نسخة تجريبيـــــــة
خبراء يتوقعون اعتماد إسلاميو مالي على "حرب العصابات" بعد تدخل فرنسا

 

التاريخ:30-1-2013

يعيد الإسلاميون المسلحون، الذين خسروا في خلال 48 ساعة اثنين من معاقلهم الثلاثة في شمال مالي، التي استعادها الجنود الفرنسيون والماليون، حشد قواهم في أقصى شمال شرق البلاد، حيث ما زالوا يشكلون خطرا على أراضي مالي وخارجها، كما يرى خبراء.

فقد تم استعادة جاو، كبرى مدن شمال مالي السبت، وتمبكتو، المدينة التاريخية التي شوَّه معالمها الجهاديون، الاثنين بدون معارك تقريبا، وهما الأكثر كثافة سكانية في المنطقة، بعد أن أصبحتا رمزا للتعديات وعمليات التدمير التي ارتكبتها الجماعات الإسلامية المسلحة.

وأمام الوسائل المستخدمة جوا وبرا، هجوم كوماندوز على مطار جاو وإنزال مظليين قرب تمبكتو وتقدم أرتال من الجنود الفرنسيين والماليين برا وضربات جوية على مستودعات الأسلحة والوقود، رفض الإسلاميون خوض قتال في معركة مباشرة.

وتوقع آلان أنتيل، المسؤول عن برنامج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن "ينتقلوا إلى تكتيك تقليدي أكثر لحرب العصابات.. مناوشات وهجمات محددة مع عمليات خطف واعتداءات".

وقد تشكل المدينتان، اللتان يتطلب تأمينهما بعض الوقت مع تعبئة عدد مناسب من الجنود، أهدافا مميزة لهم.

وأكد دومينيك توما، من معهد الدراسات الإسلامية ومجتمعات العالم الإسلامي، أنه "بعد تحرير المدن ينبغي الحفاظ عليها. وذلك يعني (إقامة) نقاط تفتيش ومراقبة، ويعني أيضا (وجود) خطر انتحاري أو اعتداء انتحاري".

وأشارت شهادات عديدة إلى انسحاب قادة بارزين، مثل إياد اج غالي في جماعة أنصار الدين، والجزائري أبوزيد في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إلى جبال كيدال على مسافة 1500 كيلو مترا شمال شرق باماكو، قرب الحدود الجزائرية. وتعتبر مرتفعات إيفوجاس في منطقة كيدال أيضا مهد حركات الطوارق الانفصالية.

وقال جان شارل بريزار، المستشار المستقل حول شؤون الإرهاب، إنهم "بصدد الانتشار في الشمال.. في المناطق الجبلية الوعرة المسالك التي يصعب ضربها. إننا أمام استراتيجية نزاع غير متناسق، على جبهتين؛ في مالي وفي الخارج على حد سواء". واعتبر أن خطر تنفيذ هجمات في فرنسا أمر ممكن، لكنه أشار أيضا إلى أن "هذه الجماعات قد تعمد أولا لأسباب عملية إلى القيام بأعمال انتقامية في أفريقيا".

وأثبتت الوحدات المقاتلة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ زمن طويل قدرتها على تنفيذ عمليات قوية في المنطقة، أشدها وأحدثها احتجاز الرهائن في موقع أميناس الغازي في الصحراء الجزائرية، بين 16 و19 يناير.

وخلال هذه العملية، تعرض مئات الأشخاص للخطر، وقُتل 38 شخصا، 37 منهم من الأجانب، خلال الهجوم الذي شنه الجيش الجزائري على مجموعة الكوماندوز التي ضمت جهاديين من ست جنسيات مختلفة؛ جزائريين وتونسيين وكنديين ومصريين وماليين ونيجيريين وموريتاني.

ولفت قادر عبدالرحيم، الباحث المتخصص في الشؤون الجزائرية في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، إلى أنه "لم يعد أحد في منأى الآن. لم يعد هناك أي ملاذ. انظروا إلى تركيبة الكوماندوز المهاجم.. جميع الجنسيات ممثلة. إنه أمر معبر".

ويحذر الخبراء من انتشار الخطر الجهادي في المنطقة. ويخشى سليمان مانجن، الجامعي المالي المتخصص في الحركات الإسلامية، أن "يعيدوا تموضعهم في ليبيا والجزائر وحتى تونس. إنها شبكة دولية في المقام الأول. سيكون هناك نزيف في البلدان الحدودية".

ورأى دومينيك توما أنه سيتعين مراقبة تطور بلدان منطقة الساحل بحدوده غير المحكمة، وعلى الأخص قدرة ليبيا على أن تصبح دولة مستقرة وآمنة.


التقييم الحالي
بناء على 19 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث