نسخة تجريبيـــــــة
4 جنرالات على قائمة مرشحي الرئاسة

سباق العسكر

4 جنرالات على قائمة مرشحي الرئاسة

رشوان: أرحب بمشاركتهم وأرفض تكهناتهم بعدم معرفة الفساد قبل مبارك! 

الأشعل: شفيق هرب أموال الشعب ولفظه الشارع وأخيرا طردته امبابة!

بلال يكتفي بالتحليل.. وحتاتة بين التراجع والترشح.. وخير الله الأحدث

مظلوم: السياسيين أكثر فرصا من العسكريين

والخبراء: بلا خبرة ولا برامج !  

أجراه : أحمد جمال

بتاريخ : 16-01-2012

هل يتولى أحد جنرالات القوات المسلحة رئاسة مصر؟ هذا السؤال يجول برأس الكثير من الأشخاص  مؤخرا، وخاصة أن هناك 4 مرشحين لرئاسة الجمهورية ذات خلفية عسكرية ومن المتوقع أن يزداد العدد خلال الفترة القليلة المقبلة قبل انتخابات الرئاسة، ورغم انتقاد العديد لسياسات المجلس العسكري والذي تولى إدارة شئون البلاد بعد الثورة، وبالرغم من مطالبة القوى الثورية بتولى رئيس مدني ليس له علاقة بالمجلس العسكري، فإن المواطن العادي يرى أن تتولي شخصية عسكرية قوية  قادرة على السيطرة على الأوضاع غير المستقرة حاليا.

ويعتبر أقوى الجنرالات المرشحين لرئسة الجمهورية الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، وعلى الرغم من علاقتة القوية بالرئيس السابق مبارك فإن شعبيتة مرتفعة لدى العديد من المواطنين، أما ثاني جنرالات العسكر الفريق مجدي حتاتة، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الأسبق، وقائد الحرس الجمهوري وقائد الجيش الثاني الميداني، والذي عمل أيضا رئيسا للهيئة العربية للتصنيع، ورغم إعلانه الانسحاب من الترشح لانتخابات الرئاسة فإن هناك محاولات تجرى حاليا من بعض الشخصيات العسكرية الهامة لعدولة عن موقفه ومن المتوقع أن يعود إلى السباق مرة أخرى.

أما ثالث المرشحين اللواء محمد على بلال، قائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء، والذي لم يظهر كثيرا في الفترة الأخيرة واكتفى بدورة كخبير إستراتيجي فى تحليل الأحداث الأخيرة، ورابع المرشحين وأحدثهم هو الفريق حسام خير الله، الوكيل السابق للمخابرات المصرية، والذي ظهر مؤخرا على الساحة وانتشر اعلاميا وبكثافة خلال الفترة الماضية.

وكلمة السر بين هؤلاء الأربعة، تأكيدهم على أنهم ليسوا مرشحي المجلس العسكري إلا أنهم لاينفوا علاقتهم الوطيدة بأعشاء المجلس العسكري واحترامهم للمؤسسة العسكرية ويتطور الأمر الى الدفاع عن سياسات المجلس العسكري .

من جانبة أبدى ضياء رشوان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،  سعادتة بعرض 4 جنرالات أنفسهم حتى الآن كمرشحين محتملين : محمد علي بلال ،وأحمد شفيق، وخيرالله، ومجدي حتاتة الذي انسحب مؤخرا، مشيرا الى أن دخول المعترك السياسي بعد الثورة يمكن أن يكون مفيدا للعسكر بعد التقاعد، فالأكيد أن لديهم خبرات يمكن الاستفادة منها ليس في الرئاسة فقط إنما في الأحزاب والبرلمان والحكومات والمناصب المختلفة لكن بالانتخاب وليس بالتعيين كما يحصل حتى اليوم بتعيينهم محافظين وسفراء ورؤساء هيئات كنوع من المكافأة لأهل الحظوة منهم.

وأضاف رشوان، في إسرائيل المجاورة يرأس العسكريون السابقون أحزابا وحكومات ويدخلون البرلمان ويتم توزيرهم لكن كل ذلك بالاختيار الشعبي وليس بالانتقاء والتعيين، ومنهم من يحقق نجاحا كبيرا في الحياة السياسية والتنفيذية موضحا أن مصر تحتاج إلى خبرات وجهود كل أبنائها ومنهم الجنرالات فهم متدربون على الانضباط والجدية والحزم والحسم وهذه الصفات مع شيء من المرونة والتسييس يمكن أن تنتج نوعا جديدا من القادة الذين يفيدون الوطن في مرحلة البناء الديمقراطي التنموي الحداثي.

متسائلاً، أول مرة أسمع فيها اسم الفريق حسام خيرالله الأسبوع الماضي عندما أعلن مؤخرا عن ترشحه للرئاسة، فهل أغامر وأعطيه صوتي وهو مجهول بالنسبة لي؟، والفترة المتبقية على فتح باب الترشيح والانتخابات أشهر قليلة لن تكفي للتعرف عليه جيدا، أي التعرف على أفكاره ومواقفه وبرنامجه خصوصا أنه لم يختبر خارج نطاق عمله المخابراتي في أي موقف سياسي أو جماهيري معقد أو حاسم أو عصيب.

وأضاف لا يعني لي كثيرا أن يظل الجنرالات الأربعة يتحدثون بإيجابية عن الثورة، ومدنية الدولة، وتأييد مادة الشريعة، ووطنية الإخوان المسلمين، وأنهم ليسوا مرشحي المجلس العسكري، وما إلى آخر تلك الرسائل التي يرددها كل مرشح محتمل جديد، كما لا يعني لي الكثير أيضا أن ينتقد النظام السابق، والتوريث، وتصدير الغاز لإسرائيل شبه المجاني، وأن يقول إن تقارير الرأي العام خلال وجودهم بمناصب كبيرة كانت ترصد غضب المصريين من سوء الأوضاع، ومن سياسات النظام، وإلى آخر منظومة النقد التي بدأ تقديمها كمسوغات لقبوله لدى الرأي العام كمرشح مؤمن بالثورة ، فهذا كله يبقى كلاما نظريا نسمعه منه الآن لأول مرة بعد زوال مبارك ونظامه، وبعد خروجه من الوظيفة الحساسة.

وأشار الى أن  السؤال الهام الذي اطرحة  كناخب مصري : هل كان بمقدورهم إعلان  مثل هذه المواقف التي تنتقد سياسات وقرارات وإجراءات النظام السابق بكل وضوح خلال وجودهم على رأس عملهم؟، وهل تحدثوا عن هذه المواقف صراحة مع رؤسائهم  المباشرين في جهاز المخابرات أو داخل القوات المسلحة ، أو مع رئيسه الأعلى مبارك، أم هل كانوا يكتبوها في تقارير ممهورة بخاتم سري جدا، أو سري للغاية ويتم رفعها لرؤسائهم، ؟، أم أنهم بعد التقاعد جاء اليوم ليقولوا إنهم لم يكن يعجبهم كذا وكذا ؟، بالمناسبة هذا هو دأب المرشحين المحتملين للرئاسة، بل هو دأب كثير من المصريين حتى ممن كانوا من العاملين في بلاط نظام مبارك حيث ظهرت عليهم فجأة أعراض النضال والثورية بعد أن رحل سيد البلاط. تسمع بعضهم - وكانوا رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين كبارا لدى مبارك - يقولون إنهم كانوا يعرفون أن هناك فسادا لكنهم لم يكونوا يعرفون أنه بهذا الحجم!. يا سلام ..!!، كأنهم وافدون على مصر ولم يكونوا من أهلها، معرفة حجم الفساد لم يكن يحتاج لعبقرية فذة لإثباته، بل كان يتحدث عن نفسه في كل شبر من أرض مصر.

وأضاف رشوان الحقيقة أنني أتوجس من الجنرالات، هم أناس أفاضل، وقد يكونون على كفاءة نادرة واحترافية في عملهم العسكري المهني لكن التوجس يكون عندما يدخلون معترك السياسة، فهم بلا خبرة أو ممارسة، ولذلك يكون الخطأ مكلفا، فالجنرال الأكبر والأشهر عمر سليمان والذي كانت أفئدة المصريين معلقة به وكنا نراه كنزا ورئيسا رائعا لمصر لما أصبح نائبا للرئيس السابق وخرج للنور ونطق بعد صمت طويل ارتكب أخطاء كارثية بحق الشعب الثائر وكانت نهايته سريعة بعد 11 يوما فقط، وبعد سقوط الخطوط الحمراء بعد الثورة يتبين أن كل الملفات التي كان يتولاها سواء السودان أو مياه النيل أو غزة أو العلاقات مع إسرائيل وما خفي لم يحقق فيها أي نجاح.

من جانبه، أكد اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، أن الوقت الآن ليس فى مصلحة جنرالات العسكر فلم يتبق الكثير قبل بدء انتخابات الرئاسة ولم يعرض أحد برامجه على الشعب، وفي هذه الحالة فإن الاختيار قد يكون أكثر أمانا مع المرشحين المطروحين على الساحة من السياسيين والمسيسين أمثال موسى والبرادعي وأبو الفتوح والعوا وصباحي وحتى حازم صلاح فهؤلاء يخضعون لامتحانات يومية في السياسة.

وأضاف لا أريد أن أثبط من همة وعزيمة أحد فمن الجيد أن يخرج الجنرالات من حدائق النوادي العسكرية، ومن شرفات الفلل والشقق الفاخرة إلى ساحات العمل السياسي والاحتكاك بالشعب المصري الفقير والمهمش والعشوائي في الحواري والريف والصعيد ليقتربوا منه أكثر ويشعروا بمعاناته، فهذا أفضل تدريب ميداني لهم في العمل العام والممارسة السياسية، فربما يستطيع واحدا منهم يوما إقناع المصريين باختياره رئيسا، وعندئذ سنرحب به طالما جاء بانتخابات حرة نزيهة شفافة.

وكان الفريق أحمد شفيق الأكثر تعرضا للإنتقاد خلال الفترة المقبلة وتعرض للعديد من المواقف التى لم يتخيل أنه من الممكن أن يتعرض لها وذلك بعدما تم طرده من أحد المؤتمرات الإنتخابية بإمبابه، الإ ان حملته الإنتخابية استدركت الأمر وعقدت لقاء صلح بينه وبين بعض شباب المنطقة  وبعدها شن الدكتور عبد الله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، هجوما حادا عليه ووصفه بأنه مستفز ومرفوض، وأوضح أن الشعب سيلفظه ولن يقبله، "لأنه ما زال يخاطب المواطنين كما لو كان قبل الثورة"

وقال الأشعل إن الذى اختار شفيق لرئاسة الوزراء، " هو الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأنه ظل رئيسا للوزراء لمدة شهر ونصف الشهر ، هرب خلالها الأموال والأشخاص للخارج، وكان يلتقى المخلوع بشكل شبه يومى في شرم الشيخ".

وأضاف "إن شفيق أعطى غطاء لموقعة الجمل وغض الطرف عنها عمدا، والتى كانت فاصلة في نجاح الثورة ، كما أنه سمح لوزرائه بتدمير أدلة إدانة الرئيس السابق وعناصر نظامه" وتساءل مستنكرا :" كيف أن ثلاث مليونيات خرجت تطالب بإزاحة شفيق، واليوم يرشح نفسه للرئاسة؟"

وفى المقابل نفى شفيق أن يكون مرشح المجلس العسكري فى الانتخابات الرئاسية، وأوضح أنه عندما خرج من رئاسة الحكومة قرر أن يعتزل العمل العام، لكن تراجع الأوضاع الأمنية والاقتصادية فى مصر دفعه إلى التفكير فى خوض انتخابات الرئاسة، مستندا فى ذلك إلى تاريخه الطويل فى العمل العسكري والمدني، لافتا إلى أن برنامجه الانتخابى فى طور الإعداد ليكون قادرا على تنفيذه بالفعل وفى المدة الزمنية المحددة له.

وشدد على أن علاقته بأعضاء المجلس العسكري لا تخرج عن إطار الصداقة بين رفقاء فى العمل ليس أكثر، وأن لقاءاته معهم كانت لقاءات ودية ليس لها أي طابع سياسى ولم يتحدث معهم فى السياسة.

وطالب بضرورة الوصول إلى رؤية توافقية بين التيارات السياسية المختلفة، وعلى الجميع أن يقدم تنازلات ولا يتمسك أحد برأيه أو موقفه حتى نتمكن من الوصول إلى رؤية واضحة ومشتركة لإنهاء حالة العنف السياسي والميداني، خاصة فى ظل وجود مندسين يستغلون الأحداث فى إشعال الفتنة، فالشباب المصريون الشرفاء الذين قاموا بالثورة ليس من بينهم الشاب ذو العشرين عاماً الذي أشعل النار فى المجمع العلمي وشاهدناه يرقص فرحاً ويلوح بعلامة النصر.

وعلى جانب آخر، دشن مؤيدو الفريق مجدي حتاتة، رئيس أركان الجيش السابق، والذي عدل عن قرار ترشحه لرئاسة الجمهورية، حملة لجمع مليون توقيع لمطالبة حتاتة بالتراجع عن قراره فى عدم الترشح لانتخابات الرئاسة، والذى أعلن اعتزامه الترشح لها فى شهر إبريل الماضى، وقرر عدوله عن الترشح عنها فى ديسمبر الماضي، معبرين عن رفضهم لهذا القرار مطالبينة بإصرار مواصلة مسيرة الترشح لرئاسة الجمهورية.

وأعلن مؤيدو حتاتة تكوينهم لائتلاف يحمل اسم "مناشدي الفريق حتاتة"، يضم مؤيدين الفريق من جميع التيارات والقوى السياسية والأحزاب بجميع المحافظات المصرية، على حد قول المهندس أشرف عبد المقصود، رئيس الائتلاف، الذي صرح بأن عدول الفريق حتاتة عن مواصلة مسيرة ترشحه لرئاسة الجمهورية قد زلزل قلوب محبيه بأنحاء الجمهورية.

وأضاف وائل عبد اللطيف، المنسق العام للائتلاف، إن الائتلاف أنشأ مقرا له بشارع رمسيس لاستقبال مؤيدي الفريق، لافتاً إلى أن هناك ما يقرب من مليون توقيع تم جمعها حتى الآن، لمطالبة حتاتة بالاستمرار فى مسيرة الترشح، مؤكدا أن مؤيديه يعدون لمسيرة جماهيرية ضخمة تتجه لمنزل الفريق لمبايعته من جديد ومطالبته باستمرار ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.


التقييم الحالي
بناء على 38 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث