يونس بن متى من بني يعقوب. أُرسل إلى أهل نينوى بالعراق، وفى حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله، فاستعصوا عليه، فضاق بهم ذرعًا، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث خرج يونس من بلدة قومه، قبل أن يأذن الله له بالخروج، فلما افتقده قومه، آمنوا وتابوا، وتضرعوا بالدعاء إلى الله قبل أن ينزل بهم العذاب، فأتى سفينة فركبها، فلما وصلت اللجة وقفت ولم تتحرك. فقال صاحبها: ما يمنعها أن تسير إلا أن فيكم رجلًا مشئومًا، فاقترعوا ليلقوا فى البحر من وقعت عليه القرعة، فكانت على يونس، ثم أعادوها فوقعت عليه، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فى البحر، فالتقمه الحوت.
قال ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغير واحد من السلف والخلف: فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله عزوجل وصرخوا وتضرعوا إليه وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات، وجأرت الانعام والدواب والمواشي، فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي كان قد اتصل بهم بسببه، ودار على رؤسهم كقطع الليل المظلم.
[انظر: البداية والنهاية، التفسير الوسيط]
مسجد ومرقد نبي الله يونس عليه السلام - الموصل . العراق