نسخة تجريبيـــــــة
نيران الفتنة تلتهم مصر.. بدأت بمظاهرة لإعادة فتاة مسيحية أعلنت إسلامها وانتهت بكارثة طائفية

 

- وزاره الصحة:10  قتلى و210 مصاب في أحداث إمبابة
 
كتب: أحمد جمال
بتاريخ 08-05-2011
 
"نار الفتنة خامدة.. لعن الله من أيقظها".. اشتعلت مساء أمس فتنة طائفية جديدة بإمبابة، وذلك بعد أن حاصر السلفيون كنيسة مارمينا بمنطقة الوحدة، للمطالبة بإعادة الفتاة المسيحية المختطفة بعدما أشاروا إلى أنها أعلنت إسلامها بحسب زعمهم.
وساد بشارع الأقصر الكائنة به الكنيسة الارتباك الأمني الشديد، وقد سمع دوى طلقات الرصاص، وترددت أنباء عن اشتباكات بين المواطنين أقباط ومسلمين، في ظل تأكيد شهود عيان أن الاشتباكات تصاعدت بعد تجمع العشرات من المسلمين أمام الكنيسة، وحاولوا الاستفسار عن مكان وجود أسماء محمد أحمد إبراهيم، التي يقولون إنها أسلمت بعد أن كانت تدعى عبير.
وتدخلت القوات المسلحة بموافقة الكنيسة واتفقوا مع ثلاث من القيادات المتواجدين ليدخلوا الكنيسة ليبحثوا عن الفتاة، ويتأكدوا من كلام مسئولي الكنيسة بعدم وجود الفتاة، وأكدت التحريات أن الفتاة تدعى عبير طلعت خيري من كفر شحاتة بمركز ساحل سليم جنوب شرق أسيوط أشهرت إسلامها قبل 7 أشهر، عن طريق أحد الأفراد في مشيخة الأزهر، وغيرت اسمها إلى أسماء محمد أحمد إبراهيم.
 
الهدوء الذي يسبق العاصفة
 
"هدوء حذر يسبق العاصفة" مشهد بدأ يخيم ويطل برأسه على أحداث الشغب بين المسلمين والأقباط بإمبابة في شارع الأقصر، وتحولت الحرب إلى حرب كلامية وهتافات بين الجانبين، وسط ترديد هتافات من شباب المسلمين "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" ، فيما يهتف الأقباط "بالروح بالدم نفديك يا صليب".. ويقابله إطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائي على أوقات متفرقة من فوق أسطح المنازل.
تصاعدت الاشتباكات فجأة وأصبح الذعر سيد الموقف بعد التجمهر الغفير، وأصوات الاستغاثات التي ملأت أرجاء المكان بأكمله، وقام المتجمهرون بإحراق سيارة شرطة "بوكس" وسيارة أخرى ملاكي، وقاموا كذلك بتحطيم مقهى ملك شخص قبطي ادعى البعض أن أول دفعة من الرصاص والأعيرة النارية خرجت من داخل مقهاه في بداية الأحداث.
ومع تزايد حدة أعمال العنف والشغب بين المسلمين والمسيحيين، كثفت قوات الأمن والقوات المسلحة من تواجدها بمحيط كنيسة مارمينا محل الواقعة، حيث وصلت المدرعات عسكرية، وأكثر من 20 سيارات أمن مركزي مصفحة، في محاولة للسيطرة على أحداث الشغب التي تصاعدت  بشكل كبير بين الطرفين، وتوالت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى والمصابين إلى مستشفيات العجوزة وإمبابة.
وفى نفس الوقت أشعل مجموعه من البلطجة النار بكنيسة العذراء مريم بالقرب من كنيسة مارمينا وسيطرت سيارات الإطفاء بمساعدة الأهالي على الحريق الذي شب بها كنيسة العذراء، بشارع الوحدة بإمبابة، والذي أتى على محتويات كنيسة بالكامل.
وقال شهود عيان، إنهم شاهدوا مجموعة من البلطجية، يحملون الأسلحة النارية والموتولوف وقد اقتحموا الكنيسة، وقاموا بإشعال النيران فيها، ولاذوا بالفرار، وقامت الأجهزة الأمنية بقطع وإغلاق كافة الطرق الرئيسية في إمبابة، بينما ألتف عدد من المتظاهرين بشارع الأقصر 5 محلات مملوكة لأقباط يسكنون بالمنطقة المجاورة لكنيسة مارمينا.
 
10 وفيات و210 مصاباً في أحداث الفتنة
 
وأعلن الدكتور هشام شيحة وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي أن الحصيلة النهائية لأعداد المصابين في أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها أمس منطقة "إمبابة" بمحافظة الجيزة 210 أشخاص كما لقى 10 أشخاص مصرعهم في تلك الأحداث.
وقال شيحة في تصريح للتليفزيون المصري اليوم أن الإصابات تتراوح ما بين طلق ناري وكسور في الجسم وجروح متفاوتة، مؤكداً أن جميع مستشفيات وزارة الصحة على استعداد كامل لاستقبال المصابين، وتقديم كافة الرعاية الصحية، يأتي هذا في الوقت الذي قرر فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة إحالة 190 شخصاً، تم القبض عليهم في العليا لتوقيع العقوبات الرادعة عليهم.
 
موقف الجماعة
 
ومن جانبه أعرب الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين عن حزنه واستيائه وانزعاجه، من الأحداث الطائفية المشينة، مؤكداًأن من يقوم بذلك ليسوا متدينين، ويجب تبرئة المتدينين من هؤلاء.
وأضاف العريان خلال اتصاله الهاتفي لبرنامج "القاهرة اليوم" أن من يقوم بهذه الأفعال هم المجموعة التي فشلت في إضعاف الثورة ويريدون إشعال البلد بنار الفتنة، لافتا إلى أنه يجب على السلفيين أن يفرزوا أنفسهم، ويتبرؤون من هذه الأفعال.
وناشد الجميع بأن يتحلوا بالهدوء وأن يتم الضرب بيد من القانون على هؤلاء، مشدداً على ضرورة وقف العبث الذي سيرجع بالبلاد إلى الوراء، والوقوف لهم بالمرصاد وتطبيق عليهم حد القانون.

التقييم الحالي
بناء على 51 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث