يا أخانا في الله...

هذه صحيفة نسرد عليك فيها بسائط من آدابنا وتقاليد دعوتنا، وبعض صورها فتحقق بها من نفسك، والله يوفقنا وإياك إلى إدراك حلاوتها الروحية، والانتفاع بآثارها النورانية، والمحافظة على الدعوة إليها والتذكير بها، وتنفيذها باعتقاد فهي عبادة، ورياضة، وعلاج.

الأدب الأول:

حقق نية العبادة قبل الدخول إلى أمكنة الإخوان ومجتعاتهم، وحقق كذلك نية الاعتكاف، وتجرد من ظن العلم والعمل، وحافظ على أدب الجلوس، فلا تضع رجلًا على رجل، ولا تمدها في وجه إخوانك ولا تضطجع، ولا ترفع صوتك واشتغل مدة وجودك إما بعمل الله أو بعبادة، ولا تشغل غيرك عما هو فيه من الخير، فليس في وقتنا متسع للسمر والعبث، وزين صدرك –إن أمكن- بشارتنا الدالة على غايتنا: (الله).

واعلم أن التواضع والتسامع  والتعاون والتعاطف والتحمل والبذل والعطاء والأدب العالي والإخلاص والحب في الله هو الأصل الأول في كل شئوننا: ظاهرة وباطنة، خاصة وعامة، فلا تتعصب لرأيك، ولا تستعل على إخوانك، ولا تنبعق في كلامك، ولا تثقل على إخوانك بكثرة تكليفهم أو الطلب منهم.