نسخة تجريبيـــــــة
المراقبة

أكدت المدرسة الشاذلية على ضرورة المراقبة بالنسبة للسالك ، فإن السالك أول ما يبدأ به من الطريق هو تحصيل الأوامر الشرعية الظاهرة فإذا حصلها جلس على بساط المراقبة لله تعالى ، فالمراقبة عندهم من أوائل أعمال الباطن بعد إعمار الظاهر، وتبدو أن المراقبة عندهم هى أساس أعمال الباطن ومفتاحها ، أو هى الأداة الأساسية لأعمال الباطن، وفى ذلك يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلى: " عليك أيها السالك بطريق الآخرة بتحصيل ما أمرت به فى ظاهرك، فإذا فعلت ذلك فاجلس على بساط المراقبة، وخذ بالتخليص فى باطنك حتى لا يبقى فيه شىء عنه نهاك، وأعط الجد حقه، وأقلل النظر إلى ظاهرك، إن أردت فتح باطنك لأسرار ملكوت ربك مما ورد عليك من خطرات تصدك عن مرادك ..."، ويحدثنا الشيخ أبو الحسن الشاذلى بعد ذلك حديثا مطولا يتناول فيه خاطر خاطر مما يرد على قلب السالك ويرصده السالك بنفسه عن طريق المراقبة الدائمة من خواطر الطاعات والحسنات والسيئات وعوالم الملك والملكوت وغير ذلك، ويوضح له الشاذلى كيف يواجه كل ذلك، والذى وقف عليه ابتداء عن طريق دوام المراقبة([1]).

 
 


(1)  ابن عياد الشافعى ، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 61 - 64 (ط الحلبى) .


التقييم الحالي
بناء على 51 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث