7/371. - والكوهن، طبقات الشاذلية الكبرى، ص 67-69. - وعلى مبارك، الخطط التوفيقية، 7/69. -والنبهانى، جامع كرامات الأولياء: 1/314. - والأستاذ حسن السندوبى، أبو العباس المرسى ومسجده الجامع بالإسكندرية، خاصة (ص 41 - 88). - ود/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 175 - 280). - وأحمد حامد عبد الكريم الشريف، الطبقات العروسية الشاذلية، ص 67 - 69.- ود/ محمد أحمد درنيقة، الطريقة الشاذلية وأعلامها، ص 82-86.

([5])الشعرانى، الطبقات الكبرى، 2/12-13.

([6])ابن الصباغ، درة الأسرار،  ص  13.

([7])ابن الصباغ، درة الأسرار، ص 147.

([8])ابن الصباغ، درة الأسرار،  ص  145.

([9])للتوسع بخصوص سمة المربى عند أبى العباس، راجع : د/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 187 - 198).

([10])راجع : ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن (ص 95، 96، 97، 122)، ود/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 175-176).

([11])راجع للتوسع بخصوص ترجمة ابن عطاء الله  وحياته وتصوفه والحياة السياسية والاجتماعية والدينية فى عصره  : - ابن السبكى، طبقات الشافعية، 5/176. - ابن الملقن، طبقات الأولياء، ص 421. - ابن حجر العسقلانى، الدرر الكامنة، 1/273-275. - وابن العماد، شذرات الذهب، 6/19، 20. - وابن فرحون، الديباج المذهب، ص 70، 71. - وعلى مبارك، الخطط التوفيقية، 7/70. - والنبهانى، جامع كرمات الأولياء، 1/317. - وحسن السندوبى، أبو العباس المرسى ومسجده الجامع بالإسكندرية، ص 103 - 113. -والكوهن، طبقات الشاذلية الكبرى، ص 106 - 108. - د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (10 - 116). - والأستاذ أحمد عز الدين عبد الله خلف الله مقدمة تحقيقه للحكم العطائية ص (8-111، 160-172). -ود/ محمد مصطفى منصور، مقدمة تحقيقه لشرح ابن عطاء الله على قصيدة (ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا) لأبى مدين، (ص 53- 68). - ود/ محمد أحمد درنيقة، الطريقة الشاذلية وأعلامها، ص 86-92.

([12])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (123). وراجع بخصوص الحكم العطائية وأهميتها وشروحها : المصدر السابق نفسه ص (79 - 98). والمقدمة المهمة والضافية التى كتبها الأستاذ أحمد عز الدين عبد الله خلف الله لتحقيقه للحكم العطائية، (ص 112 - 232).

([13])لمزيد من التوسع حول الشيخ زروق، راجع: -ابن العماد، شذرات الذهب، 7/363. - محمد جعفر الكتانى، سلوة الأنفاس، 3/183-184. - الكوهن،طبقات الشاذلية الكبرى، ص 132-136. - وأ/د على فهمى خشيم، أحمد زروق والزروقية- دراسة حياة وفكر ومذهب وطريقة. وهى دراسة متخصصة فى الشيخ زروق رضى الله عنه، وفكره، وأثره فى التصوف الإسلامى. - محمد مخلوف، شجرة النور الزكية فى طبقات السادة المالكية، ص 267. - الزركلى، الأعلام، 1/91. - و د/ محمد أحمد درنيقة، الطريقة الشاذلية وأعلامها، ص 74-77. - أ/ عبد المجيد خيالى، مقدمة تحقيقه لكتاب قواعد التصوف، ص 6-14.

([14])انظر قائمة بمؤلفات الشيخ زروق، وبيان أرقام مخطوطات ما لم يطبع منها بخزائن المغرب: أ/ عبد المجيد خيالى، مقدمة تحقيقه لكتاب الشيخ زروق، قواعد التصوف، ص 10-12.

([15])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (و).

([16])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (و - ى).

([17])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (ل).

([18])راجع للتوسع بخصوصها : د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (117-332).

([19])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (59).

([20])  راجع: د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (4).

([21])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (56 - 57، 58)  باختصار وتصرف يسير.

([22])الشيخ زروق، قواعد التصوف (ط خيالى)، ص 31-32.

([23])للتوسع بخصوص إسقاط التدبير عند السادة الشاذلية راجع: ابن عطاء الله السكندرى، التنوير فى إسقاط التدبير. - أ/د أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، 119 - 145.

([24])راجع بخصوص ذلك : ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن (ص 87). - ابن عياد الشافعى، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 97- 99. - الشعرانى، الطبقات الكبرى، 2/9. د/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 62-63، 67، 94). - د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (59، 122 - 124، 131). وللتوسع بخصوص إسقاط التدبير راجع: ابن عطاء الله السكندرى، التنوير فى إسقاط التدبير، والذى خصه للكلام فى هذه المسألة، وراجع أيضا : د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (118- 145).

([25])ابن عطاء الله السكندرى، تاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس (ص 14- 15).

([26])ابن عطاء الله، لطائف المنن، ص 145.

([27])الشيخ زروق، قواعد التصوف (ط خيالى)، ص 58.

([28])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (149، 205).

([29])ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن (ص 193- 194)، د/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 218).

([30])ابن الصباغ، درة الأسرار، ص 122. ولمزيد من التوسع بخصوص الذكر عند المدرسة الشاذلية راجع: الشيخ زروق، قواعد التصوف (ط خيالى)، ص 74-87.

([31])ابن عطاء الله السكندرى، القصد المجرد فى معرفة الاسم المفرد (ص 75 - 76).

([32])د/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 124).

([33])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص ( 229 - 231)، وللتوسع بخصوص المقامات والأحوال عند السادة الشاذلية وخاصة ابن عطاء الله، راجع : المصدر السابق نفسه، (ص 231 - 263).

([34])ابن عياد الشافعى، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 82.

([35])ابن عياد الشافعى، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 61 - 64.

([36])ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن،ص 33 باختصار.

([37])د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (59).

([38])ابن الصباغ، درة الأسرار، ص 26.

([39])ابن عطاء الله السكندرى، ؟؟؟، ود/ عبد الحليم محمود، قضية التصوف - المدرسة الشاذلية، (ص 189 - 190).

([40])ابن عطاء الله السكندرى، القصد المجرد فى معرفة الاسم المفرد (ص 74).

([41])ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن (ص 206).

([42])ابن عطاء الله السكندرى، مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح (ص 34).

([43])ابن الصباغ، درة الأسرار، ص 71- 72.

([44])ابن عطاء الله السكندرى، القصد المجرد فى معرفة الاسم المفرد (ص 37).

([45])ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن ص 6.

([46])ابن عياد الشافعى، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 90.

([47])ابن عطاء الله السكندرى، ؟؟؟. وراجع : د/ أبو الوفا التفتازانى، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، ص (267)، وللتوسع بخصوص المعرفة عند الشاذلية، راجع المصدر السابق نفسه : (266- 286).

([48])ابن عطاء الله السكندرى، مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح (ص 66).

([49])ابن عطاء الله السكندرى، مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح (ص 67 - 71).

([50])ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن (ص 192).

([51])ابن عطاء الله السكندرى، التحفة فى التصوف (بترتيب د/ العريض )،ص 36-37.

([52])انظر أمثلة لذلك عند : ابن عطاء الله السكندرى، لطائف المنن (ص 185 - 190).

([53])الشعرانى، الطبقات الكبرى، 2/7.

([54])السيوطى، تأييد الحقيقة العلية، ص 80. وقد نقل الكثير من النقول عن محققى القوم بما يبين موقفهم الحقيقى والصحيح من السماع، فانظر المصدر السابق نفسه، ص 80 - 87. ولمزيد من التوسع بخصوص موقف المدرسة الشاذلية من السماع، راجع: الشيخ زروق، قواعد التصوف (ط خيالى)، ص 87-94.


التقييم الحالي
بناء على 34 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث