نسخة تجريبيـــــــة
سلبيات بالجملة في التغطية الإعلامية لـ "يوم الغضب"

بتاريخ: 26-01-2011

الصحف القومية تلونت والخاصة رصدت بحيادية والإذاعة أطربتنا بأغاني وطنية !

 - أكثر برامج "التوك شو" جرأة بالتليفزيون المصري استضاف رؤساء تحرير الصحف القومية فقط.. والهاكرز يسطو على موقع الحزب الوطني!

 اختلفت طرق المعالجة لأحداث "يوم الغضب" في العديد من الجهات الإعلامية، فجاءت بعضها تأخذ التحذير والتهويل والوعيد بمن يحاول الهتاف العدائي، وجاءت الأخرى تناشد الجهات المنظمة لهذا التظاهر بضرورة السير نحو تكثيف الهتافات بالمطالب الهادفة التي تدعو إلى تأسيس مجتمع رشيد يكفل حرية التعبير وإيجاد فرص عمل للعاطلين.

 حملت الصحف القومية لهجة مثيرة في تغطيتها الإعلامية استنكرت فيها سلوك الشباب الذين قاموا بهذا التظاهر، واتجهت معظم أقلام كتابها إلى تهدئة الثورة في قلوب الشباب، في كلمات  تحمل بين سطورها تهديداً لمن يخرج من منزله هذا اليوم ليشارك هؤلاء "المغضوب عليهم" في تظاهراتهم التي وصفوها بـ"الغريبة".

 وركزت أخبار الصحف القومية على المصابين من أفراد الأمن، متجاهلة الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين، والتي أسفرت عن إصابة العشرات من المدنيين الذين حاولوا التعبير عن آرائهم بحرية.

 وأبرزت الصحف القومية جميعها  شغب المتظاهرون في ميدان التحرير وشارع القصر العيني، دون إبداء أية أسباب وراء قدوم المتظاهرين على الثورة، ودون النظر إلى أن القوات الأمنية قامت بفض الاعتصام بالإجبار خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، بينما قامت جريدة الأهرام بتجاهل الحدث تماماً مشيرة في عنوانها الرئيسي إلى الأحداث اللبنانية!!.

 وتراجع أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي عن إطلاق مظاهرات مضادة في اللحظات الأخيرة، خشية من حدوث اشتباكات بين المتظاهرين، خاصة أن ألسنة لهيب يوم 25 انتشرت في كافة أنحاء الجمهورية وشهدت مزيداً من الحشود الهائلة من كافة الأطراف.

 جاءت الصحف الخاصة بمزيداً من الدقة في تناول الأحداث، حيث أوضحت في تغطيتها الإعلامية جميع الاتجاهات والرؤى، رصدت بيان الداخلية من جهة، وذكرت الحدة التي تعاملت بها القوات الأمنية مع المتظاهرين، والإشارة إلى بعض التجاوزات التي حدثت من المتظاهرين، إضافة إلى رصد الأبعاد السياسية والاقتصادية من قبل الأساتذة المتخصصين سياسياً واقتصاديا، ومدى تأثيراتها على المدى القريب والبعيد.

 ومن جهة أخرى اتجهت الإذاعة المصرية بكافة تردداتها إلى تعمد تشغيل الأغاني الوطنية، مع رصد ضعيف للأحداث رغم أن الآلاف من المتظاهرين تحركوا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون من أجل عدم التعتيم على مطالب المتظاهرين.

 وبدا لى الطريقة التي تعاملت بها الإذاعة المصرية، نفس الطريقة التي اتبعتها بعد الفوز في تصفيات كأس الأمم الإفريقية بإدارة الأغاني الوطنية في شكل يعكس التقليل من الحدث.

 وفي نفس السياق استضافت الإعلامية المشهورة بمواقفها المعارضة لميس الحديدي في برنامجها "من قلب مصر" المذاع على قناة لايف، رئيس تحرير جريدة الأخبار ياسر رزق، ورئيس تحرير جريدة الجمهورية محمد علي إبراهيم، بينما ظلت الإعلامية صاحبة المواقف المعارضة الأقوى في تاريخ ماسبيرو تستمع لمراسليها في كافة أنحاء الجمهورية، والذين كانوا ينتمون لمؤسسات قومية أيضاً ليهونوا من قيمة الحدث، ويقلصوا من أعداد المتظاهرين.

 واتضح من إدارتها للحلقة التوجه الذي تعمدت الإعلامية المضي على منوال الحذر الشديد في المعالجة الإعلامية الموجهة للأحداث، وكان المراسلين جميعهم يمضوا على نحو موحد، وهو أن المتظاهرين يستفزون القوات الأمنية، والأخيرة لم تقوم سوى بتنظيم الأعداد الصغيرة التي لم تتجاوز الـ5 آلاف في ميدان التحرير المكتظ بالأعداد الغفيرة.

 يذكر أن موقع الحزب الوطني الديمقراطي انهال بتوبيخ كل من قام بالتظاهر أمس في جميع المقالات والأخبار، الأمر الذي جعل جماعة من النشطاء يقوموا بالسطو عليه وإغلاقه، تعبيراً عن غضبهم في مغالطة موقع الحزب الوطني كل ما يحدث على أرض الواقع.

 ومن خلال هذا التحليل والرصد المبسط لمختلف الجهات الإعلامية التي تناولت هذا الحدث، أردنا أن ننقل لكم معالجة الجهات الإعلامية في مصر الأحداث قبل نقلها، دون أن نخطو على خطى التلوين أو المحاباة أو المجاملة لأي من الأطراف.


التقييم الحالي
بناء على 69 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث