(أ – ف – ب) - الصوفي
بتاريخ: 22-01-2012
دعت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان السبت الحكومة التونسية إلى إجراء تحقيق رسمي حول "ظاهرة الأصولية" في منطقة سجنان شمال غرب العاصمة، معتبرة أن هذه الظاهرة "تسعى إلى فرض قوانينها واستبدال مؤسسات الدولة".
حثت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان السبت الحكومة التونسية على إجراء تحقيق رسمي حول "ظاهرة الأصولية" في منطقة سجنان شمال غرب العاصمة، معتبرة أن هذه الظاهرة "تسعى إلى فرض قوانينها مع غياب مؤسسات الدولة".
ودعت الرابطة السلطات التونسية إلى "تحمل مسؤولياتها" و"القيام بتحقيق رسمي حول المجموعة السلفية التي تسعى إلى استبدال مؤسسات الدولة وتجاوز قوانينها وتعويضها بتشريعاتها تحت غطاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في هذه المنطقة الريفية التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة.
وعزت الرابطة التي تعد من اعرق المنظمات العربية والإفريقية ما اسمته "ظاهرة السلفية اللافتة" في سجنان في محافظة بنزرت (60 كلم شمال تونس) إلى "الغياب التام لجهاز الأمن ومؤسسات الدولة وانعدام التنمية".
وأوضح رياض الغربي احد أعضاء فريق التحقيق التابع للرابطة لفرانس برس "أن منطقة خارجة عن القانون وجدت لها طريقا نتيجة الياس والتهميش رغم ما تزخر به هذه القرية من ثروات طبيعية لم يتم استغلالها".
واعتمد تقرير الرابطة على شهادات لأهالي المنطقة بعد تلقيها شكاوي حول ابتزاز وممارسات للعنف نسبت لمجموعة من السلفيين يبلغ عددها نحو 50 شخصا.
وركزت الشكاوى على عمليات استيلاء على ممتلكات خاصة واقتحام بعض المؤسسات الإدارية وضغط على الموظفين ومداهمة المنازل والأملاك العامة وطرد إمام مسجد واستبداله بأخر سلفي.
وطالت ممارسات "السلفيين" التلميذات "بالضغط عليهن من اجل ارتداء الحجاب ونعت من ترفض بالكفر واعتقال من يشرب الخمر أو من لا يصلي والاعتداء عليهم بالعنف".
ووصل "الاعتداء حد تهشيم أصابع احدهم وتهديده من مغبة إبلاغ السلطة"، حسبما جاء في التقرير نقلا عن احد المتضررين.
كما شمل التقرير على شهادات أخرى مخالفة حول مخاوف الأهالي الذين بدوا غير مبالين بالاعتصام الذي ينفذه عدد من شباب القرية من اجل تحقيق مطالب اجتماعية شرعية.
وكشاهد على غياب مؤسسات الدولة، اتخذ المعتصمون من مقر المحافظة مقرا لهم. وأوضح التقرير حسب بعض الشهود "إن الأهالي تمردوا ضد مغالطات المراد منها إخفاء المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المنطقة وبهدف الحفاظ على مصالح أصحاب امتيازات نظام بن علي الذين يوجهون التهم للسلفيين تحاشيا للمساءلة".
واعتبر بعض الشهود وجود "السلفيين" مجديا لا سيما وإنهم يساهمون في "استرجاع المسروق والحد من ظاهرة الانحراف واستتباب الأمن".
وأكد عبد الستار بن موسة رئيس الرابطة أن "ظاهرة السلفية بارزة للعيان في سجنان لكن لا يمكن الحديث عن امارة سلفية".
وأوضح الغربي أن التقرير "يضع الإصبع على المشكل الرئيسي الذي يتمثل في غياب مؤسسات الدولة وان ظاهرة السلفية موجودة ويجب معالجتها بطريقة جذرية بدون عنف ".
ودعا الحكومة إلى "التعجيل بإيجاد الحلول لمشكلة الفقر والظلم" اللذين تسببا في سقوط نظام بن علي قبل أكثر من عام.
ولفتت مدينة سجنان المنسية الأنظار إليها اثر نشر صحيفة محلية مقالا بعنوان "أول إمارة سلفية في تونس" ما أثار جدلا واسعا.
وشكلت وفاة أستاذ تعليم ثانوي وجد مشنوقا على شجرة في غابة سجنان مادة للسجال.
وأوضح عبد الرحمان الهذيلي قيادي في نقابة التعليم الثانوي أن "الوفاة حسب التقرير الطب الشرعي قد تكون ناجمة عن عملية انتحار بسبب مشاكل عائلية".