(أ – ف – ب) – الصوفي
بتاريخ: 25-01-2012
ألقى باراك أوباما في واشنطن أمام الكونغرس خطاب الرئيس السنوي حول حالة الاتحاد قبل تسعة أشهر من خوضه الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية، أشاد فيه بالثورات العربية ودعا إلى إصلاحات ضريبية في الولايات المتحدة.
دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء الى زيادة الضرائب على الاكثر ثراء من اجل اعادة بناء اقتصاد عادل للجميع، في خطاب هجومي وشعبوي حول حال الاتحاد جاء على شكل خارطة طريق لحملة انتخابية تتوجه بشكل اساسي الى الاميركيين من الطبقات الوسطى.
وقبل تسعة اشهر من الانتخابات الرئاسية التي يترشح فيها لولاية ثانية، اكد اوباما امام الكونغرس حيث خصومه الديموقراطيون في موقع قوة ان الولايات المتحدة "ازدادت قوة" وعرض "خططا لاقتصاد يتم بناؤه ليكون مستديما".
وقال "يمكننا اما ان نكتفي ببلد حيث ينعم عدد متضائل من الاشخاص باوضاع جيدة في حين ان عددا متزايدا من الاميركيين بالكاد يتدبرون امورهم، او نعيد بناء اقتصاد حيث يحظى الجميع بفرصة عادلة، حيث الجميع يتحملون حصتهم العادلة من المسؤولية ويلتزمون بقوانين اللعبة ذاتها"، مراهنا في مواقفه هذه على تصاعد الاستياء حيال اتساع الهوة بين الاثرياء من جهة والطبقات الوسطى والفقيرة من جهة اخرى في مرحلة ما بعد الانكماش الاقتصادي.
غير ان التركيز على المسائل الاميركية الداخلية في الخطاب الموجه الى ملايين الناخبين لم يحجب مواضيع السياسة الخارجية التي حضرت في خطاب اوباما وقد استهله بالاشارة الى انتهاء الالتزام الاميركي في العراق ومقتل اسامة بن لادن، كما تطرق الى مسالة الملف النووي الايراني التي يتهمه خصومه بالضعف في شانها، والربيع العربي، وصولا الى الحرب في افغانستان.
وقال "لاول مرة، ليس هناك اميركيون يقاتلون في العراق. لاول مرة منذ عقدين اسامة بن لادن لا يشكل خطرا على هذا البلد" مضيفا ان "معظم كبار قادة القاعدة هزموا وتم وقف دفع طالبان وبدات بعض القوات بالعودة من افغانستان".
وبالنسبة الى البرنامج النووي الايراني قال اوباما "يجب الا يشك احد في تصميم اميركا على منع ايران من الحصول على السلاح النووي، ولن ازيل اي خيار عن الطاولة من اجل تحقيق هذا الهدف"، غير انه اكد في الوقت نفسه انه "ما زال من الممكن التوصل الى تسوية سلمية لهذا المسالة، بل ان ذلك افضل".
وحيال الاوضاع في العالم العربي الذي يشهد منذ سنة اضطرابات وثورات ضد الانظمة، وعد اوباما بان بلاده ستبقى متضامنة مع القوى الديموقراطية في مواجهة "العنف والتخويف".
وقال اوباما انه "في الوقت الذي تتراجع فيه الحرب، تجتاح موجة تغيير الشرق الاوسط وشمال افريقيا، من تونس الى القاهرة، من صنعاء الى طرابلس".
وقال "قبل عام، كان القذافي وهو قاتل على يديه دماء اميركيين، احد اقدم الديكتاتوريين في العالم .. اليوم، لم يعد موجودا" واضاف "وفي سوريا، لا شك لدي بان نظام (الرئيس بشار) الاسد سوف يكتشف قريبا بانه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس".
وقال ايضا "لا نعلم بالتحديد متى سينتهي هذا التحول المذهل. سوف ندعم السياسات التي تشجع قيام ديموقراطيات قوية ومستقرة وكذلك اسواق مفتوحة لان الديكتاتورية لا تصمد امام الحرية".
لكن التركيز في الخطاب بقي على اوضاع الاميركيين وقال الرئيس ان "المسالة الجوهرية" في هذه المرحلة تقضي بالحفاظ على "الوعد الاميركي" الاساسي وهو انه بالعمل الجاد يمكن الحصول على نمط حياة لائق.
وحذر خصومه الذي فشلوا الغالبية الكبرى من مشاريعه منذ ان وصلت غالبية جمهورية الى مجلس النواب قبل عام، من انه يعتزم "مكافحة العرقلة بالعمل".
وقال "سوف اتصدى لاي جهود من اجل العودة الى السياسات ذاتها الىي جلبت لنا هذه الازمة الاقتصادية اساسا"، مثيرا تصفيقا حادا من الديموقراطيين في الكونغرس.
ودعا الى اصلاح ضريبي يفرض حدا ادنى للضرائب على عائدات اصحاب الملايين قدره 30% ويحث الشركات على زيادة انتاجها داخل الولايات المتحدة.
وسبق ان عارض الحزب الجمهوري دعوته الى اصلاح نظام ضريبي لصالح الاثرياء وكبرى الشركات ورثه عن ادارة الرئيس السابق جورج بوش.
غير ان هذا الموضوع عاد وطرح صعوبة على احد المرشحين الرئيسيين لتمثيل الجمهوريين في السباق الى البيت الابيض ميت رومني الذي اضطر الى الكشف الثلاثاء انه لم يدفع سوى ضرائب بنسبة حوالى 15% على عائداته الطائلة.
وتبنى اوباما نبرة هجومية بل حتى شعبوية ضد وول ستريت، داعيا الى تعزيز ترسانة الادوات اقلانونية لمكافحة تجاوزات المؤسسات المالية.
كما تحدث عن ضرورة اصلاح قوانين الهجرة، في موضوع حساس بالنسبة الى قاعدته الانتخابية، ووعد "بعدم التخلي عن الوعود بتبني الطاقة النظيفة".