هذه مجموعة نصائح جميلة قدمها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود خلال كتابه قضية التصوف – المدرسة الشاذلية، وقد جعلها تحت عنوان "نصائح":
كن متمسكًا بهذه الصفات الحميدة تفُز بسعادة الدارين.
لا تتخذ من الكافرين وليًّا، ولا من المؤمنين عدوًّا، وارتحل بزادك من التقوى في الدنيا، وعد نفسك من الموتى، واشهد لله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة، وحسبك عمل صالح وإن قل، وقل: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وقل: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
فمن كان متمسكًا بهذه الصفات الحميدة ضمن الله عز وجل له أربعة أمور في الدنيا: الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والرزق كالمطر، والوقاية من الشر.
وأربعة أمور في الآخرة: المغفرة العظمى، والقربة الزُّلفى، ودخول جنة المأوى، واللحوق بالدرجة العليا.
فإن أردت الصدق في القول فداوم على قراءة:﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر:1].
وإن أردت الرزق كالمطر فداوم على قراءة:﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾[الفلق:1].
وإن أردت السلامة من شر الناس فداوم على قراءة: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾[الناس:1].
وإن أردت جلب الخير والرزق والبركة فداوم على قراءة: بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين، هو نعم المولى ونعم المصير، وقراءة سورة: «الواقعة» وسورة «يسٓ».
وإن أردت أن يجعل الله لك من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ويرزقك من حيث لا تحتسب، فالزم الاستغفار.
وإن أردت أن تأمن مما يروعك ويفزعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
وإن أردت أن تعرف أي وقت تفتح فيه أبواب السماء ويستجاب الدعاء؛ فاشهد وقت نداء المنادي فأجبه ففي الحديث: «من نزل به كرب أو شدة فليجِب المنادي» وهو المؤذن.
وإن أردت أن تسلم من أمر يكربك، فقل: توكلت على الحي الذي لا يموت أبدًا، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذُّلِّ وكبره تكبيرًا.
وإن أردت أن تنجو من هم أو غم أو خوف يصيبك، فقل: اللهم إني عبدك، وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أستأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي.
وإن أردت أن يداويك الله من تسعة وتسعين داء أيسرها اللَّمَمُ، فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإن أردت أن تؤجر بما يصيبك من مصيبة فقل: «إنا لله وإنا إليه راجعون».
وإن أردت أن يذهب همك ويقضي دينك فقل إذا أصبحت وإذا أمسيت: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
وإن أردت أن توفق للخضوع والخشوع فاترك فضول النظر.
وإن أردت أن توفق للحكمة فاترك فضول الكلام.
وإن أردت أن توفق لحلاوة العبادة فاترك فضول الطعام، وعليك بالصوم وقيام الليل والتهجد فيه.
وإن أردت أن توفق للهيبة فاترك المزح والضحك؛ فإنهما يسقطان الهيبة.
وإن أردت أن توفق للجنة فاترك فضول الرغبة في الدنيا.
وإن أردت أن توفق لإصلاح عيب نفسك فاترك التجسس على عيوب الناس؛ فإن التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان.
وإن أردت أن توفق للخشية فاترك التوهم في كيفيات ذات الله تعالى تسلم من الشك والنفاق.
وإن أردت أن توفق للسلامة من كل سوء فاترك الظن السيئ بكل الناس.
وإن أردت المنزلة فاترك الاعتماد على الناس وتوكل على الله.
وإن أردت ألا يموت قلبك فقل كل يوم أربعين مرة: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت.
وإن أردت أن ترى النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يوم الحسرة والندامة فأكثر من قراءة ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾[التكوير:1]، و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾[الانفطار:1]، و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾[الانشقاق:1].
وإن أردت أن ينور الله وجهك فداوم على قيام الليل.
وإن أردت السلامة من عطش يوم القيامة فلازم الصوم.
وإن أردت أن تسلم من عذاب القبر فاحترز من النجاسات واترك أكل المحرمات وارفض الشهوات.
وإن أردت أن تكون غنيًّا فلازم القناعة.
وإن أردت أن تكون خير الناس فكن نافعًا للناس.
وإن أردت أن تكون أعبد الناس فكن متمسكًا بقوله صلى الله عليه وسلم : «من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن»، قال أبو هريرة: أنا يا رسول الله. فأخذ بيدي وعد خمسًا قال: «اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب».
وإن أردت أن تكون من المحسنين الخالصين فاعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وإن أردت أن يكمل إيمانُك فحسِّن خلقك.
وإن أردت أن يحبك الله فاقضِ حوائج إخوانك المسلمين.
وإن أردت أن تكون من المطيعين فأدِّ ما فرض الله عليك.
وإن أردت أن تلقى الله تعالى يوم القيامة نقيًّا من الذنوب فاغتسِل من الجنابة ولازم غسل الجمعة.
وإن أردت أن تُحْشَرَ يوم القيامة في النور الهادي وتسْلَمَ من الظلمات فلا تظلم أحدًا من خلق الله تعالى.
وإن أردت أن تقلَّ ذنوبك فالزم الاستغفار.
وإن أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله.
وإن أردت أن يستر الله عليك فاستر عيوب الناس.
وإن أردت أن تمحى خطاياك فأكثر من الاستغفار والخشوع والخضوع والحسنات في الخلوات.
وإن أردت الحسنات العظام فعليك بحسن الخلق والتواضع والصبر على البلية.
وإن أردت السلامة من السيئات العظام فاجتنب سوء الخلق والشح المطاع.
وإن أردت أن يسكُن عنك غضب الجبار فعليك بإخفاء الصدقة وصلة الرحم.
وإن أردت أن يقضي الله عنك الدين فقل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم :«قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك».
وإن أردت أن تأمن من قوم خفت شرهم فقل: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم».
وإن أردت كثرة الخير والرزق فداوم على قراءة:﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾و«الكافرون».
وإن أردت الستر من الناس فداوم على قول: اللهم استرني بسترك الجميل الذي سترت به نفسك فلا عين تراك.
وإن أردت عدمَ الجوع والعطش فداوم على قراءة﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾.
المرجع : قضية التصوف ، المدرسة الشاذلية- فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، مصر: دار المعارف، ط 3 ، ص 158 – 162.