فى هذه المدخل نحاول معرفة كيف كان يربى الإمام أبو الحسن الشاذلى مريديه، ويرشدهم إلى معرفة النفس وحقيقتها، وقبل الخوض فى حقيقة النظر إلى النفس عند الإمام أبى الحسن الشاذلي، نرى أنه من المهم تعريف النفس فى اللغة واصطلاح القوم، ثم نبين المقصد فى هذا من منهج الإمام أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه.
1- تعريف النفس فى اللغة :
النفس لغة : «الرُّوحُ قال ابن سيده : وبينهما فرق. ليس من غرض هذا الكتاب. قال أَبو إِسحق : النَّفْس فى كلام العرب يجرى على ضربين؛ أَحدهما : قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان، أَى رُوحُه، وفى نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَى فى رُوعِه. والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته، تقول : قتَل فلانٌ نَفْسَه، وأَهلك نفسه، أَى أَوْقَتَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه. والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس...
قال ابن خالويه : النَّفْس الرُّوحُ. والنَّفْس ما يكون به التمييز، والنَّفْس الدم، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بمعنى عِنْد... قال أَبو بكر بن الأَنبارى : من اللغويين من سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد، إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح مذكر. قال : وقال غيره الروح هو الذى به الحياة، والنفس هى التى بها العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه، ولم يقبض رُوحه، ولا يقبض الروح إِلا عند الموت. قال : وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به. وقال الزجاج : لكل إِنسان نَفْسان؛ إِحداهما : نَفْس التمييز، وهى التى تفارقه إِذا نام، فلا يعقل بها، يتوفاها اللَّه، كما قال اللَّه تعالى. والأُخرى : نفس الحياة، وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ، والنائم يَتَنَفَّسُ. قال : وهذا الفرق بين تَوَفِّى نَفْس النائم فى النوم، وتَوفِّى نَفْس الحيّ. قال : ونفس الحياة هى الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به. والنَّفْس الدمُ وفى الحديث :ما لَيْسَ له نَفْس سائلة، فإِنه لا يُنَجِّس الماء، إِذا مات فيه. وروى عن النخعى أَنه قال : كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات فى الإِناء فإِنه يُنَجِّسه. أَراد كل شيء له دم سائل»([1]).
2- النفس عند الصوفية :
يقسم الصوفية النفس إلى قسمين هما :
القسم الأول : النفس الشهوانية :
«هى البخار اللطيف الحاصل للحياة والحس والحركة الإرادية، وهى التى تسميها الحكماء «الروح الروحاني»، وهى جوهر مشرق على البدن، فإن أشرق على ظاهر البدن وباطنه حصلت اليقظة، وإن أشرق على باطن البدن لا على ظاهره حصل النوم، وإن انقطع إشراقه بالكلية حصل الموت، فسبحان الصانع الحكيم.
القسم الثانى: النفس الناطقة :
هى جوهر مجرد من المادة فى ذاته مقارن لها فى أفعاله، وهذه النفس هى التى تسمى بالأمارة واللوامة والملهمة والمطمئنة والراضية والكاملة، فكلما اتصفت بصفات سميت لأجل اتصافها بها لاسم من هذه الأسماء، فإن صادقت النفس الشهوانية المذكورة آنفا صارت تحت حكمها ، سميت أمارة، وإن سكنت تحت الأمر التكليفى وأذعنت لإتباع الحق لكن بقى فيها ميل إلى الشهوات سميت لوامة، فإن زال هذا الميل وقويت على معارضة النفس الشهوانية وزاد ميلها إلى عالم القدس وتلقت الإلهامات سميت ملهمة، فإن سكن اضطرابها ولم يبق للنفس الشهوانية حكم أصلا، ونسيت الشهوات بالكلية سميت مطمئنة، فإن ترقت عن هذا وسقطت المقامات من عينها وفنيت عن جميع مراداتها سميت راضية، فإن زاد هذا الحال عليها سميت مرضية عند الحق والخلق، فإن أمرت بالرجوع إلى العباد لإرشادهم وتكميلهم سميت كاملة»([2]).
3- النفس عند الإمام الشاذلى :
أطلق الإمام الشاذلى على النفس خمسة أسماء هى : النفس، والقلب، والعقل، والروح، والسر. وهو فى ذلك يقترب أكثر من روح التصوف الإسلامى من الإمام الغزالى الذى وضع للنفس أسماء أربعة: القلب ، والنفس ، والروح ، والعقل، فزاد الشاذلى السر، وجعله تاليا للروح([3]).
ويقول الشيخ أبو العباسى المرسى : «الكائنات على أربعة أقسام : جسم كثيف بمجرده جماد، وجسم لطيف بمجرده جان، وروح شفاف بمجرده ملك، وسر غريب وهو المعنى المسجود له، فالآدمى بظاهر صورته جماد، وبوجود نفسه وتخليها وتشكلها جان، وبوجود روحه ملك، وأعطى زائدا على ذلك السر الغريب فذلك استحق أن يكون خليفة»([4]).
ويقول الإمام أبو الحسن الشاذلى : الطينة أرضية، والنفس سماوية، والقلب عرشي، والروح كرسي، والسر مع الله بلا أين، والأمر يتنزل فيما بين ذلك ويتلوه الشاهد منه([5]).
ويقول كذلك : «الصورة حظ الأبدان، والأنفس والمعنوية حظ القلوب، والعقول، والعلية حظ الأرواح والأسرار»([6]).
ويقول الشاذلى : مراكز النفس أربع : «مركز للشهوة فى المخالفات، ومركز للشهوة فى الطاعات، ومركز فى الميل إلى الراحات، ومركز فى العجز عن أداء المفروضات لله {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}»([7]).
ويقول الشاذلى : «إن النفوس شأنها استحلاء الإقامة فى مواطن العز والرفعة، فلو تركها الحق سبحانه وما تريد لهلكت»([8])، ولهذا يعالج الشاذلى هذا الجانب من النفس ، ويوجه الإنسان فى مواجهة نفسه إلى مراعاة الله وحده فيقول : "من علم اليقين بالله تعالى، وبما لك عند الله تعالى أن تتعاطى من الخلق ما لا تصغر به عند الحق تعالى مما تكرهه النفوس الغوية ، كحمل متاعك من السوق، وجمع الحطب للطعام، وجعله على رأسك، والمشي مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها، وركوبك خلفها على الحمار، وغيره، وأما ما تصغر به في أعين الخلق مما للشرع عليه اعتراض فليس من علم اليقين فلا ينبغي لك ارتكابه"([9]).
4- جهاد النفس عند الشيخ أبى الحسن :
يبنى الشيخ أبو الحسن الشاذلى جهاد النفس على العلم الشرعى الصحيح والخوف من الله ، وجعل هذا العلم هو الحكم والرقيب على النفس فى كل شىء تفعله، كما جعل الخوف من الله هو الوازع الدائم عند كل فعل، وهو - بالإضافة إلى ما يؤكده لنا من بناء الطريقة الشاذلية على الشريعة - يعطينا علاجا ناجعا وواضحا لطريقة مجاهدة النفس ، فيقول رضى الله عنه: "إذا أردت جهاد النفس فاحكم عليها بالعلم فى كل حركة، واضربها بالخوف عند كل حظوظ، واسجنها فى قبضة اللَّه أينما كنت، واشك عجزك إلى اللَّه كلما غفلت، فهى التى {لم تقدروا عليها قد أحاط اللَّه بها}، فإن سخرت لك فى قضية ما فجدير أن تذكروا نعمة اللَّه عليكم وتقولوا {سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}"([10]).
أبو الحسن الشاذلى وأولوية الاشتغال بعيوب النفس :
يرى الإمام أبو الحسن الشاذلى أن الإنسان لابد أن يعرف حقيقة نفسه، حتى يصل إلى ربه، فالطريق إلى التعرف على الله سبحانه وتعالى وصفاته إنما هو بتحقق الإنسان من صفات نفسه،يقول ابن عطاء الله سكندرى -رضى الله عنه- «كن بأوصاف ربوبيته متعلقا، وبأوصاف عبوديتك متحققا»([11]). ويقول فى موضع آخر من حكمه : «تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه، تحقق بذلك يمدك بعزه، تحقق بعجزك يمدك بقدرته، تحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته»([12]).
والسالك لابد عليه أن ينظر إلى نفسه بانتقاص ولا يرى فيها فضلا، ولا يرى لها قدرا، يقول ابن عطاء الله السكندرى رحمه الله : «من أثبت لنفسه تواضعا فهو المتكبر حقا، إذ ليس التواضع إلا عن رفعة، فمتى أثبت لنفسك تواضعا فأنت المتكبر» ويقول عقب هذه الحكمة : «ليس المتواضع الذى إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع، ولكن المتواضع الذى إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع»([13]).
فيرى الإمام أبو الحسن الشاذلى أن النفس البشرية مليئة بالعيوب والمذمات، وأن الإنسان إذا نظر إليها لا يجد إلا مذمات لا نهاية لها، وإذا نظر إلى جود ربه عليه لا يجد فيها إلا مدحا لا نهاية، يقول ابن عطاء الله السكندرى «لا نهاية لمذامك إن أرجعك إليك، ولا تفرغ مدائحك إن أظهر جوده عليك»([14]).
ووفقا لمنهج الإمام الشاذلى فإن الرضا عن النفس وحالها وترك حملها على السير إلى الله أصل كل معصية وغفلة وشهوة، وجهل، وفى المقابل فإن عدم الرضا عن النفس والعمل على حملها للسير إلى الله أصل كل طاعة ويقظة وعفة وعلم.
وفى هذا السياق يقول ابن عطاء الله السكندرى -رضى الله عنه- : «أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها، ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه ؟ فأى علم لعالم يرضى عن نفسه ؟ وأى جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه»([15]).
وينبغى كذلك معرفة الحق بمخالفة النفس له، يقول ابن عطاء فى حكمة أخرى من حكمه : «إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس فاتبعه، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا»([16]).
وعلى هذا فلا يجوز للسالك أن يظن أن رعاية الله سبحانه وتعالى وإكرامه له إنما هى لإخلاصه فى عبادته، بل هى محض إفضال منه سبحانه، يقول ابن عطاء الله : «عنايته فيك لا لشيء منك، وأين كنت حين واجهتك عنايته، وقابلتك رعايته ؟ لم يكن فى أزله إخلاص أعمال، ولا وجود أحوال، بل لم يكن هناك إلا محض الإفضال، وعظيم النوال»([17]).
ووفقا لمنهج الإمام الشاذلى -رضى الله عنه- فإن الأعمال الصالحة هى فى الأصل من الله، وليس للنفس فيها حظ حتى تطلب عليه العوض، ويرى أن فضل الله على الإنسان أن ينسب العمل الصالح إليه يقول ابن عطاء الله السكندرى فى حكمه : «لا تطلب عوضا على عمل لست له فاعلا، يكفى من الجزاء لك على العمل أن كان له قابلا» ويقول بعد ذلك مباشرة : «إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق ونسب إليك»([18]).
فعلى السالك دائما أن يلتفت إلى عيوب نفسه، ولا ينشغل بعيوب غيره، وهو فى ذلك يحقق نهى النبى صلى الله عليه سلم عن الاشتغال بعيوب الآخرين وترك عيوب النفس، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «يبصر أحدكم القذى فى عين أخيه، وينسى الجذع فى عينه»([19]).
ويرى الإمام أبو الحسن الشاذلى أن الإنسان إذا نظر إلى نفسه فتح له باب الخوف من الله، وإذا نظر إلى ربه فتح باب الرجاء، فالنفس ليس فيها إلا ما يدعو إلى الإشفاق من عذاب الله، والنظر إلى فضله وكرمه لا يدعو إلا لرجائه والطمع رحمته، يقول ابن عطاء الله السكندرى : «إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء، فاشهد ما منه إليك، وإذا أردت أن يفتح لك باب الخوف فاشهد ما منك إليه»([20]).
ويحقق الإمام الشاذلى بهذا المبدأ ما قرره السلف الصالح من السادة العارفين، فيقول أبو حاتم بن حبان -رحمه الله- «الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره، أراح بدنه، ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه.
وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه»([21]).
وقال أبو البحترى العنبرى :
يمنعنى من عيب غيرى الذي أعرفه عندى فوق العيب
عيبى لهم بالظن منى لهم ولست من عيبى فى ريب
إن كان عيبى غاب عنهم فقد أحصى عيوبى عالم الغيب([22]).
ويؤكد هذا المعنى ما ذكره ابن عطاء الله السكندرى فى حكمه؛ حيث يقول : «الناس يمدحونك لما يظنونه فيك، فكن أنت ذاما لنفسك لما تعلمه منها»، ويقول : «المؤمن إذا مدح استحيا من الله أن يثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه» ويقول : «أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس»([23]). فإن الإنسان على يقين بتقصير نفسه وعجزها، وهو من أحوال أنفس الخلق فى ظن.
وعن بكر قال : «تساب رجلان، فقال أحدهما : محلمى عنك، ما أعرف من نفسي»([24]). وعن عون بن عبد الله قال : «لا أحسب الرجل ينظر فى عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه»([25]).
5- تتبع عيوب الغير يورث النفس العيوب :
يرى الإمام أبو الحسن الشاذلى أن تتبع الإنسان لعيوب غيره ذنب كبير قد يعاقبه الله سبحانه وتعالى بأن يبتليه بمثل هذه العيوب، وهو بذلك الفهم يؤكد ما أمر به النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الجانب، فعن البراء بن عازب ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق فى بيوتها، أو قال : فى خدورها، ثم قال : «يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو فى جوف بيته»([26]).
وقال ابن مسعود رضى الله عنه : «لو سخرت من كلب، لخشيت أن أكون كلبا، وإنى أكره أن أرى رجلا فارغا ليس فى عمل آخرة ولا دنيا»([27]).
وعن الأعمش، قال إبراهيم يقول : «إنى لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعنى أن أتكلم فيه إلا مخافة أن ابتلى بمثله»([28]). قال ابن سيرين : «عيرت رجلا، وقلت : «يا مفلس»، فأفلست بعد أربعين سنة»([29]).
وعن الحسن قال : «من رمى أخاه بذنب قد تاب منه؛ لم يمت حتى يبتليه الله به»([30]).
وعن شريك قال : سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين على ومعاوية، فبكى، فندمت على سؤالى إياه، فرفع رأسه فقال : «إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره»([31]). قال بكر بن عبد الله «إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس، ناسيا لعيبه، فاعلموا أنه قد مكر به»([32]).
وقال ابن السماك : «سبعك بن لحييك، تأكل به كل من مر عليك، قد آذيت أهل الدور فى الدور حتى تعاطيت أهل القبور، فما ترثى لهم وقد جرى البلى عليهم، وأنت هاهنا تنبشهم، إنما نرى نبشهم أخذ الخرق عنهم، إذا ذكرت مساويهم فقد نبشتهم، إنه ينبغى لك أن يدلك على ترك القول فى أخيك ثلاث خلال : أما واحدة : فعلك أن تذكر بأمر هو فيك، فما ظنك بربك إذا ذكرت أخالك بأمر هو فيك ؟ ولعلك تذكره بأمر فيك أعظم منه، فذلك أشد استحكاما لمقته إياك، ولعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه، فهذا جزاؤه إذ عافاك؟! أما سمعت : ارحم أخاك، واحمد الذى عافاك([33]).
إن شئت أن تحيا ودينك سالم وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئا فصنها، وقل : يا عين للناس أعين([34]).
وقال أبو عبد الرحمن السلمى -رحمه الله- : «سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت زادان المداينى يقول : رأيت أقواما من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس، فستر الله عيوبهم، وزالت عنهم تلك العيوب، ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب؛ اشتغلوا بعيوب الناس : فصارت لهم عيوب»([35]).
مما سبق يعلم أن الإمام أبا الحسن الشاذلى -رضى الله عنه- يرى أن الإنسان ينبغى أن ينظر إلى نفسه بأوصاف العبودية، وأن يتهمها دائما، ولا ينشغل بعيوب غيره، وينشغل بعيوب نفسه فينقيها، وأن من اشتغل بعيوب غيره قد يبتليه الله بها عقوبة له.
(1) ابن منظور ، لسان العرب، 6/233.
(2) راجع : عبد الخالق عبد السلام الشبراوى ، مراتب النفس، ص 11، 12.
(3) راجع: على سالم عمار، "أبو الحسن الشاذلى ، عصره ..."، 1/169 . وللتوسع بخصوص النفس عند الشاذلية، راجع: المصدر السابق نفسه، 1/169-173.
(4) ابن عطاء الله السكندرى ، لطائف المنن، ص 204، 205.
(5) ابن عطاء الله السكندرى ، لطائف المنن، ص 75.
(6) ابن عياد، المفاخر العلية ص 81.
(7) ابن عطاء الله السكندرى ، لطائف المنن، ص 32. - وابن الصباغ ، درة الأسرار، ص 91.
(8) ابن عطاء الله السكندرى ، لطائف المنن، ص 80.
(9) الشعرانى ، الطبقات الكبرى ، 2/ 6-7.
(10) ابن عياد الشافعى ، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص (ط الحلبى) .
(11) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم ، الحكمة رقم 125 ص 34.
(12) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم ، الحكمة رقم 178 ص 44.
(13) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم ، الحكمة رقم 238، 239 ص 56.
(14) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم ، الحكمة رقم 124 ص 33.
(15) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم، الحكمة رقم 35 ص 15.
(16) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم، الحكمة رقم 192 ص 47.
(17) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم، الحكمة رقم 192 ص 47.
(18) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم ، الحكمة رقم 122، 123 ص 33.
(19)ا ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم، حكمة رقم 169 ص 42.
(20) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم، الحكمة رقم 149 ص 39.
(21) ابن حبان ، روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، ص 125.
(22) ذكره البيهقى فى شعب الإيمان 5/311.
(23) ابن عطاء الله السكندرى ، الحكم ، الحكمة رقم 192 ص 47.
(24) ابن أبى الدنيا، الصمت، رقم 708.
(25) ابن الجوزى، صفة الصفوة 3/101. ابن أبى الدنيا، الصمت، رقم 746.
(26) رواه البيهقى فى شعب الإيمان 7/521.
(27) ابن الجوزى، صيد الخاطر ص 44.
(28)هناد بن السرى، الزهد رقم 1192.
(29) ابن الجوزى، صيد الخاطر ص 44.
(30) المناوى، فيض القدير 6/183.
(31) أبو نعيم ، حلية الأولياء 8/15.
(32) ابن الجوزى، صفة الصفوة 3/249.
(33)ابن الجوزى، صفة الصفوة 3/176.
(34) ابن العماد، شذرات الذهب، 3/350.
(35) أبو عبد الرحمن السلمى، عيوب النفس ، ص 12.