شخصية تاريخية أثارت جدلًا كثيرًا؛ حيث ينظر إليه البعض على أنه مُصلح عادل، حكم دولة مترامية الأطراف متعددة الأعراق بدهاء وذكاء، ومدَّ في عمر الدولة والخلافة العثمانية، ووقف ضد الأطماع الاستعمارية الغربية لاقتسام تركة «رجل أوروبا المريض»، مستفيدًا من تضارب هذه الأطماع، فضلًا عن موقفه الحازم والرافض لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
بينما ينظر إليه آخرون على أنه مستبد ظالم ديكتاتور، حكم هذه الإمبراطورية الشاسعة لمدة 33 عامًا حكمًا فرديًّا، كانت كلمته هي الأولى والأخيرة؛ واضطهد الأحرار، وقتل بعضهم، وطارد البعض الآخر، ولم يسلم منه إلا مَن خضع له.
الاسم:
هو عبد الحميد خان الثاني بن عبد المجيد خان، وأمه هي تيرمزكان قادين أفندي زوجة السلطان عبد المجيد الثانية، والتي توفيت وهو في السابعة من عمره.
المولد والنشأة:
ولد عبد الحميد الثاني يوم الأربعاء (16 شعبان 1258هـ-21 سبتمبر 1842م)، ونشأ وترعرع في دار الخلافة العثمانية التي كانت محط أنظار المسلمين، الخلافة التي كانت للمسلمين نعم العون والسند، يجتمعون تحت رايتها، ويحتمون بها من شرور أعداء الإسلام.
وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول، الذي يُعد أول سلطان عثماني يضفي على حركة التغريب في الدولة العثمانية صفة الرسمية، وعُرف عهده بعهد التنظيمات؛ حيث إنه كان يعنى بتنظيم شئون الدولة وفق المنهج الغربي.
أما أمه فقد توفيت عن 33 عامًا، ولم يتجاوز ابنها عشر سنوات، فعُهد بعبد الحميد إلى زوجة أبيه «بيرستو قادين»، التي اعتنت بتربيته، وأولته محبتها؛ لذا منحها عند صعوده للعرش لقب «السلطانة الوالدة».
حياته:
لم ينل السلطان عبد الحميد في صباه قدرا كافيا من التعليم إلا أنه كان ذكيا فطنا وماهرا فقد تعلم عبد الحميد اللغة العربية والفارسية التركية والفرنسية، ودرس الكثير من كتب الأدب والدواوين الشعرية، والتاريخ، والموسيقى، والعلوم العسكرية والسياسية، وهذا على عكس ما صوّره أعداؤه بأنه كان شخصًا جاهلاً لا يعرف القراءة والكتابة.
وكان أيضًا يحب مهنة النجارة ويقضي فيها الوقت الكثير، وما تزال بعض آثاره النجارية موجودة في المتحف.
توفي والده وعمره 18 عامًا، وصار ولي عهد ثان لعمه: عبد العزيز، الذي تابع نهج أخيه في مسيرة التغريب والتحديث، واستمر في الخلافة 15 عامًا شاركه فيها عبد الحميد في بعض سياحاته ورحلاته إلى أوروبا ومصر.
التقى عبد الحميد في خلافة عمه بعدد من ملوك العالم الذين زاروا «إسطنبول». وعُرف عنه مزاولة الرياضة وركوب الخيل، والمحافظة على العبادات والشعائر الإسلامية، والبعد عن المسكرات، والميل إلى العزلة، وكان والده يصفه بالشكاك الصامت.
قُتل السلطان عبد العزيز في مؤامرة دبرها بعض رجال القصر، واعتلى العرش من بعده مراد الخامس شقيق عبد الحميد، ولكنه لم يمكث على العرش إلا 93 يومًا فقط، حيث تركه لإصابته باختلال عقلي.
بُويع عبد الحميد بالخلافة في (9 شعبان 1293هـ- 31 أغسطس 1876م)، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، وذلك بعد أن أصدر شيخ الإسلام في دار الخلافة العثمانية فتواه التاريخية بعزل السلطان مراد الخامس، وتعيين شقيقه الأصغر عبد الحميد الثاني خليفة على المسلمين. و قبل أن يباشر السلطان مهامه الجديدة، صلَّى لله تعالى ركعتين شكرًا في جامع أبي أيوب الأنصاري، وهناك تسلم من شيخ الإسلام سيفَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو سيف الخلافة، وبدأ موكب السلطان الجديد يسير في شوارع العاصمة «إسطنبول» ... تنثر الزهور، وتنشر الرياحين من شرفات المنازل ابتهاجًا بالسلطان الجديد، حتى إذا مرَّ الموكب بقبر والد السلطان ومقابر أجداده الفاتحين، نزل السلطان عبد الحميد ليدعو لهم بالرحمة والمغفرة وفاءً وعرفانًا.
والسلطان عبد الحميد هو الخليفة السابع والعشرون في الخلفاء العثمانيين، وتولَّى العرش مع اقتراب حرب عثمانية روسية جديدة، وظروف دولية معقدة، واضطرابات في بعض أجزاء الدولة، خاصة في منطقة البلقان.
بدأ السلطان عبد الحميد الثاني بدايةً طيبةً تدل على اعتزازه بدينه الإسلامي وفخره بتعاليمه، فكان أول ما أصدره من قرارات، أن أقرَّ الدستور الذي يكفل المساواة بين جميع الناس من خلال المجالس الشرعية، كما أصدر أوامره بحرية القضاء؛ لتكون كلها نافذة من خلال النظام الإسلامي للدولة، فظل الإسلام في عهده منبع القوانين ودستورها، كما عرف السلطان للعلماء حقهم، فكان لا يقطع أمرًا دونهم، ويحرص على استشارتهم والأخذ بآرائهم.
السلطان عبد الحميد والدول الكبرى:
كان السلطان شخصًا غير مرغوب فيه بالنسبة للدول الأوروبية؛ لأنه يمسك في قبضته ملايين المسيحيين، وبصفته خليفة للمسلمين؛ فإن له نفوذًا وسلطانًا روحيًّا على رعايا الدول الأوروبية المسلمين.
لم يكن من الممكن لأي من الدول الكبرى أن تقتطع أجزاء من الدولة العثمانية في أوروبا أو البلقان في ظل وجود عبد الحميد الثاني؛ لذا أخذت فكرة إسقاطه تكتسب ثقلًا كبيرًا في لندن وباريس.
كما أن سياساته فيما يتعلق بالجامعة الإسلامية وسكة حديد الحجاز وبغداد، ونجاحه في تشييد سكة حديد بغداد برأسمال ألماني (وبذلك استطاع إدخال ألمانيا إلى قائمة الدول المتنافسة في منطقة خليج البصرة الغنية بالبترول، وضمن عدم اقتراب بريطانيا، وحماية السكة الحديد باعتبار ألمانيا صاحبة امتيازها) كل ذلك أقلق إنجلترا، وأثار عدم ارتياح روسيا، وخلق صلابة في التصميم الأوروبي على ضرورة التخلص من هذا الخليفة الماكر الذي استطاع بدهائه تحييد القوى الأوروبية.
السلطان عبد الحميد واليهود:
كان الحادث المهم الذي أثار أوروبا ضد السلطان عبد الحميد، هو رفضه إسكان وتوطين المهاجرين اليهود في فلسطين، فقد كانت أوروبا المسيحية تريد تصدير مشكلة اليهود التي تعاني منها إلى الدولة العثمانية.
ففي (المحرم 1319هـ- مايو 1901م) حاول اليهود عن طريق زعيمهم الماكر «هرتزل» رئيس الجمعية الصهيونية، استمالة السلطان عبد الحميد الثاني، حتى يسمح لهم بإقامة وطن لليهود في فلسطين «بيت المقدس»، فعرضوا عليه مبلغًا ضخمًا في ذلك الزمان البعيد يقدر بثلاثة ملايين من الجنيهات، بالإضافة إلى دفع مبلغ كبير للدولة العثمانية -سنويًّا- مقابل أن يصدر السلطان عبد الحميد قرارًا يسمح فيه لليهود بالهجرة إلى فلسطين والتوطن فيها، وهنا أدرك السلطان أن «هرتزل» يقدم له رشوة من أجل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وبمجرد تحقيقهم لأكثرية سكانية سيطالبون بالحكم الذاتي، مستندين إلى الدول الأوروبية ... فأخرجه السلطان من حضرته بصورة عنيفة.
يقول السلطان عبد الحميد في مذكراته عن سبب عدم توقيعه على هذا القرار: «إننا نكون قد وقَّعنا قرارًا بالموت على إخواننا في الدين».
تصوفه:
لقد كان للتصوف في حياة السلطان عبد الحميد الثاني مكانة كبيرة، فقد كان مداومًا على قراءة الأوراد الشاذلية، وانتسب أيضا إلى الطريقة القادرية، ولم تكن الخلافة مانعًا له من ذلك، محبًّا للمتصوفة، يكثر من العطايا والهبات لهم.
وقد عُرف عن السلطان عبد الحميد تدينه الشديد، وحرصه على أداء الصلوات في المساجد، وقد كان السلطان محبًّا لمشايخ ودراويش الصوفية، وعندما يحضرون مجلسه يكرمهم ويجزل لهم العطاء.
وكان السلطان يهاجم الدعوة السلفية التي تُحارب الطرق الصوفية، وكان يقرب إليه العلماء الذين تعمقوا في دراسة وفهم الصوفية الصحيحة؛ بهدف إصلاحها وتنقيتها من البدع والضلالات، التي علقت بها من بعض الذين نقلوها من العمل إلى المنطق والتنظير، فعمل على اتخاذ التصوف وسيلة لتوطيد دعائم الدولة، باعتبار التصوف هو التقوى قولًا وعملًا وغاية.
وكانت نشأته الصوفية وقربه إلى العلماء والمشايخ والمصلحين حافزًا لدعوته إلى تأسيس الجامعة الإسلامية؛ بهدف توحيد صفوف المسلمين في وحدة واحدة تقف في وجه الغزو العسكري والثقافي الأوروبي للعالم الإسلامي.
ومن سمات السلطان عبد الحميد الصوفية: أنه كان يعيش بعيدًا عن المظاهر، محبًّا للعزلة، كثير التبسم في غير قهقهة، كان يسير ببطء ووقار، وكان بسيطًا شديدَ البساطة يحافظ على النظام، وكان الناس يتقربون إليه بقلوبهم ويحظى باحترام الغريب والأجنبي، كثير الإحسان، يكرم الفقراء، ويرسل الأطباء إلى مرضاهم، كان ينام قليلًا ويعمل صباحًا ومساءً، وكان لا يطأ موضعًا دون وضوء.
ومن ناحية أخرى، كان السلطان عبد الحميد يرسل قوافل المتصوفة إلى الهند وتركستان وجنوب أفريقيا والصين؛ بهدف نشر الدعوة الإسلامية، وإرساء دعائم الجامعة الإسلامية.
ولعل في رسالته التي بعث بها إلى أستاذه شيخ الطريقة العلية الشاذلية الشيخ محمود أفندي أبو الشامات ما يؤيد ذلك؛ فقد بعث إليه برسالة غاية في الأدب والاحترام جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول رب العالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين
أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة، وإلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات، وأُقَبِّل يديه المباركتين راجيًا دعواته الصالحة، بعد تقديم احترامي، أعرض أني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مارس من السنة الحالية ...، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.
سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة لأوراد الشاذلية ليلًا ونهارًا، وأعرض أنني ما زلت محتاجًا لدعواتكم القلبية بصورة دائمة.
بعد هذه المقدمة، أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة، المسألة المهمة الآتية، كأمانة في ذمة التاريخ:
إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم؛اضطررت وأُجبرت على ترك الخلافة. إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة «فلسطين»، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيرًا وعدوا بتقديم (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبًا، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضًا، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي: إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبًا، فضلًا عن (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبًا، فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة، فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضًا. وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى «سالونيك»، فقبلت بهذا التكليف الأخير. هذا وحمدت المولى وأحمده، أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي، الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة -فلسطين- وقد كان بعد ذلك ما كان، ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال، وأعتقد أن ما عرضته كافٍ في هذا الموضوع المهم، وبه أختم رسالتي هذه.
ألثم يديكم المباركتين،وأرجو وأسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي بسلامي على جميع الإخوان والأصدقاء.
يا أستاذي المعظم، لقد أطلت عليكم التحية، ولكن دفعني لهذه الإطالة، أن نحيط سماحتكم علمًا، ونحيط جماعتكم بذلك علمًا أيضًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في 22 أيلول 1329هـ
خادم المسلمين: عبد الحميد بن عبد المجيد
كانت هذه الرسالة التي بعث بها السلطان عبد الحميد إلى أستاذه في التصوف تهدف إلى إظهار سبب خلعه، وبيان أنه بريء من التخلي عن الخلافة، وأنه إنما أُجبر على تركها، حيث وضَّح أن اليهود كان لهم الذراع الأكبر في هذا الأمر.
أهم أعماله:
- حاول كسب بعض المناوئين له، واستمالتهم إلى صفِّه، بكل ما يستطيع.
- دعا جميع مسلمي العالم في آسيا الوسطى وفي الهند والصين وأواسط أفريقيا وغيرها إلى الوحدة الإسلامية والانضواء تحت لواء الجامعة الإسلامية، ونشر شعاره المعروف «يا مسلمي العالم اتحدوا»، وأنشأ مدرسة للدعاة المسلمين، سرعان ما انتشر خريجوها في كل أطراف العالم الإسلامي، الذي لقي منه السلطان كل القبول والتعاطف والتأييد لتلك الدعوة، ولكن قُوى الغرب قامت لمناهضة تلك الدعوة ومهاجمتها.
- نشر التعليم المدني بجميع مراحله وأنواعه، وأنشأ جامعة «إسطنبول» سنة 1885م، والتي كانت تُعرف أولا باسم «دار الفنون»، كما أنشأ المكتبات ودورًا للمعلمين ومعاهد فنية ومدارس ابتدائية وثانوية مدنية.
- قرَّب إليه الكثير من رجال العلم والسياسة المسلمين، واستمع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم.
- عمل على تنظيم المحاكم والعمل في «مجلة الأحكام العدلية» وفق الشريعة الإسلامية.
- قام ببعض الإصلاحات العظيمة، مثل القضاء على معظم الإقطاعات الكبيرة المنتشرة في كثير من أجزاء الدولة، والعمل على القضاء على الرشوة وفساد الإدارة.
- عامل الأقليات والأجناس غير التركية معاملة خاصة، كي تضعف فكرة العصبية، وغض طرفه عن بعض إساءاتهم، مثل الرعب الذي نشرته عصابات الأرمن، ومثل محاولة الأرمن مع اليهود اغتياله أثناء خروجه لصلاة الجمعة؛ وذلك لكي لا يترك أي ثغرة تنفذ منها الدول الأجنبية للتدخل في شئون الدولة.
- عمل على سياسة الإيقاع بين القوى العالمية آنذاك؛ لكي تشتبك فيما بينها، وتسلم الدولة من شرورها؛ ولهذا حبس الأسطول العثماني في الخليج ولم يخرجه حتى للتدريب.
- اهتم بالتعليم العسكري، وبنى غواصة، وعني بتسليح الجيش وتدريبه، وتقوية مركز الخلافة.
- حرص على إتمام مشروع خط السكة الحديدية التي تربط بين دمشق والمدينة المنورة؛ ليسهل الحج، ولِمَا كان يراه من أن هذا المشروع فيه تقوية للرابطة بين المسلمين، تلك الرابطة التي تمثل صخرة صلبة تتحطم عليها كل الخيانات والخدع الإنجليزية، على حد تعبير السلطان نفسه.
- استخدم البرق كوسيلة جديدة للمراسلة.
- عمل على إعادة الهيبة إلى الخلافة كما كانت في عهودها الأولى.
- أُنشِئ قصر النجمة بأمره، ويُوجد في متحف قصر النجمة في القصر منجرة مخصصة لتأمين الموبيليا للقصر؛ لأن السلطان عبد الحميد الثاني يحب النجارة، ومعروف بالحفر اليدوي، وأعطى اهتمام في هذا الموضوع، وكل الآثار المعروضة في المتحف هي أغراض القصر نفسه.
- تم إنشاء مسرح قصر النجمة بأمر السلطان عبد الحميد الثاني في عام 1889م، وبعد الإصلاحات الضرورية تم افتتاح المتحف كمتحف للفنون والمسرح، ويوجد قسم من المتحف خاص بالملابس التي استخدمت في المسرح نفسه.
من أقوال السلطان عبد الحميد الخالدة:
- قال السلطان عبد الحميد قولته الخالدة التي سجلها التاريخ بمداد من ذهب: (لست مستعدًّا لأن أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد -أي فلسطين- فهي ليست ملكي بل هي ملك لشعبي، روى ترابها بدمه، وليحتفظ اليهود بأموالهم، ولن يستطيعوا أخذ فلسطين إلا عند تشريح جثتي، وساعتها يأخذونها بلا ثمن، أما وأنا على قيد الحياة ... فلا).
- عندما كانت الدولة العثمانية مدينة لأوروبا بمبلغ كبير من المال، فعرض اليهود تسديد هذه الديون مقابل تحقيق طلبهم، في أن ينشئ لهم وطنًا قوميًّا في فلسطين...،ولكن السلطان كان أثبت جأشًا وأقوى عزيمة عندما قال: (إن الديون ليست عارًا، ولكن العار أن أبيع أرضًا لليهود، فليحتفظ اليهود بأموالهم، فالدولة العثمانية لا يمكن أن تحتمي وراء حصون بنيت بأموال أعداء المسلمين).
وفاة السلطان عبد الحميد:
ظل عبد الحميد الثاني في منفاه حتى لقي ربه في (28 ربيع آخر 1336هـ- 10 فبراير 1918م) عن ستة وسبعين عامًا، بعد أن أدار شئون الدولة العثمانية لمدة أربعة وثلاثين عامًا، فكان من أطول سلاطين الدولة العثمانية حكمًا، كما كان من أكثر السلاطين الذين تمَّ الافتراء عليهم زورًا وبهتانًا، واشترك في تشييع جنازته الكثير من المسلمين، ورثاه كثير من الشعراء.
مراجع
- «مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني». ط. دار القلم- دمشق- الطبعة الرابعة (1419 هـ- 1998م).
- «تاريخ الدولة العثمانية». ليلماز أوتونا. ط. مؤسسة فيصل للتمويل. تركيا الطبعة الأولى (1410هـ- 1990م).
- «صحوة الرجل المريض». لموفق بني المرجة. ط. مؤسسة صقر الخليج للطباعة والنشر- الكويت مايو 1984م.
- «تاريخ الدولة العلية العثمانية». لمحمد فريد بك المحامي. ط. دار النفائس- بيروت.
- «عوامل انهيار الدولة العثمانية». ط. المكتب الإسلامي- دمشق.
- «السلطان عبد الحميد الثاني وفلسطين». للأستاذ رفيق النتشة.
- «قضايا القرن العشرين». للباحث محمد عليشاهين.
- «مجلة العربي الكويتية». في عددها الصادر في شوال 1392 الموافق كانون أول 1972م.
- «الدولة العثمانية وعلاقاتها الخارجية». المكتب الإسلامي- دمشق 1980م.
- «نظرية الخلافة الإسلامية». د.محمد عمارة- دار الثقافة الجديدة- القاهرة.
- «مذكرات تشرشل». منشورات مكتبة المنار- بغداد.
- «العرب والعثمانيون». د.عبد الكريم رافق- الطبعة الأولى 1974م.
- «يقظة الإسلام في تركيا». أنور الجندي- دار الأنصار- القاهرة 1979م.
- «الصهيونية والإسلام». أنور الجندي- دار الأنصار- القاهرة 1973م.
- «إسرائيل الكبرى». دراسة في الفكر التوسعي الإسرائيلي- منظمة التحرير الفلسطينية- مركز الأبحاث- كتب فلسطينية- بيروت 1968م.
- «مذكرات مصطفى كمال». بيروت.
- «واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم». أبو الأعلى المودودي- مؤسسة الرسالة 1975م.