(أ – ف – ب) - الصوفي
بتاريخ : 01-02-2012
تعتبر السياحة في تونس عصب الاقتصاد حيث أنها المصدر الأول للعملة الصعبة وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل، لكن منذ قيام الثورة التونسية وما تبعها من اعتصامات ومطالب اجتماعية وأعمال عنف اهتزت صورة تونس كوجهة سياحية وبشكل خاص لدى الأوروبيين الذين كانوا يغطون 60 بالمائة من سوق السياحة.
واعتبر رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي في تصريح سابق لفرانس24 بأن تراجع إقبال السياح الأوروبيين على بلاده بعد وقوع أعمال العنف الأخيرة وكثرة الاعتصامات والمطالب الاجتماعية هو ضريبة العملية الديمقراطية الحديثة الذي تمر بها تونس غداة ثورة غير مسبوقة خلصتها من نظام بن علي.
ويضيف الخبير الاقتصادي المنصف شيخ روحو إلى ذلك التعامل التقليدي الذي تنتهجه وكالات السفر المحلية بتونس مع الأسواق العالمية، وبدرجة أولها مع زبنائها الأوروبيين الذين يشكلون 60 في المائة من السوق السياحية في تونس.
وقلل شيخ روحو من خطر المنافسة الذي تشكله بعض دول حوض المتوسط كالمغرب واليونان والبرتغال حيث تكون الخدمات السياحية فيها أكثر كلفة، بسبب الأزمة المالية، ما يبقي المنتج السياحي التونسي في متناول السائح الأوروبي.
ويضيف الخبير الاقتصادي بأن تونس شهدت خلال السنة الماضية إقبالا من الجزائريين والليبيين الذين أدخلوا انتعاشا في سوق السياحة.
ووعت الحكومة التونسية الانتقالية بمخاطر هذا التراجع خاصة أن السياحة تعتمد أساسا على معيار الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأمني، حيث صارت تدعو" لإقامة ندوات دولية للتعريف أكثر بالسياحة التونسية وإتباع سياسة إشهارية جديدة "كما يقول الصحافي التونسي المتخصص في السياحة الهادي حمدي.
والذي يضيف فكرة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في هذا المجال حيث يرى بأن "الأخبار التي تتناقلها مواقع الاتصال الاجتماعي ومواقع أخرى على الإنترنت في غالب الأحيان مغلوطة، حيث أن وكالات السفر لا تعمد إلى إلغاء الحجوزات بصفة مفاجئة بعد حصول أعمال عنف أو ما شابه ذلك إلا أن ذلك يخضع إلى قواعد متعددة كالعرض والطلب، زد على ذلك الحجز المتأخر من قبل بعض الشركات السياحية كما هو الشأن مع السوق الإسبانية أو الإيطالية".