لابد قبل الشروع فى الطريق الصوفى من اتباع الشرع الحكيم، وتصحيح بدايات السلوك بناء على أحكام الشريعة الغراء؛ لأن النهايات لا تُعلم إلا بتصحيح البدايات، وهذه البدايات عشرة أنواع، وهي بإيجاز شديد:

1- اليقظة:

 لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾ [سبأ:46]. والقوامة لله تعالى: هي اليقظة من سِنة الغفلة، والنهوض عن ورطة الفترة، وهو أول ما يستنير قلب العبد بالحياة لرؤية نور التنبيه.

2- التوبة:

﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات:11]، فأسقط سبحانه اسم الظلم عن التائب.

3- المحاسبة:

﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر:18]،وإنما يسلك طريق المحاسبة بعد العزيمة على عقد التوبة.

4- الإنابة:

﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ [الزُّمر:54]، والإنابة هي الرجوع.

5- التفكر:

 ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل:44]، والتفكر تصرف البصيرة لاستدراك البُغية.

6- التذكر:

﴿وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ﴾ [غافر:13]، والتذكر فوق التفكر، فإن التفكر طلب، والتذكر وجود.

7- الاعتصام:

﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا﴾ [آل عمران:103]، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ﴾ [الحج:78].

8- الفرار:

﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ﴾ [الذاريات:50]، والفرار: هو الهرب مما لم يكن إلى ما لم يزل.

9- الرياضة:

﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ [المؤمنون:60]، والرياضة تمرين النفس على قبول الصدق.

10- السماع:

﴿وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾ [الأنفال:23]، ونكتة السماع حقيقة الانتباه(¹).

وهكذا يحاول الصوفية تثبيت قدم المريد على الطريق، بعيدًا عن التهويل والخيال الذي يفسد العقيدة.

المرجع: أ/د عبد اللطيف محمد العبد، التصوف في الإسلام وأهم الاعتراضات الواردة عليه، القاهرة: توزيع العبد سنتر، ط3، 1421هـ- 2000م، (ص 47-49).