نسخة تجريبيـــــــة
جدد حياتك (11): خذ الكتاب بقوة
بتاريخ: 10-12-2009
أصدقائي.
لقد قطعنا شوطا لا بأس به.
وارتفعت الأركان.
ونهض البناء.
وبدأت معالم شخصية الإنسان المسلم الرباني تتبلور.
وتنضج.
وتظهر آفاقها وأبعادها.
ذلك الإنسان الحر.
النبيل.
الواسع.
العميق.
المستوعب.
الذي عرف الله تعالى فآمن به، ووقّره، وعظّمه.
وعظّم شعائره.
واعتصم بحبله.
وفهم مراده.
امتزج بمعنى الوفاء والمحبة والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم.
وأفعمت نفسه بالهمة.
وتحركت بالهداية.
ذلك الإنسان العاشق للعمران.
الصانع للحضارة.
الرفيع الثقافة.
الزكي الأخلاق.
مع نفس قد تزكت، وتطهرت، وتسامت.
واستلهمت منهج النبيين والصديقين في صدق الوجهة إلى الله.
وفي القيام بواجب زمانهم.
وفي فهم النفوس فهما عميقا.
وفي البصر النافذ المتغلغل إلى أعماق المنهج الإلهي في التربية.
والأخذ بيد الخلق إلى الخالق.
مع اتساع الصدر حتى يسع الخلق أجمعين بالهداية.
وحتى يستخرج لكل أمة وثقافة وحضارة قبسا من الرحمة والعطاء.
أصدقائي.
لقد أردت أن أقف معكم اليوم وقفة.
نلتقط فيها أنفاسنا.
وأعيد فيها تذكيركم بمنطلقنا ومنتهانا.
حتى نرى المراحل التي قطعناها.
والمراحل التي بقيت.
وحتى نستحضر سويا تلك الخريطة الكبرى.
التي نريد بناء الإنسان على ضوئها.
والتي تحركنا سويا لتنفيذها.
فنحن نريد بناء الإنسان في كافة مستوياته وأبعاده.
حتى تمتد يد التهذيب والتزكية إلى كل جانب من جوانبه.
وحتى لا تبقى في النفس زوايا مظلمة.
تنوء بالمعاني الباطنية المعوجة.
والتصورات المنقوصة المشوهة.
وطرائق التفكير السطحية.
التي تشوش فهمه ورؤيته للكون والحياة.
فلا ندع بإذن الله تعالى جانبا ولا ملكة من ملكات الإنسان إلا وقد قمنا بتنظيفها.
وإزالة ما تشوه منها.
وفتح الأبواب والنوافذ حتى تتسرب إليها شعاعات الشمس.
وتغمرها الأضواء.
حتى تنضبط قوى الإنسان وملكاته بأكملها على المراد الإلهي الجليل.
الذي لأجله وجد الإنسان.
أردت أن أقف معكم وقفة.
نستريح فيها معا.
ونتولى إلى الظل.
ونجدد النشاط للسير.
حتى نكمل الطريق وقد تجددت القوى.
وشحذت العزيمة.
وذهبت عنا صعوبات السفر.
واستيقظت الهمة فتية، ناهضة.
لإكمال الطريق.
لقد بدأنا ببناء العقل.
الذي استنار بالمعرفة.
تقوى بالذكر والفكر.
حتى يكاد زيته يضيء ولو لم تمسسه نار.
نور على نور.
فاتسعت آفاق ذلك العقل.
وتعوّد الغوص.
ورأى كل شيء من حوله على حقيقته.
وعرف حجم كل شيء.
فانضبط تعامله مع كل شيء.
فلا يستعظم تافها.
ولا يحقر عظيما.
ولا يتعلق بأهواء.
ولا يتقاصر عن مجد.
وسوف ينعطف بنا الطريق ابتداء من المقال القادم.
فنمضي في بناء الإنسان.
ونتناول جانبا جديدا من جوانبه بالبناء، والرصف، والمعمار.
ونغرس فيه بذورا أخرى جديدة.
تترعرع على يد ورثة النبيين.
أهل البصيرة والصدق والمعرفة.
فسوف نقبل سويا على النفس حتى تتزكى.
وعلى القلب حتى يطمئن.
وعلى الروح حتى تشتاق إلى الملأ الأعلى، وتتعلق به.
وسوف نقبل إن شاء الله على الإنسان بالبناء في جانبه الاجتماعي.
فلا ينطوي، ولا ينغلق، ولا يعتدي، ولا يتطاول.
ولا نزال ننقّب سويا بإذن الله في خفايا الإنسان ومجاهله وأعماقه.
حتى لا ندع فيه زاوية إلا وقد بنيت على أساس.
وتنزهت عن الجهالة.
وسقيت بالمعرفة.
وسطعت عليها شمس اليقظة.
وامتلأت بالعزيمة.
أصدقائي.
لقد ترافقنا طوال المقالات الماضية.
ورحلنا معا.
وسرنا سويا في طريق الله.
وتجاذبنا أطراف الحديث.
وفتحنا صفحات مجهولة من دين الله تعالى.
حتى تكشفت لنا بفضل الله تعالى الحقائق.
واتضحت المعالم.
ولكن الطريق لا يزال أمامنا طويلا.
فجدّد العزم.
ودعْ عنك الوهن.
وخذ الكتاب بقوة.
إن ميراث النبوة شريف.
لا ينبغي إلا لمن أحبه.
وتعلق به.
وتعب فيه.
وعرف له قدره.
ورحل في سبيله.
ثم عاشه وامتزج به.
ومن عرف شرف ما يطلب، هان عليه ما يبذل.
فسوف نلتقي إن شاء الله تعالى في المقال القادم مع جانب جديد من جوانب الإنسان.
لنستكشف أبعاده.
ونرى منهج النبوة في بنائه وتكوينه.
ونُحْكِم صناعته.
ونغوص إلى أعماقه البعيدة.
بالتهذيب، والصقل، والتطهير، والتأسيس.
ولفت النظر إلى المقاصد.
وغرس أصول الأخلاق والشمائل.
وتنقيته من الأهواء العاصفة.
والأغراض المذمومة.
والعلل المهلكة.
ثم نقوم تزيينه وتجميله بالشيم الزكية.
والمقاصد الربانية.
ونقوم فتح آفاقه لتتسع.
فترى الدنيا والآخرة.
وتغوص في القرآن بطمأنينة.
فما رأيكم؟؟؟؟؟
هل نكمل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
التقييم الحالي
بناء على
48
آراء
أضف تعليق