إذا كانت الخرقة والذكر والسماع من خصائص الطريق الصوفى ومميزاتها الظاهرة فإن الموالد أيضًا صارت من أهم تلك الخصائص والمميزات. (راجع : الطريق الصوفى - خصائصه العامة)
وقد قام الحافظ الإمام السيوطى فى رسالته الشهيرة (حسن المقصد فى عمل المولد) ببيان تاريخ عمل المولد النبوى الشريف، وبيان الأصل الشرعى فى ذلك، ومن قال من العلماء بجوازه ، ونورد حاصل كلامه وكلام من نقل عنهم من العلماء كابن حجر العسقلانى وابن الحاج المالكى والحافظ شيخ القراء شمس الدين الجزرى والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقى وغيرهم ، ليظهر الحكم الشرعى الصحيح لعمل المولد النبوى الشريف، وما تفرع عنه من الاحتفال بموالد الصالحين والأولياء.
وأول من أحدث الاحتفال بالمولد الشريف الملك المظفر صاحب إربل وهو أحد ملوك الإسلام الصالحين العظام وكان من أهل العلم والصلاح والجهاد وصفه ابن كثير بأنه كان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا، ولما عمل المولد صنف له الشيخ الإمام الحافظ أبو الخطاب ابن دحية الحنبلى مجلدا فى المولد سماه التنوير فى مولد البشير النذير، وكان يحضر الاحتفال علماء الإسلام والفقهاء من شتى المذاهب الإسلامية، فالاحتفال بالمولد الشريف قد أحدثه ملك عادل عالم، وقصد به التقرب إلى الله تعالى ، وحضر عنده فيه من العلماء والصلحاء من غير نكير منهم، وارتضاه ابن دحية ، وصنف له من أجله كتابا، فهؤلاء علماء متدينون رضوا الاحتفال بالمولد وأقروه ولم ينكروه، وقد استخرج له إمام الحفاظ ابن حجر العسقلانى أصلا من السنة، واستخرج له الحافظ السيوطى أصلا ثانيا.
وإذا كان حقيقة المندوب أنه ما طلبه الشارع، فيقال: الطلب فى المندوب قد يكون بالنص تارة وقد يكون بالقياس أخرى، والاحتفال بالمولد وإن لم يرد فيه نص، ففيه القياس على الأصلين اللذين استخرجهما الحافظين ابن حجر العسقلانى والسيوطى.
فأصل عمل المولد – على ما يؤكد الإمام السيوطى – الذى هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة فى مبدأ أمر النبى صلى الله عليه وسلم وما وقع فى مولده من الآيات ثم يمد لهم سماطا يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التى يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبى صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف ، والبدعة لا تنحصر فى الحرام والمكروه، بل قد تكون أيضا مباحة ومندوبة وواجبة على ما ذهب إليه الجماهير الكثيرة من العلماء من كافة المذاهب ، ولم يخالف فى ذلك أحد من المحققين والأئمة المعتبرين ، نعم خالف الشواذ غير المتبحرين ومن لا يأخذ بقوله فى الأصول ولا الفروع.
والطريق فى معرفة كون بدعة ما هل هى واجبة أو مندوبة أو محرمة أو مكروه أو مباحة – على ما يذكر الإمامين النووى والعز ابن عبد السلام – أن نعرض البدعة على قواعد الشريعة فإذا دخلت فى قواعد الإيجاب فهى واجبة أو فى قواعد التحريم فهى محرمة ، وهكذا.
فإذا نظرنا إلى عمل المولد نجد أنه فى أصله كما قلنا: فيه من تعظيم قدر النبى صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف ، بالإضافة إلى ما يكون من ذكر الله تعالى وإطعام الطعام، والتصدق على الفقراء والمساكين ، وكل ذلك من الطاعات التى وردت فى الشرع ، ومن هنا كان الاحتفال بالمولد بدعة حسنة مندوبة ، لاشتماله على فعل الطاعات. وما قد يقع فيه من الأشياء المحرمة لا يمنع من كونه مندوبا فى نفسه، لأنها أشياء ضُمت إليه لا من حيث الاجتماع لإظهار شعار المولد، بل لو وقع مثل هذه الأمور فى الاجتماع لصلاة الجمعة مثلا أو التراويح، لكانت هذه الأشياء قبيحة شنيعة أيضا، ولا يلزم من ذلك ذم أصل الاجتماع لصلاة الجمعة أو التراويح كما هو واضح، فإذا رأينا بعض الأمور التى تنكر تقع عند اجتماع الناس لصلاة التراويح، فهل نذم الاجتماع للتراويح أو نذم المنكرات فحسب، ونقول: إن أصل الاجتماع لصلاة التراويح سنة وقربة، وما ضم إليها من أمور قبيحة فهو قبيح وشنيع وممنوع.
وكذلك نقول: إن أصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، وما ضم إليه من أمور قبيحة شرعا مذموم وممنوع ، مع بقاء أصل الاجتماع للمولد مندوب فى نفسه.
وولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا ، ووفاته أعظم المصائب ، وقد حثت الشريعة على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون والكتم عند المصائب، فأمر الشرع بالعقيقة عند الولادة، وهى إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع.
فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن فى هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم، دون إظهار الحزن فيه بوفاته، وقد ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلى فى كتابه اللطائف ذم الرافضة (الشيعة) حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل قتل الحسين رضى الله عنه، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما، فكيف ممن هو دونهم.
وقد تكلم الإمام أبو عبد الله بن الحاج فى كتابه المدخل على عمل المولد ، فأتقن الكلام فيه جدا كما يقول الإمام السيوطى، وحاصله مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر، وذم ما احتوى عليه من محرمات ومنكرات.
ويقاس على مولد النبى صلى الله عليه وسلم الاحتفال بموالد ورثته من الأولياء والعارفين والصالحين، فما كان فيها من إظهار شعار صلاح وذكر وشكر يمدح، وما كان فيها من محرمات ومنكرات فيذم وينكر.
فشهر ربيع الأول الكريم الذى من الله علينا فيه بسيد الأولين والآخرين يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير شكرا للمولى تعالى على ما أولانا به من هذه النعمة العظمى، وإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات ، وما ذاك إلا لرحمته صلى الله عليه وسلم بأمته ورفقه بهم ، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم كما صح عنه.
لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذى سأله عن صوم يوم الاثنين: "ذاك يوم ولدت فيه"، فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذى وُلد فيه، فينبغى أن نحترمه حق الاحترام، ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها لقوله عليه السلام: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، "آدم فمن دونه تحت لوائى"، وفضيلة الأزمنة والأمكنة إنما تكون بما خصها الله بها من العبادات التى تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأمنة لا تشرف لذاتها، وإنما يحصل لها التشريف بما خصت به من المعانى.
فعلى هذا – فيما يشير ابن الحاج ووافقه السيوطى - ينبغى إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به اتباعا له صلى الله عليه وسلم فى كونه كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها، وكثرة الخيرات، ألا ترى إلى قول ابن عباس: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون فى رمضان"، فنمتثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله على قدر استطاعتنا.
وقد التزم عليه الصلاة والسلام فى الأوقات الفاضلة ما التزمه مما قد علم، ولم يلتزم فى هذا الشهر ما التزمه فى غيره لما علم من عادته الكريمة أنه يريد التخفيف عن أمته سيما فيما كان يخصه، ألا ترى أنه عليه الصلاة والسلام حرم المدينة مثلما حرم إبراهيم مكة، ومع ذلك لم يشرع فى قتل صيده ولا فى قطع شجره الجزاء كما فى حرم مكة، تخفيفا على أمته ورحمة بهم، فكان ينظر إلى ما هو من جهته وإن كان فاضلا فى نفسه فيتركه للتخفيف عنهم.
فعلى هذا فتعظيم هذا الشهر الشريف إنما يكون بزيادة الأعمال الزاكيات فيه والصدقات إلى غير ذلك من القربات، فمن عجز عن ذلك فأقل أحواله أن يجتنب ما يحرم عليه ويكره له تعظيما لهذا الشهر الشريف، وإن كان ذلك مطلوبا فى غيره، كما يتأكد ذلك فى شهر رمضان وفى الأشهر الحرم.
وكثيرا ما يرتكب بعض الناس ضد هذا المعنى العظيم المقصود من الاحتفال، فإذا دخل شهر ربيع الأول مثلا أو شهر رمضان المعظم تسارعوا فيه إلى اللهو واللعب والمغانى المحرمة وغير ذلك من وجوه المفاسد .
وحاصل كلام العلماء المحققين عدم ذم المولد فى نفسه، بل ذم ما قد يحتوى عليه من المحرمات والمنكرات، وأن الاحتفال بالمولد مندوب إليه، وصورة الاحتفال أن تكون بزيادة فعل البر وكثرة الخيرات والصدقات وغير ذلك من القربات.
ولما سئل الحافظ ابن حجر العسقلانى عن عمل المولد أجاب بما نصه : "أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى فى عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا ، وقد ظهر لى تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت فى الصحيحين من أن النبى صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله تعالى. فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به فى يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك فى نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأى نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبى نبى الرحمة فى ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغى أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى فى يوم عاشوراء، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالى بعمل المولد فى أى يوم من الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله. وأما ما يعمل فيه فينبغى أن يقتصر على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شىء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغى أن يقال ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضى السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروها فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى" انتهى كلام الحافظ ابن حجر، وقد اشتمل على أحد الأصلين المشار إليهما سابقا فى تخريج استحباب عمل المولد .
أما الأصل الثانى فاستخرجه الحافظ السيوطى فيقول بعدما ذكر نص كلام الحافظ ابن حجر السابق: وقد ظهر لى تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقى عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه فى سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذى فعله النبى صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك ، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام، ونحو ذلك من وجوه القربات، وإظهار المسرات".
ثم ذكر الحافظ السيوطى عن الحافظين شمس الدين الجزرى فى كتابه المسمى عرف التعريف بالمولد الشريف، والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقى فى كتابه مورد الصادى فى مولد الهادى أنه قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار فى مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بمولد النبى صلى الله عليه وسلم. فإذا كان أبو لهب الكافر الذى نزل القرآن بذمه جوزى بالتخفيف عنه فى النار بفرحه ليلة مولد النبى صلى الله عليه وسلم ، فما حال المسلم الموحد من أمة النبى صلى الله عليه وسلم يسر بمولده الشريف، ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته صلى الله عليه وسلم لعمرى إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم.
ومن أشهر ما ترتب على قيام الطرق الصوفية ظهور وانتشار تلك الموالد المتعددة للاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم ثم اتسع الأمر للاحتفال بمولد شيوخ الطرق الصوفية وأولياء الله الصالحين.
وإذا كانت الموالد تقام لإحياء ذكرى رجالات الإسلام وأعلامه فالمفروض أن تكون مناسبات تدعيم وتجديد القيم الإسلامية والروحية لا أن تكون بهذه الصورة المشوهة التي كثيرا ما تصحب إقامة الموالد وتعد ورقة رابحة في يد أعداء الطرق الصوفية وليس العيب إقامة المولد، بل هو عيب التنظيم والإعداد والخروج فى كثير من الأحيان عن الآداب الإسلامية القويمة التى كان أول من تكلم عنها شيوخ الطريق أنفسهم الذين تُخَالَفُ تعاليمهم الصوفية الرائعة أثناء الاحتفال بهم للأسف، رغم أن أفضل احتفال بهم هو إحياء آدابهم وأخلاقهم الإسلامية الصوفية والتمسك بها.
وواجب مشايخ الطرق الصوفية أن يعملوا على تطهير تلك الموالد مما يشوبها أو شابها من هؤلاء الأدعياء الذين شوهوا صورة الطريق الناصعة لدرجة أن كثيرا من الناس يتصور تصورا خاطئا أن التصوف في الطرق الصوفية يعني موالد وخرق وعمامات حمراء أو خضراء أو سوداء وشعور طويلة وحركات حواة وقبض على الثعابين، وطبول ورقص وغناء.
والحق أن الطرق الصوفية في جوهرها الأصيل عهد بين المريد وشيخه على السير في طريق الله والعمل بكتابه تعالى وبكل ما جاءت به الشريعة السمحاء.
وحقيقة أن معظم التجمعات الكبيرة تحوي مثل هذه الظواهر، ولهذا فإننا نوصي بأن يعمل المسئولون بوزارة الأوقاف والأزهر الشريف والمجلس الأعلى للطرق الصوفية على ترشيد هذه الموالد وتنظيمها بحيث تكون بحق إحياء لذكرى رجال الإسلام وأقطابه وتدعيما للقيم الروحية السليمة.
ومن العجيب حقا أن ما يحدث الآن في الموالد هو ما كان يحدث في الموالد القديمة خصوصا في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين(1).
وقد يكون أيضا مما ساعد على تعدد الموالد وانتشارها تلك الأضرحة الكثيرة المنتشرة في كل مكان في أرض مصر.
ولا بد من الإشارة لناحية أخرى وهي: كما أن أتباع الطرق الصوفية تعودوا إقامة القبور الفخمة لمشايخهم الكبار والاحتفال بموالدهم فإن الشيعة أيضًا يشاركونهم في ذلك، وذلك لا يعني الموافقة على رأى الدكتور الشيبي حين يرى أن مسألة زيارة قبور الأولياء والاحتفال بموالدهم ظاهرة شيعية الأصل حيث يقول : "إن تقديس القبور وزيارتها كانا وقفا على الشيعة الذين كانوا يقصدون قبر الحسين من قديم مما هو معروف عند الشيعة حتى الآن"(2).
فهذه مجرد ظاهرة مشتركة بينهما ، وليس من الضرورة ولا الواقع أن يكون أحدهما قد أخذ هذه الظاهرة عن الآخر.
المراجع : - حسن المقصد فى عمل المولد ، للحافظ السيوطى، ضمن الحاوى فى الفتاوى ، القاهرة: مط القدسى، 1351 هـ، (1/189-197) باختصار وتصرف.
- الطرق الصوفية في مصر ، نشأتها ونظمها ، أ/د عامر النجار ، القاهرة:مكتبة الأنجلو المصرية ، د ت، (ص 65-67) ، بتصرف وزيادة .
(1) مثلا ها هو الجبرتي يصف ما كان يحدث في مولد العفيفي «ينصبون خياما كثيرة وصواوين ومطابخ وقهاوي، ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس، وخواصهم، وعوامهم، وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والملاعيب والغوازي والبغايا والقرادين والحواة، فيملئون الصحراء والبساتين فيطئون القبور ويبولون ويتغوطون ويزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور، ليلا ونهارا، ويجتمع لذلك الفقهاء والعلماء، ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار، بل يعتقدون أن ذلك قربة وعبادة، ولو لم يكن ذلك لأنكره العلماء، فضلا عن كونهم يفعلونه، فالله يتولى هدانا أجمعين».
تاريخ الجبرتي طبعة 1322هـ ص225 جـ1 .
(2) الصلة بين التصوف والتشيع للدكتور الشيبي ص360.