كتب: محـمد فــرج
بتاريخ: 13-08-2011
- السجون امتلئت على آخرها بالمعتقلين.. والبريطانيون يرون أن كاميرون فشل في قيادة الأزمة!
في واقعة لم تحدث من قبل في الدول الأوروبية المتقدمة خلال العصر الحديث، قام مجموعة من المحتجين بإضرام النار في عدد من المحلات التجارية، والقيام بأعمال سلب ونهب واسعة شملت بريطانيا، بدأت في مناطق "توتنهام – بريكستون"، وامتدت إلى ليفربول وبرمنجهام وبريستول.
وامتدت أعمال الشغب التي بدأت السبت الماضي، إلى أنحاء عدة من المدن الرئيسية الأخرى، وقام عدد من الشباب المسلحين بمضارب البيسبول بتحطيم نوافذ المتاجر، كما انتشرت أعمال الشغب في منطقة كرويدون جنوبي العاصمة، بينما انتشر اللصوص في حي "ولويتش" الفقير ونهب المتاجر عشرات من السكان المحليين من جميع الأعمار.
وهاجم الشباب اللندني المحلات التجارية تعبيراً منهم عن الغضب الكبير لقتل الشاب "مارك دوغان" في ظروف غامضة تم نسبها قوات الشرطة في البلاد، ليتجمهر ما يقرب من 500 مواطناً حول مركز شرطة توتنهام في وقت سابق ويقوموا بالهتاف ضد الشرطة.
ومن جانبها نددت أسرة القتيل مارك دوغان أعمال العنف المتزايدة في البلاد، معربة عن استيائها الشديد، واصفة أعمال التخريب والنهب في البلاد بأنها لا علاقة لها بمعرفة من قول ابننا، كما يرأس ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء اجتماعا استثنائيا لغرفة الطوارئ بعدما قطع أجازته السنوية ليعود إلى لندن بعد خروج الأوضاع عن نطاق السيطرة.
ومن جانبها قالت الشرطة في بيان لها أن الشباب نهبت المتاجر، وقامت بالعديد من أعمال العنف الغير مبررة وهاجمت رجال الشرطة، ليسفر الأمر في النهاية عن إصابة 35 شرطياً أثناء محاولة بعضهم إعتقال المشاغبين في لندن، بالإضافة إلى دراسة استخدام الرصاص المطاطي الذي لو تم الاستعانة به سيكون ذلك للمرة الأولى في البلاد.
وأضرمت الحشود الغاضبة النيران في المباني، في الوقت الذي استنكرت فيه ستيفن واتسون قائدة الشرطة بالمنطقة ما تراه من أفعال خارجة عن نطاق اللياقة، واصفه إياها بـ"الفوضى" التي لم تراها من قبل.
وأعلنت الشرطة البريطانية أنه – حتى كتابة هذه السطور – تم اعتقال ما يفوق عن 650 شخصا في لندن وبرمنجهام، وألقت القبض على 525 شخصا في العاصمة أصغرهم يبلغ 11 عاماً، فيما تلقت دائرة الاطفاء ما يقرب من 264 مكالمة طارئة خلال اليومين الماضيين.
وأوضحت الشرطة البريطانية أن السجون إمتلأت عن آخرها بالمعتقلين، كما أعلن المجلس المنعقد لبحث سبل حل الأزمة أن جميع الخيارات مطروحة لاستدعاء الجيش للمساعدة في حفظ الأمن.
وناشد رجال القانون والسياسيين في لندن المحتجين بضرورة وقف التعدى على الممتلكات العامة، وخرق القوانين، والقيام بأعمال قد تودي بهم إلى الاعتقال، بينما شدد سكان من أصول مختلفة يقيمون في لندن أنهم لن يتركوا البلاد مهما حدث، ولكنهم اتفقوا مع سكان لندن في استطلاع للرأي أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فشل في إدارة الأزمة.