نسخة تجريبيـــــــة
(1) سلطان الزاهدين إبراهيم بن أدهم

سلطان الزاهدين سيدنا الشيخ أبو إسحاق

إبراهيم بن أدهم بن منصور

نشأته وبداية أمره:

ولد رضي الله عنه بمكة في موسم الحج سنة (100هـ) وأصله من كُورة بَلْخ رضي الله تعالى عنه.

وكان من أبناء الملوك، فخرج يومًا مُتَصَيِّدًا، فأثار ثعلبًا أو أرنبًا وهو في طلبه، فهتف به هاتف: يا إبراهيم، ألهذا خُلِقْتَ؟ أم بهذا أُمِرْتَ؟ ثم هتف به أيضًا من قَرْبوس سَرْجِه: والله، ما لهذا خُلِقْتَ، ولا بهذا أُمِرْتَ. فنزل عن دابته، وصادف راعيًا لأبيه، فأخذ جُبَّةً للراعي من صوف، ولبسها، وأعطاه فرسه وما معه.

أقواله وحكايات وقعت له:

  • يُحْكَى عنه أنه قال: أَطِبْ مَطْعَمَكَ، ولا حرج عليك ألا تقومَ الليلَ ولا تصومَ النهارَ نفلاً؛ لأن طيب المطعم كصلاحِ القلب إذا صلح صلح الجسد كله.
  • وقيل: كان من عامة دعائه: اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عزِّ طَاعَتِكَ. وفي نسخةٍ: مِن ذلِّ المعصية إلى عز الطاعة.
  • وقيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم قد غلا. فقال: أرخصوه؛ أي: بالزهد فيه؛ أي: لا تشتروه؛ لأنكم إذا زهدتم فيه ولم تشتروه قلتِ الرغبة فيه فيرخص.

وأنشد في ذلك:

وَإِذَا غَلا شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكْتُهُ ***فَيَكُونُ أَرْخَصَ مَا يَكُونُ إذا غَلا

  • وقال إبراهيم بن أدهم لرجل في الطواف:

اعلم أنك لا تنال درجةَ الصالحين حتى تجوزَ سِتَّ عقباتٍ:

 أولاها: تُغلق باب النعمة وتَفتح باب الشدة.

 والثانية: تُغلق باب العز وتَفتح باب الذل.

 والثالثة: تُغلق باب الراحة وتفتح باب الجَهد.

 والرابعة: تغلق باب النومِ وتفتح باب السهر.

 والخامسة: تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقرِ.

 والسادسة: تُغلق باب الأمل (أي في غير الله) وتفتح باب الاستعداد للموت.

 لأن درجة الصالحين لا تنال إلا بارتكاب المشقات, والإعراض عن الراحات.

 ومعنى الإغلاق هنا: الإعراض عما ذكر.

 ومعنى الفتحِ: التعرض للمذكورات وعدم نفورِ الشخص منها إذا ابتُلِيَ بها، فإنها سببُ الخيرات، إذا صحَّتِ النيات.

  • وكان إبراهيم بنُ أدهم يَحْفَظُ كرْمًا، فمر به جندي فقال: أعطنا من هذا العنبِ. فقال: ما أمرني به صاحبُه. فأخذ يضربُه بسوطه، فطأطأ رأسه وقال: اضرب رأسًا طالما عَصَا اللهَ تعالى فأعجز الرجل ومضى إلى حالَ سبيله، وإنما صبر على أذاه لعجزِه عن التخلص منه ولو بالهرب، وإلا لم يصبر له؛ لأنه ظالم له.
  • وقال سهل بن إبراهيم: صحبت إبراهيمَ بنَ أدهم، فمَرِضْتُ، فأنفق عليَّ نفقته، فاشتهيت شهوة، فباع حماره وأنفق عليَّ ثمنه، فلما تماثلت قلت: يا إبراهيم، أين الحمار؟ فقال: بعناه. فقلت: فعلى ماذا أركب؟ فقال: يا أَخِي على عنقي . فحملني ثلاثَ منازل .

ورعه رضي الله عنه:

وكان إبراهيم بن أدهم كبير الشأن في باب الورع، يُحكى عنه أنه قال: أَطِبْ مطعمك، ولا حرج عليك ألا تقوم الليل ولا تصوم النهار.

ذكر بعض من وقعت له به صحبة:

صحب سفيان الثوري، والفضيل بن عياض، وداود البلخي،وسهل بن إبراهيم،والتقى بالخضر عليه السلام.

ذكر البلدان التي زارها:

بلخ ، ثم دخل البادية، ثم دخل مكة، ثم الشام.

ذكر ما كان يتكسب منه :

وكان يأكل من عمل يده، مثل: الحَصَاد، وحفظ البساتين، وغير ذلك .

وفاته رضي الله عنه ونفعنا به :

توفي في الشام ودفن بها رَحِمَه الله بالجزيرةِ في الغزوِ، وحُمِل إلى (صُور) وهي مدينة بساحل الشام أو ببلاد الرومِ على ساحل البحر، فدُفِن بها ومقامه مشهور في مدينة جبلة، سنة إحدى وستين ومائة،رضي الله عنه.

 


التقييم الحالي
بناء على 61 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث