نسخة تجريبيـــــــة
بعد عرض مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن

بتاريخ: 19-02-2011

- أمريكا تنتصر لإسرائيل رغم تصويت 14 دولة لصالح فلسطين وتبرر بأن المشروع يشجع الأطراف على البقاء خارج المفاوضات
- القيادة الفلسطينية تقرر التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار ضد الاستيطان والتوجه مجدداً إلى مجلس الأمن


في إطار دعمها الكامل لإسرائيل استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو الليلة الماضية في مجلس الأمن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم تصويت  أعضاء مجلس الأمن ال14 الآخرون جميعا لصالح القرار.وهي أول مرة تمارس الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن منذ وصول باراك اوباما إلى البيت الأبيض ، ما حمل الفلسطينيين على إعلان عزمهم على إعادة النظر في عملية المفاوضات.
جدير بالذكر أن مشروع القرار الذي كانت ترعاه حوالي 130 دولة كان يؤكد على أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967م بما فيها القدس الشرقية غير قانونية وتشكل عقبة رئيسية أمام نجاح قيام سلام عادل ودائم وشامل.
من جانبها عبرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بان الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي ويشكل تهديدا ودعت الطرفين لاستئناف المفاوضات المباشرة بهدف التوصل إلى اتفاق حول قضايا الوضع النهائي بحيث تنضم دولة فلسطين إلى مجلس الأمن اعتبارا من سبتمبر 2011.
كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السبت عن أسفها لعدم التوصل إلى إجماع في مجلس الأمن الدولي موضحة أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن المستوطنات غير شرعية بنظر القانون الدولي وتشكل عقبة في وجه السلام وتهدد حل الدولتين.
أما السفير "لي باو دونغ" مبعوث الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فقد أكد معارضة بلاده الحازمة لقيام إسرائيل ببناء مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ودعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وأعرب عن أسفه لعدم تمرير مشروع قرار للأمم المتحدة يدين نشاطات بناء المستوطنات الإسرائيلية بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمواجهة مشروع القرار الذي صوت لصالحه كل الأعضاء الـ14 الآخرين كما حظي بتأييد أكثر من 120 دولة من أعضاء الأمم المتحدة .
وقد بررت  السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس ذلك بأن القرار كان يمكن في حال تبنيه أن يشجع الأطراف على البقاء خارج المفاوضات ، لكنها أشارت إلى أن الاستيطان يقضي على الثقة بين الطرفين ويهدد إمكانات السلام .
من جهتها شكرت إسرائيل الرئيس الأمريكي باراك اوباما ودعت الفلسطينيين إلى الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة.  حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل تقدر كثيرا قرار الرئيس اوباما بفرض الفيتو على قرار مجلس الأمن ، معتبرا أن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة يثبت أن الطريق الوحيد إلى السلام يمر عبر مفاوضات مباشرة وليس من خلال قرارات منظمات دولية .
وعلى الجانب الآخر أعلنت القيادة الفلسطينية اليوم السبت أنها قررت التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار ضد الاستيطان كما ستتوجه مجدداً إلى مجلس الأمن للغرض ذاته ، وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "إن قرارنا الآن التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار أممي ضد الاستيطان وإدانته والتأكيد على عدم شرعيته وسنعيد بعدها طرح مشروع لإدانة الاستيطان عبر مجلس الأمن الدولي " وأضاف " إن الفيتو الأمريكي لن يوقف تحركنا باتجاه المؤسسات الدولية ولن يوقف إرادتنا نحو الحرية والاستقلال" وأكد عبد ربه أنه ستكون هناك إجراءات سياسية أخرى بدون أن يفصح عنها.
في حين استغرب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الموقف الأمريكي باستخدام حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار موضحاً أن هذا الموقف سيزيد من تعقيد الأمور في منطقة الشرق الأوسط ، ومشدداً على أن الفيتو الأمريكي لا يخدم عملية السلام بل يشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام.
بينما صرح أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بأن القيادة الفلسطينية ستعيد تقييم عملية المفاوضات بمجملها بعد الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ، وقال إن القرار الأمريكي مؤسف للغاية ويمس مصداقية الولايات المتحدة لأنها تعترض على قرار يؤكد على حرية الشعب الفلسطيني وحقوقه في الوقت الذي تعلن أنها مع حرية شعوب المنطقة وضمان حقوقها.
من جهته صرح النائب الدكتور مصطفى البرغوثى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بأن الموقف الأمريكي في مجلس الأمن يؤكد مدى الانحياز الأمريكي لإسرائيل .مشيراً إلى أن تصويت 14 دولة إلى جانب مشروع القرار ولجوء أمريكا منفردة إلى معارضته واستخدام الفيتو إنما هو تأكيد جديد على أن الولايات المتحدة عاجزة عن أن تلعب دور الوسيط النزيه في المفاوضات ، وأوضح البرغوثى أن ما جرى في مجلس الأمن يؤكد فشل المراهنة على المفاوضات أو على مسار أوسلو أو على المراهنة على الدور الأمريكي .ودعا البرغوثى إلى التوجه فورا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار يعترف بالدولة الفلسطينية على جميع الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس.وصرح البرغوثى بأن هذا التطور الخطير يؤكد صحة إستراتيجيتنا الوطنية التى طالما دعونا إليها والتي تستند إلى استحالة وجود حل مع إسرائيل في ظل اختلال ميزان القوى الذي يجب تغييره عبر تفعيل المقاومة الشعبية وحركة التضامن الدولية وفرض عقوبات ومقاطعة إسرائيل والإسراع في استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والعمل على سياسة اقتصادية جديدة تركز على دعم صمود الناس وثباتهم على أرضهم .وأشار البرغوثى - في ختام تصريحه - إلى أن هذه لحظة تاريخية تؤكد موضوعيا الحاجة الملحة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية .
كما أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي  أكمل الدين إحسان أوغلي عن شجبه لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد قرار يدين الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، معتبراً هذه الخطوة تشجيعاً لإسرائيل على الاستمرار في انتهاكاتها.  وقال أوغلي إن هذا الفيتو يزيد من تعقيد الأمور في المنطقة، ويشجع إسرائيل على التهرب من التزاماتها الدولية ، ومن استحقاقات عملية السلام التى توقفت بسبب أنشطتها الاستيطانية ، كما أنه يوجه ضربة قاصمة لمصداقية الجهود الدولية الرامية لاستئناف هذه العملية ، مؤكداً على أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، يجب أن يتوقف وأن يكون محل إدانة دولية باعتباره غير شرعي ، ويشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي ، ويقوض فرص إقامة الدولة الفلسطينية، ويحول دون التوصل إلى حل يقوم على أساس الدولتين.


التقييم الحالي
بناء على 39 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث