نسخة تجريبيـــــــة
الطريق الصوفى - مراتبه الأساسية

مراتب الطريق([1]) أربع «لا يضع السالك قدمه في ثان ولا يدخل في واحدة حتى يعمل ما قبلها وهي:  مرتبة التوبة، ومرتبة الاستقامة، ومرتبة التهذيب، ومرتبة التقريب.

أما الأولى : فإن التوبة أصل كل مقام وحال وأول المقامات ، وهي بمثابة الأرض للبناء فمن لا توبة له لا حال ولا مقام له .

وأما الثانية : فهي مرتبة الاستقامة على الطاعة واجتناب المخالفات وإقامة الأوراد من جميع الطاعات ، والدعاء في جميع الحالات واتباع المراد وإيثار السداد.

والثالثة : التهذيب ، وله أربع أركان: الصمت، والعزلة، والصوم، والسهر ، وكل واحد منها يدفع عدوًا فالشيطان سلاحه الشبع وسجنه الجوع، والهوى سلاحه وسجنه الصمت ، والدنيا سلاحها لقاء الخلق وسجنها العزلة ، والنفس سلاحها النوم وسجنها السهر»([2]).

«واعلم أن الإفراط من الصمت مضر بالحكمة ، والإفراط من السهر مؤذ للحواس ، والإفراط من الخلوة يؤدي إلى الاختلاط، لكن خير الأمور أوسطها، وهو مع ذلك يجاهد نفسه إلى أن يزيل أخلاقَه الذميمة من العجب والرياء والكبر والحسد والبخل والحقد واليأس والقنوط من رحمة الله وحب الجاه والمدح واتباع الهوى والتذلل للدنيا والشماتة والجبن والتهور والغل والغش فهذه وأمثالها من صفات القلب ومغارس الفواحش فيه ومنابت الأعمال المحظورة([3]).

أما المرتبة الرابعة فهي «مرتبة التقريب وبعد أن يدخل السالك الصادق إلى الخلوة بشروطه ويداوم الذكر ولا يتركه ساعة حتى يصير الذكر له بمثابة النفَس يجري من غير اختيار ولا قصد، فإذا حصل له هذا اتسعت له ميادين الله ومرافق أسراره([4]).

غير أننا نلاحظ أنه مما أساء إلى الطرق الصوفية تلك الرخص والإجازات التي تمنح لكل من هب ودب ولهذا نجد أن الكثير من هؤلاء الأتباع لم يحفظوا عهدا ولا ذمة فنلمس أن «البعض يلجأ إلى التلصص في الدخول إلى زمرة الصوفية عن طريق الحصول على إجازة من شيخ معتمد في الطريق، وهذه الإجازة تصريح له بتربية المريدين في هذه الطريقة، وما أن يحصل عليها حتى يسخرها في سبيل أهوائه ومطامعه، فيبيع دينه بدنياه ابتغاء عرض زائل، وحياة تافهة حقيرة كلها غش وخداع.

وأمثال هؤلاء من السفلة كانوا سببًا في تشويه معالم الطريق وانصراف الناس عنها فالذي هاجم الصوفية إنما هاجم هؤلاء الأدعياء الأدنياء وظن أنهم يمثلون كل الصوفية والصوفية من هؤلاء براء([5]).

المرجع : الطرق الصوفية في مصر ، نشأتها ونظمها ، أ/د عامر النجار ، القاهرة:مكتبة الأنجلو المصرية ، د ت، (ص 25- 28) .

 


([1])    هذه مراتب الطريق من الناحية النظرية ، أما مراتب الطريقة من حيث السالك لها فهي كالآتي:

- المريد     (يسمى أحيانا درويشا)

- الخليفة

- خليفة الخلفاء         (وهو يرأس جماعة الخلفاء)

-نائب البندر           (ويرأس خلفاء البندر)

-نائب المركز            (ويرأس خلفاء قرى المركز)

-نائب المحافظة          (ويرأس جميع خلفاء المحافظة)

- شيخ عموم الطريقة.

أما النقباء ، فهناك عدة مراتب النقباء عادة كالآتي:

  • نقيب خدم ثم نقيب للقهوة ثم نقيب للطعام ثم نقيب لمجلس الذكر ثم نقيب للسجادة ثم نقيب للشيخ ثم خليفة الذكر ثم نقيب للسجادة ثم نقيب للشيخ ثم خليفة.

ومن الملاحظ أن مراتب الطريقة هذه مراسيم ونظم استحدثت بعد القرن السابع الهجري.

([2])    جامع الأصول للكمشخانوي من ص78 إلى 83 باختصار.

([3])    جامع الأصول للكمشخانوي ص83، 84.

([4])    جامع الأصول للكمشخانوي ص83، 84.

([5])    من قادة الفكر الصوفي السيد إبراهيم الدسوقي للأستاذ عز الدين خلف الله ص263.


التقييم الحالي
بناء على 44 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث