نسخة تجريبيـــــــة
المظاهرات الليبية تصل طرابلس وسيف الإسلام يتوعدهم بالقتال حتى آخر رجل ويتهم وسائل إعلام عربية وأجنبية

بتاريخ: 21-02-2011

- السفير الليبي في الهند ومندوب ليبيا لدى الجامعة العربية ينضمان للثورة الشعبية
- أمريكا تحلل كلمة سيف الإسلام والقرضاوي يصف القذافي بالطاغية
- انضمام أكير القبائل الليبية للمتظاهرين وأنباء عن انقلاب عسكري

وصلت المظاهرات المناوئة للنظام الليبي لأول مرة العاصمة الليبية طرابلس، وأشارت أنباء عن اقتحام المتظاهرين مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي، وإحراقهم عدداً من المباني الحكومية ومراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية.وقد تزايد عدد المتظاهرين في شوارع العاصمة طرابلس منذ ليل الأحد يهتفون بإسقاط نظام الرئيس معمر القذافي. بينما استمر إطلاق النار والغاز المسيل للدموع من قبل السلطات الليبية لتفريق المتظاهرين .
كما اندلعت مظاهرات في مدينة مصراته التي تبعد 200 كم من العاصمة فيما كانت بنغازي التي تبعد 1000 كم شرق العاصمة المسرح الأساسي للاحتجاجات ضد حكم الزعيم الليبي معمر القذافي ، وتناقلت أنباء عن أن قوات الأمن اصطدمت مع المحتجين في مصراته، لكن لا توجد أنباء حتى الآن عن حجم الخسائر أو الإصابات بينهم.
وقد ركزت وسائل الإعلام الليبية الرسمية في تناولها للاحتجاجات الجارية في البلاد والتي قتل فيها العشرات حتى الآن على ما وصفته بالأجندات الخارجية الساعية-  حسب قولهم - لتقويض أمن واستقرار ليبيا ، متهمة وسائل إعلام عربية وأجنبية بإذكاء نار الفتنة وتضخيم الأحداث والمبالغة في تصويرها خدمة لأهداف خارجية.
وكان سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي قد دعا في خطاب على التلفزيون الرسمي الليبي إلى إجراء عدد من الإصلاحات لتهدئة الاحتجاجات المتصاعدة في ليبيا محذرا من تحول الاحتجاجات إلى حرب أهلية ومن خطر تقسيم البلاد إلى عدة ولايات مضيفا أن ليبيا ليست مثل مصر وتونس بها مجتمع مدني وأحزاب، ولكن الطبيعة الليبية مختلفة حيث أنها مجتمع قبلي مسلح مما سيؤدي إلى سقوط مئات القتلى وستسيل أنهار من الدماء ، واقر سيف الإسلام بوقوع معارك عنيفة في عدد من مدن البلاد وخص بالذكر بنغازي والبيضاء في شرق ليبيا مشيرا إلى أن المتظاهرين احتلوا معسكرات وسيطروا على أسلحة وأن هناك دبابات فيها مدنيون تجوب في وسط مدينة بنغازي وفي البيضاء  بالإضافة إلى وجود رشاشات مع مدنيين والاستيلاء على الكثير من المخازن ، مهددا من أن الجيش الليبي قوي ويخضع للزعيم القذافي، وأن الجيش سيواجه تلك المجموعات بقوة وبلا هوادة، قائلا "الجيش الليبي ليس مثل الجيش المصري أو الجيش التونسي ، ودعا سيف الإسلام إلى ما اسماه مبادرة تاريخية وطنية تتضمن الدعوة لإقامة المؤتمر الشعبي العام لإجراء حوار وطني للنظر في الدستور ، فضلا عن إقرار مجموعة من القوانين التي كان متفقا على إصدارها كقانون الصحافة والمجتمع المدني وقانون العقوبات الجديد ووصفها بأنها قوانين حضارية تلغي العديد من القيود والعقوبات السابقة "السخيفة" حسب تعبيره.كما دعا أيضا إلى إعادة العمل بنظام الحكم المحلي.
وتحدث سيف الإسلام عن مخطط لتقسيم ليبيا وتحويلها إلى دويلات وإمارات حسب تعبيره متهما المصريين والتونسيين وكذلك الجاليات الأفريقية الموجودة في ليبيا بالاشتراك في تنفيذ ما أسماه بالمؤامرة على بلاده ، وحذر سيف الإسلام من أن خطر التقسيم سيعني الصراع على بئر النفط الموجود في منتصف البلاد، كما أن الصراع والحرب الأهلية سيجعل الجاليات المقيمة في ليبيا مثل المصريين والتونسيين والأفارقة تحاول الحصول على جزء من النفط، مشيرا إلى أن من وصفهم بالبلطجية سيحرقون النفط ويوقفون بئر النفط.  وأضاف إن هناك مجموعات تريد تكوين دولة في شرق ليبيا هذا برنامجها بدليل هناك مجموعات تريد تشكيل حكومة في بنغازي ومجموعات شكلت إمارة إسلامية في البيضاء  ، واتهم الجماعات الإسلامية بالسعي إلى إقامة إمارات إسلامية في بعض المناطق الليبية وأشار إلى أن أوروبا لن تسمح بقيام مثل هذه الإمارات في ليبيا، وحذر من عودة الاستعمار إلى المنطقة.مشيراً إلى أن الزعيم الليبي معمر القذافي معنوياته مرتفعة للغاية وأنه يقود المعركة في طرابلس ، موضحا أن القذافي ليس كالرئيس المصري السابق حسني مبارك، أو الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ومضيفاً "لن نترك ليبيا وسنقاتل حتى آخر رجل وآخر إمرأة وآخر طلقة رصاص، مطالبا الليبيين في بني غازي والبيضا بحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم ".كما أكد أن الجيش الليبي قوي وسيكون له دور في فرض الأمن وإعادة الاستقرار بأي ثمن.
واتهم نجل الزعيم الليبي ثلاث مجموعات بالوقوف وراء الأحداث الجارية في ليبيا وهي حسب تعبيره مجموعات حزبية ونقابية وجماعات إسلامية ومجموعة ثالثة تضم أشخاصا من متناولي المخدرات وحبوب الهلوسة .كما صرح بأنه قد تم القبض على العشرات من العرب والعمالة الإفريقية في ليبيا تم استخدامهم لإثارة الفتنة في ليبيا . كما هاجم سيف الإسلام وسائل الإعلام العربية والأجنبية قائلا أنها استغلت عدم مواكبة إعلامنا للأحداث فبثت الشائعات"، واتهمها بتضخيم الأحداث وعدد الضحايا مشيرا إلى أن حصيلة ضحايا أحداث العنف الأخيرة في ليبيا هي 84 قتيلا.
من جانب آخر أعلن أمين اللجنة الشعبية العامة "رئيس الوزراء" الليبي البغدادي المحمودي أنه "من حق ليبيا اتخاذ كافة الاجراءات من اجل الحفاظ على وحدتها واستقرار شعبها وحماية مقدراتها وسلامة علاقاتها مع دول العالم"، موضحا أن "هناك بالفعل مخططات معينة هدامة وإرهابية تريد أن تكون ليبيا قاعدة للإرهاب".
وأذاع التلفزيون الليبي الرسمي أن الآلاف قد خرجوا في تظاهرات مؤيدة لخطاب سيف الإسلام القذافي في طرابلس ، كما عرض التلفزيون صورا لمتظاهرين بعضهم يستقل السيارات ويرفع صورا للقذافي .
ومن جانبهم رفض الليبيون اليوم الاثنين مبادرة سيف الإسلام القذافى نجل الزعيم الليبي معمر القذافى لإجراء إصلاحات بعد ما توعد الشعب باستخدام قوة الجيش وبنشوب الحرب الأهلية إذا رفض المبادرة. ورفع الليبيون المحتشدون في أحد الميادين العامة بمدينة بنغازي أحذيتهم في الهواء في مواجهة شاشة عرض كانت تنقل خطاب سيف الإسلام .
ومن ناحية أخرى  أعلن السفير الليبي في الهند علي العيساوي استقالته احتجاجا على استخدام العنف ضد مواطنيه واتهم الدولة باستخدام مرتزقة أجانب ضد الليبيين
كما قدم مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني استقالته من جميع مناصبه وأعلن انضمامه "للثورة" احتجاجا على ما يجري في ليبيا.مؤكداً أنه وجه رسالة استقالة إلى العقيد معمر القذافى ووزارة الخارجية الليبية احتجاجا على إطلاق النار على المتظاهرين العزل وسحقهم، معتبرا أنه كمواطن ليبي لا يمكنه السكوت مطلقا على هذه الجرائم التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية، بحسب قوله.
هذا وقد توالت الأنباء عن انضمام القوات الحكوميةالمتمركزة في مدينة بنغازي إلى جانب المتظاهرين ورفضهم إطلاق النار عليهم ، فيما أكدت مصادر ليبية، أنّ هناك حراكاً داخل الجيش الليبي تقوده شخصية رفيعة المستوى في الجيش، وأضافت أن هذا التحرك قد يؤول إلى تطور مهم وقد يعمل على حسم الموقف بينما فسرته مصادر أخري باحتمال تنفيذ انقلاب عسكري يقوده نائب رئيس الأركان، المهدي العربي. حيث توجد معارك ضارية تدور بين بقايا حرس اللجان الثورية المقربة من القذافى وأنصار المهدي العربي، وأن الإعلان عن الانقلاب ربما يتم بعد حسم الأمور لصالحه.
كما أفادت أنباء عن إعلان قبائل ترهونة و ورفلة والطوارق ، انضمامهم إلى المتظاهرين المطالبين برحيل نظام الرئيس الليبي معمر القذافي.كما هدد أحد مشايخ قبيلة ليبية بوقف تدفق النفط إلى البلدان الغربية في حال عدم وقف قوات الأمن إطلاق النار على المتظاهرين ، وكان بعض المحللين قد اشاروا في وقت سابق الى ان انقطاع الصلة الهشة بين النظام المركزي والقبائل الرئيسية في الجماهيرية ستؤدي الى اختلال السلطة وفقدانها التوازن.
ووجه خمسون من علماء الدين والمثقفين وشيوخ القبائل نداء عاجلا إلى قوات الأمن لوقف المذابح.
جدير بالذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش قدرت عدد القتلى الذين سقطوا في ليبيا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 15 فبراير بـ 233 قتيلا على الأقل ، وقالت المنظمة أن 60 سقطوا في مدينة بنغازي وحدها.
أما على صعيد ردود الفعل الدولية قال مسئول أمريكي إن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ كل التحركات الملائمة ردا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجين، كما تقوم بتحليل الكلمة التي ألقاها سيف الإسلام القذافي عبر التلفزيون لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لإجراء إصلاح جاد . وأضاف المسئول انه يجري اطلاع الرئيس باراك أوباما بشكل منتظم على التطورات المتسارعة في ليبيا، وان إدارته ستسعى إلى الحصول على إيضاحات من كبار المسئولين الليبيين، والعمل على إنهاء أعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين، دون أن يحدد نوع الإجراءات التي ربما تكون في متناول واشنطن.
من جهتها دعت كاثرين اشتون مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يوم الأحد السلطات الليبية إلى وقف أعمال العنف فورا ضد المحتجين المناهضين للحكومة وبدء حوار شامل بشأن الإصلاحات ، كما أعربت اشتون عن القلق البالغ للاتحاد الأوروبي إزاء الأحداث التي تجري في ليبيا وما تحدثت عنه التقارير من سقوط عدد كبير جدا من القتلى من المتظاهرين، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي يحث السلطات على ممارسة ضبط النفس والهدوء والامتناع فورا عن أي استخدام آخر للعنف ضد المتظاهرين.
من جانبه وصف الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين معمر القذافى بالطاغية ، معتبرا انه انتهى ولم يعد له بقاء، بحسب تعبيره موضحاً أن القذافى قد زال بما سفك من الدماء الطاهرة لأبناء الشعب الليبي ، وقد لفظه شعبه ، ودعا القرضاوى الليبيين إلى الانضمام إلى الثوار، معتبرا أن الشعب الليبي أصبح كتلة واحدة ولن يستطيع أحد الوقوف في وجهه، ومؤكدا انه حان الوقت لليبيا أن تتغير وتدخل فى العالم المعاصر بكل مقوماته.


التقييم الحالي
بناء على 43 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث