بتاريخ:3-1-2012
أعلن العالم المصري الدكتور مصطفي السيد، والدكتور علاء إدريس رئيس لجنة البحث العلمي بمؤسسة مصر الخير، والدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح اليوم بالمركز "القومي للبحوث"، نتائج المرحلة الثانية من أبحاث علاج مرض السرطان بجزئيات الذهب والتي ستمثل أملا جديدا لمرضى السرطان عند اكتمالها وتعتمد التجارب على استخدام جزيئات الذهب النانومترية في علاج مرض السرطان والتي تقوم مؤسسة "مصر الخير" بتمويل الجانب المصري من الأبحاث والذي تبلغ التكلفة الإجمالية له مليون و687 ألف جنيه تتحمل المؤسسة منها مليون و350 ألف جنيه حتى الآن.
ومتوقع أن تبلغ مساهمة مؤسسة "مصر الخير" مليون ونصف جنيه وتبلغ مدة المشروع 30 شهراً ويتكون الفريق البحثي المصري من 30 باحثاً تحت قيادة الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث والدكتور على شبكة المشرف على تنفيذ البحث داخل مصر.
وأعرب الدكتور مصطفي السيد عن أمله في يكون العامين الماضي والحاضر من أجمل الأعوام في تاريخ مصر لتغيير حياتنا إلى مستقبل أفضل، معرباً عن أمله أن ونحن في مرحلة إعادة صياغة دستور جديد أن ينص الدستور الجديد على ضرورة دعم البحث العلمي وتشجيعه معلنا استعداده التقدم برؤية حول سبل دعم البحث العلمي إلى أي جهة، مشدداً على أن الإعلام عليه دور مهم جداً من في تعليم الناس كيف يختاروا أفضل زعيم لهم ورئيس وممثلين وفي كيفية كتابة الدستور، مؤكداً أن الانشقاق في المرحلة الحالية خطير جداً على مستقبل مصر فالاختلاف مقبول ولكن بشرط احترام الرأي الآخر.
وقال فريق البحث من أفضل المجموعات في هذا المجال، مؤكداً أن النتائج أجمل ما يكون، مشيراً إلى أن هناك مجموعة أخرى تعمل في أمريكا على نفس الأبحاث في معهد السرطان ولكن النتائج هنا أفضل.
وأوضح أن النتائج سوف تعمل اسم عالمي للمركز القومي للبحوث، مؤكداً أنه في انتظار رد وزارة الصحة على نتائج المرحلتين ومتطلباته للبدء في مرحلة تجريب النتائج على الإنسان، مضيفاً أن الوصول إلى المحطة النهائية للبحث قد يستغرق عدة سنوات .
وأضاف العالم المصري الحاصل على أعلى وسام في العلوم من الولايات المتحدة الأمريكية والمشرف على مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب متناهية الصغر بالمركز القومي للبحوث، أن المرحلة الثانية من البحث تضمنت تسليط أشعة الليزر نحو الخلية المصابة والمحقونة بجسيمات الذهب للقضاء على الخلية المصابة دون أن تؤثر على الخلايا السليمة بما يحدث طفرة حقيقية في علاج مرض السرطان حيث يعتبر هذا هو الهدف الأساسي للبحث.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الأبحاث قد أثبتت عدم وجود أية آثار جانبية لوجود جزيئات الذهب متناهية الصغر بأعضاء الجسم المختلفة سواء على المخ أو الكبد أو القلب وغيرها من أجزاء جسم حيوانات التجارب.
وأوضح أن هذا النوع من العلاج يتسم باستهدافه للخلايا السرطانية فقط، مما يعد إنجازاً علمياً خاصة أن 50% من علاج مرضى السرطان يتم بالجراحة التي تعرض المريض خلال العملية للعديد من الميكروبات والعدوى، كما يتميز علاج السرطان بجزيئات الذهب بعدم وجود مقاومة للخلية السرطانية له مع مرور الوقت وهو الأمر الذي يحدث في العلاج الكيماوي الذي تتمكن الخلايا السرطانية بعد نحو أربع أشهر من مقاومته وعدم الاستجابة له.
ومن جانبه، أكد الدكتور علاء إدريس، رئيس لجنة البحث العلمي في مؤسسة "مصر الخير"، ان دعم البحث العلمي لابد أن يتم النص عليه عند كتابة الدستور مشيرا إلي أن المؤسسة تبحث مع وزارة البحث العلمي عقد مؤتمر لمسئولي الأحزاب والناشطين السياسيين لتحديد أولوياتنا في المرحلة المقبلة والعمل علي حثهم علي ضرورة تضمين الدستور ما ينص علي دعم وتشجيع البحث العلمي.
وقال ان مصر رغم كل ما تشهده من أحداث إلا أنها جيدة وقاعدة البحث العلمي لم تنهار ففي الاتحاد السوفيتي عند انهياره انهارت قاعدة البحث العلمي ولكن هذا لم يحدث في مصر ولكننا في حاجة ماسة إلى دعم البحث العلمي وتشجيعه ودعم استقلاليتها.
وطالب إدريس بإعادة الصورة الجميلة للبحث العلمي لأن البحث هو الطريقة الوحيدة لعلاج كافة المشاكل التي يعاني منها المجتمع قائلاً من المفترض تعليم المجتمع دور البحث العلمي وما هي الجدوى الاقتصادية له مطالباً بعودة الأوقاف الأهلية لدعم البحث العملي مثلما كان هناك وقف للصحة والتعليم.
وقال الدكتور أشرف شعلان، رئيس المركز القومي للبحوث، إن التجارب أثبتت نجاح العلاج في وقف نمو السرطان ومنع انقسام الخلايا السرطانية، مشيراً إلى أن المشروع في مراحله شبه النهائية، مؤكداً أن مصر الخير تدعم البحوث العلمية بشكل عام والمركز القومي للبحوث وهذا الدعم نجد له النتيجة اليوم.
وقال إن المشروع مر عليه عامان ونصف والنتائج التي تحققت جيدة جداً ومرضية إلى حد بعيد وخاصةً أن أي دواء يمر بتجارب عديدة على حيوانات التجارب مؤكدا أننا الآن في مراحل التجارب علي الحيوانات، ولم تبدأ بعد التجارب على الإنسان، موضحاً أن هناك العديد من الاتصالات جاءت للمركز من المرضى تطالب بتجارب العلاج عليهم، إلا أن المركز رفض لأننا مازلنا في مرحلة التجارب على الحيوانات.
وذكر بيان لمؤسسة "مصر الخير" إن تفعيل وتطبيق البحث في مصر تم التنسيق بين فريق العمل القائم على هذا البحث في أمريكا تحت رعاية الدكتور مصطفى السيد والفريق البحثي المصري تحت قيادة الدكتور أشرف شعلان، رئيس المركز القومي للبحوث، والدكتور على شبكة المشرف على تنفيذ البحث داخل مصر حتى يسير الفريقان في اتجاه بحثي متطابق، مشدداً على أهمية هذا البحث وغيره في خلق كوادر مصرية لديها القدرة البحثية التي تمكنها من انجاز العديد من الأبحاث المصرية التي تنقلنا إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً.
وأضاف أن الأبحاث وصلت إلى مرحلة إثبات أن الحقن بجزيئات الذهب النانومترية يوقف انتشار السرطان داخل الخلايا والباحثين ويتم خلال هذه الفترة تنسيق مع وزارة الصحة لتحديد الاختبارات التي سيتم إجراءها قبل تجربة هذا العلاج على متطوعين من المرضى مثل إجراء التجارب على بعض الحيوانات الشبيهة بالإنسان مثل الخنزير أو الكلاب أو القردة من حيث التكوين، موضحاً أن الأبحاث مازالت تجرى على فئران التجارب وأن مازال هناك وقت لاكتمال النتائج في هذا البحث.
وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "مصر الخير"، إن البحث العلمي أصبح هو الحياة، مؤكداً على أهميته في رفع شأن الأمة ومواجهة الإرهاب والتطرف وأحادية النظرة، وأضاف قائلاً "إن البحث العلمي هو تحرير لرقابنا من سيطرة المستغلين"، مطالباً بالاهتمام به حتى لا يتم إذلالنا من أجل الحصول عليه وإن للمصريين حق المعرفة وتطبيقها، وأكد أن السيد هو من يملك المعرفة والعلم والعبد هو من يقوم بطلبها.
وأضاف الدكتور جمعة أن مؤسسة مصر الخير لا يقتصر أعمالها الخيرية على المسلمين بل هي لجميع المصريين من المسلمين والمسيحيين، موضحاً على أن تمويل البحث العلمي سوف يصل نتائجه للجميع.