نسخة تجريبيـــــــة
الطريق الصوفى فى القرنين السادس والسابع ودور جلال الدين الرومى فيه

للطريق الصوفى فى القرنين السادس والسابع سماته الخاصة به، والتى يمتاز بها عن الطريق الصوفى فى القرون التى سبقته ، وأهم هذه السمات هو ظهور التصوف الفلسفى ، ونضج الشعر الصوفى (راجع: @الطريق الصوفى فى القرنين السادس والسابع - بداية ظهور التصوف الفلسفي@).

ولقد كان الشعر الصوفي وسيلة من وسائل تعبير الصوفية عن أحوالهم ومواجيدهم، وقد روي شعر عن بعض زهاد القرنين الأول والثاني، وصوفية القرنين الثالث والرابع في كتب التراجم والتصوف والأدب.

والحب الإلهي في الحقيقة لم يصبح موضوعًا رئيسيًّا للشعر إلا من عصر رابعة العدوية، فقد تغنى الصوفية بعدها به، واعتبروه مقامًا من مقامات السلوك أو حالًا من أحواله، ومن هؤلاء يحيى بن معاذ الرازي المتوفى سنة 258هـ، والذي ذكر عنه ماسينيون أنه أول من أعلن حبه لله في شعر صريح الأسلوب([1])، والحلاج المتوفى سنة 309هـ، الذي ترك في مسألة المحبة آثارًا بعضها منظوم وبعضها منثور([2]).

على أن بعض المتأخرين من الصوفية غلبت عليهم عاطفة الحب الإلهي، وعبروا عنه في أشعارهم تعبيرًا فلسفي الطابع، وأدى بهم الحب إلى شهود الوحدة في الوجود شهودًا ذوقيًّا، ويعتبر عمر ابن الفارض أبرز صوفية العرب في هذا الميدان، وهو لم يعبر عن حبه إلا شعرًا، كما يعتبر جلال الدين الرومي أبرز شعراء الحب في التراث الصوفي الفارسي، وهما لم يَقْصِدَا بالشعر الصناعة الشعرية من حيث هي، وإنما وَجَدَاهُ وسيلة أكثر ملاءمة للتعبير عن حقائقهم تعبيرًا عاطفيًّا. وشعرهما رمزي الطابع، وهما وإن استخدما ألفاظ الغزليين في الحب إلا أن هذه الألفاظ عندهما وعند غيرهما من شعراء الحب من العرب أو الفرس رموز وإشارات إلى حقائق صوفية تدق على أفهام من ليسوا من أهل الذوق والمشاهدة.

أما ابن الفارض فراجع بخصوصه (@الطريق الصوفى فى القرنين السادس والسابع ودور ابن الفارض فيه @). أما جلال الدين الرومى فهو ما سيتناوله الحديث فى هذا الموضوع.

وبالإضافة إلى هذا الموضوع فإنه قد انتسبت إلى مولانا جلال الدين الرومى طريقة شهيرة من طرق الصوفية، وهى الطريقة المولوية، وسيكون لها باب مختص بها من أبواب هذا الموقع بإذن الله تعالى (راجع: @الطرق الرئيسية – الطريقة المولوية@)

جلال الدين الرومي:

يعتبر جلال الدين الرومي (604هـ-672هـ) أعظم شعراء الصوفية من الفرس، صحيح أنه قد ظهر في فارس شعراء صوفيون قبله وبعده، ولكنه فَاقَهُمْ جميعًا من حيث شعره وما تضمنه من المعاني الصوفية العميقة.

ومن الشعراء الذين سبقوه([3])أبو سعيد بن أبي الخير الخراساني (357-440هـ) الذي نظم رباعيات كثيرة في الشعر الصوفي، وعبد الله الأنصاري المتوفى سنة 481هـ، وله ديوان في الشعر الصوفي، ومجد الدين سنائي الغزنوي المتوفى سنة 545هـ، والذي نظم المثنوي المعروف بحديقة الحقيقة ومنظومات أخرى. ويصف الدكتور قاسم غني ديوانه بأنه «يعتبر من حيث اللفظ والمعنى أحد النماذج الرائعة النادرة في اللغة الفارسية، وهو أحسن مثال للشعر من حيث الجزالة والأسلوب([4]). وفريد الدين العطار المتوفى سنة 586هـ، وله نحو أربعين منظومة»([5]).

وممن جاء من الشعراء الكبار بعد الرومي محمود شبستري الذي يعتبر ديوانه (كلشن راز) (حديقة السر) من المنظومات الفارسية المشتملة على الدقائق العرفانية([6]). والشاعر حافظ الشيرازي المتوفى سنة 791هـ «الذي فاق الشعراء طرًّا بجمال شعره ودقته وإن لم يبلغ في الشعر الصوفي الصريح وفي الفلسفة مبلغ كبار الشعراء»([7]). وعبد الرحمن الجامي المتوفي سنة 898هـ، والذي يعد آخر شعراء الصوفية العظام.

ويصف الدكتور عبد الوهاب عزام شعر أولئك الصوفية من الفرس فيقول: «وبلغ شعراء الفرس في هذه السبيل غاية لم يدركها شعراء أمة أخرى، فأخرجوا المعاني الظاهرة، والخفية، والجليلة، والدقيقة في صور شتى معجبة مطربة. وقد فتح عليهم في هذا فتحًا عظيمًا، فكان شعرهم فيضًا تضيق به الأبيات والقوافي والصحف والكتب حتى ليمسك القارئ أحيانًا حائرًا كيف تجلت لهم هذه المعاني؟! وكيف استطاعوا أن يشققوا المعنى الواحد إلى معان شتى، ثم يخرجوا كل واحد منها في صور عجيبة كأنها أزهار المرج ونباته تزدحم في العين ألوانها، وأشكالها، وماؤها واحد وترابها واحد؟!»([8]).

ونعود إلى جلال الدين الرومي فنعرف به وبآرائه:

جلال الدين الرومي([9])هو جلال الدين محمد بن محمد البلخي ثم القونوي. ولد في بلخ سنة 604هـ، ولقب بالرومي نسبة إلى أرض الروم حيث قضى معظم حياته. وكان أبوه محمد فقهيًا من أتباع المذهب الحنفي، لقب لمكانته بسلطان العلماء، ويعرف –أيضًا- بــ: (سلطان ولد). وقد ترك بلخ بصحبة أسرته عام 609هـ، وكان جلال الدين في الخامسة من عمره، وتنقلت الأسرة من مدينة إلى مدينة، وفي نيسابور التقت بفريد الدين العطار. وتذكر بعض الروايات أنه أخذ الطفل جلال الدين بين ذراعيه، وتنبأ له ببلوغ المرتبة العليا من التصوف. ثم ذهبت الأسرة بعد ذلك إلى بغداد ثم إلى مكة، وانتقلت بعد ذلك إلى ملطية حيث أقامت أربع سنين، ثم إلى لارندا (قرمان الآن) حيث أقامت سبع سنين، ثم تركت لارندا إلى قونية التي كانت عاصمة للسلطان علاء الدين السلجوقي الذي كان من سلاجقة آسيا الصغرى، وقد توفي والد الشاعر في هذه المدينة سنة 628هـ.

وقد تلقى جلال الدين علومه على أبيه، ثم على أحد أصدقاء أبيه، وهو برهان الدين محقق الترمذي. وروي عن جلال الدين أنه ذهب إلى الشام بناء على نصح أستاذه هذا، وأنه أقام هناك سنوات، وكان في دمشق حينذاك الصوفي الكبير محيى الدين ابن عربي، ولا تذكر الرواية شيئًا عما إذا كان قد التقى بابن عربي. وتولى الرومي التدريس في مدينة قونية بعد وفاة أستاذه برهان الدين محقق. وكان في هذه الفترة من حياته واعظًا وفقهيًا، ولم يكن يشتغل بنظم الشعر، كما أنه لم يكن قد اتبع طريقة الصوفية. وكان التقاؤه بشمس الدين التبريزي وهو شاعر صوفي متجول سنة 652هـ نقطة تحول في حياته، أقبل بعده على حياة الزهد والتصوف وانصرف عن التدريس ونَظَمَ الشعر، وقد تلازما معًا ملازمة تكاد تكون كلية، وقد نَظَمَ الرومي ديوانًا يخلد فيه ذكرى أستاذه عنوانه: (ديوان شمس تبريز). وقد توفي جلال الدين الرومي سنة 672هـ بقونية. ويعتبر الرومي صاحب طريقة صوفية مشهورة بــ: (الجلالية)([10])، أو (المولوية)([11])، ولا تزال موجودة إلى الآن في تركيا وسوريا، وكان لها وجود بمصر .

ويعتبر ديوان جلال الدين الرومي المعروف بــ: (المثنوي) أعظم آثاره، وقد كتبت عليه شروح كثيرة فارسية، وتركية، وعربية. وترجم (المثنوي) أو أجزاء منه إلى اللغات الأوربية([12]).

ويعتبر الرومي من الصوفية أصحاب الفناء الذي يؤدي إلى نظرة واحدية إلى الوجود، ومن أقوال الرومي في هذا الفناء:

«وما معنى علم التوحيد؟ أن تحرق نفسك أمام الواحد!

فإذا كنت تريد أن تشرق مثل النهار، فاحرق كيانك (المظلم) كالليل، واصهر وجودك في وجود راعي الوجود كما ينصهر النحاس في الإكسير. إنك قد أحكمت قبضتك على (أنا) و(نحن) وما كل هذا الخراب إلا من التثنية»([13]).

والصوفي في حال الفناء يقول: (أنا) غير مشير بها إلى ذاته هو، وفرق بين أن يشير الإنسان بقوله: (أنا) مؤكدًا ذاتيته الإنسانية وغروره، وبين أن يقول: (أنا) مشيرًا إلى الذات الإلهية، فقول: (أنا) الأول لعنة، وقول: (أنا) الثاني رحمة، فيقول:

«إن قول (أنا) في غير وقتها لعنة (على قائلها). وأما قولها في وقتها فرحمة عليه. فقول المنصور: (أنا) –يقصد الحلاج- كان رحمة محققة! وأما قول فرعون: (أنا) فكان لعنة، فتأمل ذلك.

فلا جرم أن كل طائر صاح في غير وقته يكون قطع رأسه واجبًا (لضمان صدق) الإعلام.

فما قطع الرأس؟ إنه قتل النفس (الحيوانية) بالجهاد، وترك القول بتأكيد اللذات الإنسانية»([14]).

ويقتضي الفناء عند الرومي –أيضًا- الفناء عن الإرادة، فيقول:

«ألستم أنتم الذين قلتم: «إن (وجودنا الذاتي) ضحية مبذولة للخالق، ونحن الفانون أمام صفات البقاء!

ومهما نكن عقلاء أو مجانين فإنا سكارى ذلك الساقي وتلك الكأس.

وإنا لنحني الرؤوس لإرادته ومشيئته. ونهب الأرواح الحلوة رهنًا (لمحبته)» ([15]).

ويرتبط الفناء عنده بالمعرفة فهي ثمرته، وهي معرفة مباشرة لا تعتمد على العقل النظري والدراسة. وإلى هذا الإشارة بقوله مخاطبًا علماء الكلام:

 «هل عرفتم أسماء بلا مسمى

هل قطفتم وردًا من الواو والراء والدال

أنتم تسمون اسمه اذهبوا فابحثوا عن حقيقة المسمى

لا تنظروا إلى القمر في الماء، بل إلى القمر في السماء

 إن أردتم أن تترفعوا عن الأسماء والحروف

فترفعوا أنتم عن الإنية أبدًا

تطهروا من جميع صفات النفس

حتى تروا وجودكم النوراني

نعم، ترون في قلوبكم على النبي

دون كتاب، ودون معلم أو مرشد»([16]).

ويؤدي الفناء عند جلال الدين إلى شهود الوحدة وإسقاط الكثرة، فيعلن عن ذلك قائلًا:

«خلعت الإثنينية ورأيت العالمين واحدًا

عن واحد أبحث، وواحد أعرف، وواحد أرى، وواحد أنادي

لقد انتشيت بجام([17])الحب فالعالمين قد فنيا من إدراكي

ولست مشغولًا بغير تساقي الشراب وماقلته»([18]).

ونلاحظ بعد ذلك أن جلال الدين الرومي يؤمن بالحقيقة المحمدية أو النور الأزلي الذي يستمد منه جميع الأنبياء والأولياء عرفانهم، وهو يعبر عن ذلك في (المثنوي)([19])، و(ديوان شمس تبريز) تعبيرًا عاطفيًّا لا فلسفيًّا، وحسبنا أن نشير إلى أبيات له على سبيل المثال تتضمن فكرته تلك.

يقول جلال الدين:

يظهر الجمال الخاطف كل لحظة في صورة

فيحمل القلب ويختفي

في كل نفس يظهر ذلك (الصديق) في ثوب جديد

فشيخًا تراه تارة، وشابًا تارة أخرى

ذلك الروح الغواص على المعاني

قد غاص إلى قلب الطينة الصلصالية

انظر إليه وقد خرج من طينة الفخار

وانتشر في الوجود

ظهر بصورة نوح وأغرق الدنيا بدعاء منه

أما هو فنجا بسفينته

وظهر بصورة إبراهيم في قلب النار التي تحولت وردًا من أجله

ثم هام على وجهه في الأرض زمنًا

ليمتع ناظريه بما يرى

وظهر بصورة عيسى الذي صعد إلى قبة السماء

وأخذ يسبح الله

فهو الذي يأتي ويذهب

في كل كون تشاهده

وفي نهاية المطاف ظهر بصورة عربي

ودان له ملك العالم

ما ذاك الذي يتغير؟ وما معنى التناسخ؟

ذلك الجميل فتان القلوب قد ظهر

بصورة سيف في كف علي

وأصبح البتار في زمانه

لا! لا! بل هو الذي ظهر في صورة إنسان

وصاح: «أنا الحق»

ليس منصور هو الذي صلب على الدار

ولو ظن الجاهلون خلاف ذلك

لم ينطق الرومي ولن ينطق بكلمة كفر

فلا تكذبه أو تنكر عليه

كل مكذب كافر مصيره النار»([20]).

يتبين مما سبق أن جلال الدين الرومي شاعر غلبت عليه عاطفة الحب فأدت به إلى الفناء وشهود الوحدة، فهو من هذه الناحية شبيه بابن الفارض. ومهما كان في شعره من تعمق فلسفي، ومهما صدر عنه من عبارات تشعر بالوحدة، إلا أن هذه الوحدة عنده ليست من قبيل وحدة الوجود عند ابن عربي التي توجد بين الحق والخلق، أو بعبارة أخرى ترى الله عين كل شيء. وقد نبه إلى ذلك كل من هونفيلد في مقدمة (المثنوي)، وهو أحد المتخصصين في دراسة الرومي، ونيكولسون، فيقول نيكولسون:

«وليس الغزالي (المتكلم) ولا جلال الدين (الشاعر) من القائلين بوحدة الوجود. ولكن هذا حكم ربما لا يوافقني عليه بعضكم ممن قرءوا في (ديوان شمس تبريز) لجلال الدين الرومي تلك القصائد التي يصف فيها اتحاده بالله بعبارات مشعرة بوحدة الوجود، وهي عبارات فهمتها أنا نفسي بهذا المعنى في وقت لم أكن أعلم فيه من تاريخ التصوف ما أعلمه الآن، ولكننا رأينا في حديثنا عن ابن الفارض أن الصوفي عندما يصل إلى مقام الاتحاد الصوفي يفني عن نفسه ويشعر أن هويته هي هوية الوجود الشامل الذي هو الله. وهكذا كان حال جلال الدين الرومي الذي يرى أن عينه عين كل شيء فيقول:

أنا سرقة اللصوص، أنا ألم العصبا

أنا السحاب، وأنا الغيث، أنا الذي أمطرت في المروج!

ولكن الاعتقاد في مثل هذا الوجود الشامل لا يستلزم بالضرورة الاعتقاد في وحدة الوجود القائلة بأن كل شيء هو الله، أو أن الله عين كل شيء»([21]).

وستكون لنا – بإذن الله تعالى – وقفات أكثر تفصيلا وتنوعا مع تصوف جلال الدين الرومى وطريقته المولوية، وذلك فى الباب المختص بهذه الطريقة (راجع: @الطرق الرئيسية – الطريقة المولوية@).

المرجع : مدخل إلى التصوف الإسلامي، د. أبوالوفا الغنيمي التفتازاني، القاهرة: مكتبة الثقافة للطباعة والنشر، ط 2، 1976م، (ص 273-281).

 


)[1](    Lexique…etc, p.238.

  ([2])  ذكرنا بعض هذه الأشعار عند كلامنا عن الحلاج في هذا الكتاب: ص 152-153.

  ([3])  انظر التصوف وفريد الدين العطار للدكتور عبد الوهاب عزام، القاهرة، 1945م: ص 42-43.

  ([4])  تاريخ التصوف في الإسلام: ص674.

  ([5])  التصوف وفريد الدين: ص42.

  ([6])  تاريخ التصوف في الإسلام: ص876.

  ([7])  التصوف وفريد الدين العطار: ص43.

  ([8])  التصوف وفريد الدين العطار: ص42.

  ([9])  اعتمدنا هنا في سيرته على ما ذكره صديقنا المرحوم الدكتور محمد عبد السلام كفافي في مقدمته لترجمة ديوان المثنوي، بيروت 1966: جـ1، ص1-8.

  ([10])رحلة ابن بطوطة، القاهرة 1958م: جـ1، ص 187.

)[11](   Massignon: Art. (Tarika). Ency. Of Islam.

وانظر أيضًا عن هذه الطريقة وتاريخها:

Trimingham: The sufi orders in Islam, London 1971, pp.60-62.

  ([12])ترجم ثلث المجلد الأول منه إلى الألمانية سنة 1849 روزن في ليبرج، وأعاد جورج روزن ابن المترجم نشرها في سنة 1913م، وترجم سير جيمس ردهاوس المجلد الأول من (المثنوي) إلى الإنجليزية شعرًا ونشرت هذه الترجمة في لندن سنة 1881. وترجم هوينفيلد مختارات من (المثنوي) بأجزائه الستة إلى اللغة الإنجليزية يبلغ عددها ثلاثة آلاف وخمسمائة بيت، ونشرت في لندن سنة 1887م وأعيد نشرها سنة 1887م، وترجم المستشرق الإنجليزي ويلسون المجلد الثاني من (المثنوي) إلى الإنجليزية، ونشرت ترجمته في لندن سنة 1910م.

       ولم يترجم (المثنوي) إلى الإنجليزية كاملًا إلا على يد المستشرق الإنجليزي نيكولسون، وقد حقق النص وألحق بالترجمة مجلدين يشتملان على شروح وتعليقات، وبلغت المجلدات المشتملة على النص وترجمته وشروحه ثمانية مجلدات نشرت في سلسلة جب التذكارية بين عامي 1925و1950، وقضى نيكولسون في هذا العمل خمسة وعشرين عامًا كاملًا.

       وقد نشر المستشرق الإنجليزي أربري، وهو تلميذ لينيكولسون ترجمة إنجليزية لقصص (المثنوي)، ونشرت بلندن في مجلدين بين عامي 1961، 1963م، وهي ضمن مجموعة الكتب التي تنشرها هيئة اليونسكو للتعريف بالأعمال الأدبية الهامة للأمم المختلفة بعنوان:

 (Unesco Collection of Representative Works) (انظر مقدمة الدكتور كفافي لترجمة (المثنوي): جـ1، ص54-56).

       ويذكر الدكتور مثنوي دراسات عديدة كتبت عن جلال الدين الرومي بالإنجليزية أو الألمانية، ودراسات أخرى ظهرت عنه مؤخرًا في الهند وإيران (نفس المرجع السابق: ص57-64).

       وكان المرحوم الدكتور كفافي مَعْنِيًّا بترجمة (المثنوي) إلى العربية أثناء زمالتي له بجامعة بيروت العربية في الفترة من 1961-1964، وكان يقرأ عليَّ ما يترجمه أحيانًا، فحبب إليَّ جلال الدين وشعره، وأخرج منه جزئين فقط في بيروت الأول سنة 1966، والثاني 1967.

  ([13])المثنوي، ترجمة الدكتور كفافي: جـ1، ص355.

  ([14])المثنوي: جـ2، ص255.

  ([15])المثنوي: جـ2، ص 259.

  ([16])صوفية الإسلام لنيكولسون، ترجمة الأستاذ نور الدين شريبة: ص71-72.

  ([17])الجام: إناء من فضة. أقرب الموارد للشرتوني، مادة: (الجام).

  ([18])صوفية الإسلام: ص93.

  ([19])انظر الجزء الثاني: ص103 وما بعدها.

  ([20])ديوان شمس تبريز: جـ1، 1280هـ: ص199. وعنوان القصيدة (المستزاد في ظهور الولاية المطلقة العلوية) والنص المثبت هنا منقول عن بحث لنيكولسون، وقد ترجمه الدكتور أبو العلا عفيفي. (في التصوف الإسلامي وتاريخه: ص105-106).

  ([21])في التصوف الإسلامي وتاريخه: ص152.


التقييم الحالي
بناء على 51 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث