نسخة تجريبيـــــــة
جدد حياتك (4): عِشْق قلبي
بتاريخ: 22-10-2009
لست أدري اليوم كيف أكتب.
ولا كيف أعبّر.
وقد تحركتأشواقي إليه.
والله لقد اشتقت إليه، وتمنيت تقبيل يديه.
فإني أريد أن أتحدث عنه.
وهو عشق قلبي.
وصفاء روحي.
ونور بصري وبصيرتي.
وهو عين الرحمة.
وسر الاصطفاء.
ومحبوب الحق جل شأنه.
وهو الذي انطوى الفؤاد على محبته، والتعلق به، وتوقيره، وموالاته، ونصرته.
فتعالوا معي إلى الرحلة الثالثة.
إلى خلاصة أسرار الاصطفاء.
حيث نرى السر الواصل، بين آفاق الربوبية، وأعماق العبودية.
سوف أخترق بكم حاجز الزمن مرة أخرى.
فتتوارى خلفنا النجوم والشموس.
وتنطوي السنوات والقرون.
قبل خلق السموات والأرض.
حتى نحط رحالنا في فجر الزمان.
وفي ساحة الحضرة الإلهية
حتى نطل معا على مشهد مهيب عجيب.
فإنها لحظة مقدسة، من أقدس لحظات الزمان.
لقد جمع الله تعالى أرواح الأنبياء والمرسلين.
وتجلى الله تعالى عليهم.
وشرفهم بخطابه.
وأخذ عليهم الميثاق.
ولقد كان (عِشْقُ قلبي) هو المقصود من هذا المجمع.
حيث أخذ الله مواثيق النبيين.
لتؤمنن به ولتنصرنه.
وأظنكم عرفتم من يكون؟؟؟!!!!!!!
إنه: (سيدنا محمد)
صلى الله عليه وسلم.
فهو نبي الأنبياء.
وسيد الأصفياء.
وصفوة الأتقياء.
وخلاصة الاصطفاء.
ومظهر الاجتباء.
وعين النقاء.
ومعدن الجود والعطاء.
صلى الله عليه وسلم.
وتعالوا لنقفز عبر الزمان.
حتى نطل على خليل الرحمن إبراهيم.
وقد رفع القواعد من البيت.
ثم وقف يدعو الله تعالى في هذه اللحظة الطاهرة.
(رَبَّنَا
وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ.
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ.
وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ.
إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ).
ومن العجيب أن الخليل عليه السلام قد أرسى في ذلك اليوم ركنين عظيمين لهداية الناس أجمعين:
فرفع القواعد من البيت.
ودعا الله تعالى ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما البيت فقد الله فيه: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ).
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الله فيه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
فالبيت هدى للعالمين، والنبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.
فكان الخليل إبراهيم جامعا لأسباب هداية العالمين، فصار أبا للأنبياء.
ثم لا أدري هل أقفز بكم عبر الزمان إلى بشارة عيسى، أو إشارة موسى، أو رؤيا آمنة، أو بشارات الكتب السماوية، أو دعوة إبراهيم، أو سر التخصيص والاصطفاء الإلهي القديم، أو مظهر العناية الربانية بذلك النبي الكريم.
إنه عِشْقُ قلبي.
صلى الله عليه وسلم.
أم أختار لكم، أن أقفز بكم، عبر الزمان، إلى زمانه الشريف.
حيث تشرفت به مكة المكرمة، وسعدت ببعثته الأكوان، واستقبلته المدينة المنورة.
فتلقى القرآن.
وبنى الإنسان.
وغرس الإيمان.
ونشر المعارف الإلهية.
والعلوم الربانية.
عرَّف الخلق ببارئهم سبحانه.
وأنذر بالوحي.
وعلَّم وهذَّب وربَّى.
وخطب ووعظ وأفتى.
وقضى بين الناس.
وكاتَبَ الملوك.
وقاد الجيوش.
واستقبل الوفود.
وصنع الأمة.
وصاغ الرجولة.
ونشر الهدى والرحمة.
وهو الذي أسَّس الحضارة.
ونشر العمران.
وعلَّمنا الخُلُق العظيم.
وبلَّغنا مراد الله منا.
وشرح لنا مناهج التفكير المستنير.
وعلَّمنا أن نقوم بهداية الأمم.
وبالإحسان إلى الخلق.
وبالإنابة إلى الدار الآخرة.
وربطنا بربنا سبحانه، في كل أنفاسنا، وأحوالنا، وشئوننا.
صلى الله عليه وسلم.
فهو ذاتٌ مطهرة.
واصطفاءٌ إلهي.
ورسالةٌ خاتمة.
وهدايةٌ عامة.
وشريعةٌ سمحة.
وأمةٌ هادية.
وكتابٌ معجز.
فهو رسولٌ ورسالة، وأمةٌ ومنهج، وكتابٌ وتشريع.
وهو كلمةُ الله الأخيرة، التي ألقاها سبحانه إلى خلقه، لهدايتهم إليه.
وهو عشق قلبي.
صلى الله عليه وسلم.
يا رب.
أسألك كمال التعلق بحضرته.
كمال التشوق لرؤيته.
وكمال العمل بسنته.
وكمال الخدمة لأمته.
فإنك يا رب شهيد وعليم.
بما ملأ هذا القلب من دلائل محبته وتصديقه.
وهو أحب إليّ من والدي وولدي والناس أجمعين.
ومن نفسي التي بين جنبيّ.
فلا تفرق يا رب بيني وبينه.
وألحقني به على الإيمان الكامل، والمحبة الكاملة.
وأحيني على متابعته ومحبته، واحشرني يوم القيامة في زمرته.
واجعلني تحت لوائه.
يدي بيده.
وأسألك يا رب مثل ذلك لمن يقرأ هذه السطور.
أو يسمع هذا الكلام.
فأنت بنا عليم، وبضعفنا رحيم.
أما أنت يا عشق قلبي.
فعليك صلوات الله وتسليماته.
ورحمته وبركاته.
وجزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته، ورسولا عن قومه.
ونُشهد رب العالمين.
ونُشهدك.
ونُشهد الملائكة وحملة العرش.
ونُشهد الناس أجمعين.
أننا نحبك.
ونؤمن بك.
ونتابعك.
ونهتدي بهديك.
ونرفع لواء دينك.
ونعلِّم الناس شريعتك.
ونتخلَّق بأخلاقك.
إلى أن نلقى الله ونحن على ذلك.
صلى الله عليك وسلم.
يا عشق قلبي.
التقييم الحالي
بناء على
47
آراء
أضف تعليق