يدلنا السادة الشاذلية على أصول الإرادة الصوفية بطريقة محددة ودقيقة ، تجعل المريد على بينة واضحة من الطريق الصوفى عند إقباله عليه ، وهو ما يضع الشيخ أبو الحسن الشاذلى أيدينا عليه من أقرب طريق فيقول: " أصول الإرادات على مذهب محقق الصوفية مبنى على أربع: الصدق فى العبودية، وترك الاختيار مع الربوبية، ولأخذ بالعلم فى كل شىء ، وإيثار اللَّه بالمحبة على كل شىء. والصدق يبنى على أربعة أصول: على التعظيم والمحبة والحياء والهيبة. وترك الاختيار يبنى على أربعة أصول: على الشهود فى القبضة، وعلى التحقيق بالوصلة، وعلى التصديق، وعلى الثقة بضمان اللَّه ووعده. والأخذ بالعلم ينبنى على أربعة أصول :إما من طريق الإشارة، وإما من طريق المواجهة، وإما من طريق الفهم، وإما من طريق السمع. وإيثار الله بالمحبة ينبنى على أربعة أصول : إيثار الوجود على كل موجود ، وإيثار الصفات بالتحسين لكل موجود، وإيثار أفعاله بالرضا عند كل مفقود، وإيثار محابه على محاب نفسك، هذا لمن نفذ. وأما من لم ينفذ فليكن مع الأستاذ النافذ بهذه المثابة"([1]).
(1) ابن عياد الشافعى ، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 82 (ط الحلبى) .