نسخة تجريبيـــــــة
الطريق الصح
 بسم الله الرحمن الرحيم
التصوف ودوره في مستقبل الفرد المسلم(1)
التصوف هو السير في الطريق المستقيم (الطريق الصح)
دكتور أحمد شوقي إبراهيم العمرجي
معذرة فقد استعرت اسم برنامج تلفزيوني (الطريق الصح) ليكون عنوانًا لهذا المقال وهذا البرنامج يقدمه الداعية النوراني معز مسعود والذي يدرك من يتابعه وينظر في كلامه أن هذا الشاب قد تربى على أيدي الأكابر من الرجال.
يذكر العالم الموسوعي دكتور علي جمعة أن: التصوف هو منهج التربية الروحي والسلوكي الذي يرقى به المسلم إلى مرتبة الإحسان التي عرَّفها النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
فالتصوف برنامج تربوي، يهتم بتطهير النفس من كل أمراضها التي تحجب الإنسان عن الله عز وجل، وتقويم انحرافاته النفسية والسلوكية فيما يتعلق بعلاقة الإنسان مع الله ومع الآخر ومع الذات(1).
ومن آداب الصوفية: الائتمار بأوامر القرآن ليدلهم على الخيرات ويرشدهم الى سني المراتب، فيقول أحد الصالحين: اجعل القرآن شغلك ليكون العلم دليلك، والحذر رفيقك، والخوف سائقك، والرجاء قائدك، والإشفاق لباسك، وفكر في وعده ووعيده، واشتق إلى ما شوقك إليه تنال بذلك منالاً من قرب العزيز الجواد(2).
 أما الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم فيذكر: أن التصوف هو: (التقوى)، وهو (التزكية) قولاً، وعملاً وحالاً، حقيقة، ومثالاً، وسيلة، وغاية، فعلاً وأثرًا، فما لم يكن كذلك فليس من التصوف ووزره على صاحبه وحده، فليس من الدين ولا من الخلق أن يتحمل الصوفية الشرعيون أوزار من سبقوهم بالانتساب إلى التصوف، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى(3).
ويعرف حجة المحدثين الشيخ عبد الله الصديق الغماري التصوف بأنه: العلم الذي تكفل بالبحث عن علل النفوس وأدوائها وبيان علاجها ودوائها لتصل إلى مرتبة الكمال والفلاح وتدخل في ضمن قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) [الشمس: 9].
ولا شك أن علاج النفس من أمراضها وأدرانها أمر يوجبه الشرع القويم ويستحسنه العقل السليم ولولا ذلك لما كان هناك فرق بين الإنسان والحيوان(4).
وينصح العارف بالله الشيخ صالح الجعفري السائر في الطريق إلى الله بقوله: يا طويل الأمل، هل تستطيع أن تطيل الأجل حتى تصلح العمل...؟ إذا عجزت عن تطويل أجلك، فكن  قادرًا على تقصير أملك، وجاهد نفسك وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا تتكاسل وتتقاعد، وتقول: الأمر لله، فاركب جوادك يا عبد الله وادخل به ميدان الرجال(5).
فالمخلص إن قام قام بالله، وإن قعد قعد مع الله، وإن تحرك لا يقصد إلا الله، وإن سكن اطمئن بالله، وإن سأل سأل من الله، وإن عمل عمل لله، وإن أعطى أخذ من يد الله، جميع شئونه من الله وإلى الله وفي الله وبالله(6).
 

(1)    دكتور علي جمعة: «البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم» ص87 (دار السندس للطباعة والنشر).
(2)    أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري: «جوامع آداب الصوفية» ص62 (دار جوامع الكلم، 1420هـ، 1999م).
(3)    محمد زكي الدين إبراهيم: «أبجدية التصوف الإسلامي» ص81 (مؤسسة إحياء التراث الصوفي، الطبعة الخامسة).
(4)    عبد الله الصديق الغماري: «حسن التلطف في بيان وجوب سلوك التصوف» ص11 (مكتبة القاهرة، الطبعة الثانية 1427هـ- 2006م).
(5)    الشيخ صالح الجعفري: «الغيث الثري من حكم الجعفري» (الحكم الجعفرية) ص7، 12 (دار جوامع الكلم بالدراسة).
(6)    جمال الدين محمد أبو المواهب الشاذلي: «قوانين حكم الإشراق» ص21 (المكتبة الأزهرية للتراث 1419هـ ، 1999م).

التقييم الحالي
بناء على 70 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث