نسخة تجريبيـــــــة
وصايا الأكابر .. (1) وصية الإمام عبد القادر الجيلاني

 

الوصية القادرية

وصية سيدنا الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني لولده سيدنا الشيخ عبد الرزاق رضي الله عنهما:

إعلم ياولدي وفقنا الله تعالى وإياك والمسلمين آمين :

أوصيك بتقوى الله وطاعته ولزوم الشرع وحفظ حدوده.

وتعلم ياولدي وفقنا الله تعالى وإياك والمسلمين أن طريقتنا هذه مبنية على الكتاب والسنة، وسلامة الصدور، وسخاء اليد، وبذل الندى، وكف الجفا، وحمل الأذى، والصفح عن عثرات الإخوان.

وأوصيك ياولدي بالفقر، وهو حفظ حرمات المشايخ، وحسن العشرة مع الإخوان، والنصيحة للأصاغر والأكابر، وترك الخصومة إلا في أمور الدين.

وتعلم ياولدي وفقنا الله تعالى وإياك أن حقيقة الفقر أن لاتفتقر إلى من هو مثلك، وحقيقة الغنى أن تستغني عمن هو مثلك، وأن التصوف حال لا لمن يأخذ بالقيل والقال، لكن إذا رأيت فلا تبدأه بالعلم وابدأه بالرفق؛ فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه.

وتعلم ياولدي وفقنا الله تعالى وإياك والمسلمين أن التصوف مبني على ثمان خصال:

(أولها)السخاء، (والثاني)الرضاء (والثالث)الصبر (والرابع)الإشارة (والخامس)الغربة (والسادس)لبس الصوف (والسابع)السياحة (والثامن)الفقر.

فالسخاء لنبي الله إبراهيم عليه السلام،والرضا لنبي الله إسحق عليه السلام، والصبر لنبي الله أيوب عليه السلام، والإشارة لنبي الله زكريا عليه السلام،
والغربة لنبي الله يوسف عليه السلام، ولبس الصوف لنبي الله يحيى عليه السلام،
والسياحة لنبي الله عيسى عليه السلام، والفقر لنبي الله ورسوله حبيبنا وسيدنا وشفيعنا عريض الجاه محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وجد وعظم.

 وعليك ياولدي أن تصحب الأغنياء بالتعزز والفقراء بالتذلل، وعليك بالإخلاص وهو نسيان رؤية الخلق ودوام رؤية الخالق، ولا تتهم الله في الأسباب، واستكن إليه في جميع الأحوال، ولا تضع حوائجك اتكالا بأحد لما بينك وبينه من القرابة والمودة والصداقة.

وعليك بخدمة الفقراء بثلاثة أشياء:أولها: التواضع،وثانيها: حسن الخلق،وثالثها: صفاء النفس.

وأمت نفسك حتى تحيا، وأقرب الخلق الى الله تعالى أوسعهم خلقا، وأفضل الأعمال رعاية السر عن الإلتفات إلى شيء سوى الله.

وعليك إذا اجتمعت مع الفقراء بالتواصي بالصبر والتواصي بالحق، وحسبك من الدنيا شيئان صحبة فقير وحرمة (وفي رواية: وخدمة) ولي.

وتعلم ياولدي أن الفقير لايستغني بشيء سوى الله تعالى، وتعلم ياولدي أن الصولة على من هو دونك ضعف، وعلى من هو فوقك فخر [أي والفخر حرام]، وأن الفقر والتصوف جدان فلا تخلطهما بشيء من الهزل.

هذه وصيتي لك ولمن يسمعها من المريدين كثرهم الله تعالى وهو يوفقك وإيانا لما ذكرناه وبيناه ويجعلنا ممن يقتفي اثار السلف ويتبع اثارهم بحرمة سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.


التقييم الحالي
بناء على 29 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث