نسخة تجريبيـــــــة
الطريق الصوفى – الانتساب إليه

بخصوص المنهج المتبع في الانتساب إلى الطرق الصوفية فيحدثنا صاحب جامع الأصول عن كيفية الأخذ والانتساب إلى الطريق فيقول : «اعلمأن الأخذ والانتساب إلى الطرق على أربعة أقسام :

أحدها : أخذ المصافحة والتلقين للذكر ولبس الخرقة والعذبة للتبرك أو للنسبة أيضا فقط.

وثانيها : أخذ رواية وهو قراءة كتبهم من غير حل لمعانيها وهو يكون للتبرك أو للنسبة أيضًا فقط.

وثالثها : أخذ دراية وهو حل كتبهم لإدراك معانيها لذلك فقط.

ورابعها : أخذ تدريب وتهذيب وترق في الخدمة بالمجاهدة للمشاهدة والفناء في التوحيد والبقاء وهو المراد العزيز وجوده وعلى هذا المعول أكثر الطرق.

ويصح الانتساب أيضا بالاتباع والمشاركة ولو في شيء يسير مع المحبة لهم كتلاوة حزب من أحزابهم ولذا قال الشاذلي : من قرأ حزبنا هذا فله ما لنا وعليه ما علينا»(1).

ومن ذلك نلاحظ أن «المنهج المتبع الآن في كل الطرق الصوفية هو أخذ العهود على المريدين بعد استتابتهم عن المعاصي، وبعد أخذ العهد على المريد يمضي فترة في الطريقة حتى يكمل، فيجيزهشيخه المباشر الذي هو خليفة الطريقة، فيطلب عندئذ من شيخ الطريقة إعطاء هذا المريد إجازة الطريق، وهي شهادة تحتوي تاريخ الطريقة وأسانيدها، وتشهد بأن هذا المريد أصبح قادرًا على إرشاد غيره من المريدين وإعطائهم العهود»(2).

والملاحظ أن هذه الطريقة لأخذ العهود على المريدين هي نفس الطريقة المتبعة تقريبًا منذ القرن السابع الهجري ، حيث انتهت الطريقة في القرنين السادس والسابع الهجريين والقرون التالية لهما إلى أن أصبحت عهدًا بين شيخ ومريد على التوبة والاستقامة.

غير أنه بعد القرون التالية للسابع الهجري قد زاد على ذلك العهد الشفهي تلك الشهادة المطبوعة التي تشهد بأن المريد أصبح قادرًا على إرشاد غيره من المريدين وعلى إعطائهمالعهود أو ما يسمى بإجازة الطريق.

ولمزيد من التوسع راجع (الطريق الصوفى - العهد).

المرجع : الطرق الصوفية في مصر ، نشأتها ونظمها ، أ/د عامر النجار ، القاهرة:مكتبة الأنجلو المصرية ، د ت، (ص 25- 28) .


(1)    بحث عن الطرق الصوفية في مصر للأستاذ الدكتور التفتازاني بمجلة كلية الآداب مجلد 25 ص69.

(2)    جامع الأصول للكشمخوي ص61، 62 بتصرف.


التقييم الحالي
بناء على 45 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث