نسخة تجريبيـــــــة
عشوائية استخدام الأعشاب خطر داهم علي حياة المرضي

بتاريخ: 18-07-2011

- لابد من عمل دورات تدريبية وبرامج تعليمية للعشابين

- فوضى الأعشاب تؤدي الى فشل كلوى أو أمراض سرطانية،والأمية الثقافية تصل الى اكثر من 95%

- المستحضرات الطبية مكمل غذائى ولا تعتبر أدويةلا نجد بداخلها المحاذير ولا تاريخ صلاحية

يعتقد الجميع أن الأعشاب إن لم تنفع فلن تضر مما ساهم في انتشار تجارتها علي الأرصفة في أكياس مختلفة كل منها يعالج مرض معين بالاضافة الى اقتحام تلك الوصفات لبعض الصيدليات في مصر وقد يتضح أحياناً أنها أعشاب منتهية الصلاحية وتم تحضيرها بطريقة عشوائية داخل المخزن وتعبئتها في عبوات وأكياس بهدف طرحها في السوق على الأرصفة ،فمما لا شك فيه أن الأعشاب الطبية تفيد في علاج العديد من الأمراض العضوية ولكن يبقى استخدام وتناول الأعشاب الطبية مرهوناً بوصف الطبيب وهذا ما دعانا لرصد مخاطر تناول الأعشاب بطريقة عشوائية علي صحة المرضي وفوضى استخدامها فى مصر من خلال آراء المتخصصين فى علم الأدوية والعقاقير.

يقول د.محمد شرف مستشار العلاج الطبيعى ومدير المؤسسة العلاجية أن الأعشاب الطبية جزء أساسي من صناعة الدواء والعلاج فى العالم وعلى مر التاريخ ولا تحظى باهتمام كبير فى دول العالم وخاصة ألمانيا والنمسا وحالياً الولايات المتحدة وبالطبع لا ننسى العلاج العشبى فى كل دول أسيا فالدواء بصفة عامة اما انه دواء مخلق من تركيبات كيميائية كالذى نجده فى الصيدليات او دواء مثلى وهو الدواء المكون من عناصر كيميائية أساسية دون براءة الاختراع لدواء معين وبالتالى يكون أرخص بكثير واما المكون الثالث العلاج العشبى والأعشاب بصفة عامة كما أنها لها تاثيرات مفيدة جداً إلا أنها لها تاثيرات ضارة وأحياناً سامة جداً وأقوى السموم الدنيا عشبية ،فاذا فتحت علبة الدواء تجد بداخلها المحاذير التى يجب مراعاتها عند استعمال هذا الدواء وكذلك المضاعفات التى قد تنشأ عن استعمالها والأدوية الأخرى التى يجب ان لا تستعمل معه ،أما فى حالة كيس العشب الذى نشتريه فإننا لا نجد شيئاً من هذا الدواء يصفه الطبيب بعد أن يصل الى تشخيص حالة المريض ،أما الأعشاب فيصفها البائع الذى يستمع الى مجرد شكوانا وهنا تكون الخطورة فبائع الأعشاب قد يكون جاهلاً أو مستجداً على هذه الحرفة وليس لديه الخبرة الكافية فيأتى اليه من يشكو من الصداع ويعطيه عشبه عادية بينما يكون السبب هو ارتفاع ضغط الدم فينتهى الأمربالمريض  الى الشلل أو الوفاة ،هذا وباختلاط الأمانة عند العشاب الجاهل ولكن المصيبة أن بعضهم لا يتحلى بصفة الأمانة فكثير ممن يذهبون الى شراء الأعشاب يكونون من الباحثين عن المقويات الجنسية ويعطيهم عشباً غالياً يكون قد أضاف اليه بعض اقراص من الفياجرا بعد ان طحنها وجعلها بدره ولكن الفياجرا لها محاذير عند استخدامها لمرضى القلب او مع أدوية أخرى وهنا تحدث الكوارث التى يخجل المريض من الابلاغ عنها

ويبين د. محمد أن العشابين القدامى من ذوى الخبرة والحنكة الذين توارثوا هذا العلم جيلا بعد جيل قد اختفوا وحل محلهم ابنائهم االذين ورثوا محلاتهم ولم يرثوا علمهم فيسهمون فى تسبب الكوارث والأزمات ولعل أشهرها  بنت العشبى الشهير التى ضُبطت تعالج السمنة وهى خريجة تجارة متوسطة لأنها ورثت عن أبيها أكبر محل عشبى فى مصر مما تسبب فى بعض الوفيات من حالات كانت تعالجهم بأعشاب تسبب الإسهال الشديد فيشعر المريض بانه قد نقص وزنه والحقيقة انه قد فقد جزءً كبيراً من الماء  فى جسمه فيصاب بجفاف شديد قد يؤدى الى الوفاة.

ويقترح د. محمد بعض الحلول لحل هذه المشكلة وهى التوعيه الدائمة بالأسلوب المبسط للمواطنين وخطورة العلاج بالأعشاب دون سؤال الطبيب وأن يقدم معهد التغذية دورات تدريبية وبرامج تعليمية للعشابين قبل أن يسمح لهم بالتجارة فى الأعشاب وأن تخضع العبوات العشبية التى عليها وصفات طبية الى قواعد أكثر حجماً من المعمول بها حالياً والتركيز على تدريس التعامل مع الأعشاب لطلبة كلية الطب والصيدلة بحيث يمكن للأطباء كتابة وصفة عشبية ينفذها العشبى المرخص له بأمان ودزن ضرر

ويقول د. محمود خيال أستاذ فى أدوية طب الازهر لا يوجد ما يسمى أعشاب وربنا لا يخلق أعشاب او نباتات مخصوصة للعلاج ولكن فى كل النباتات مواد مفيدة للصحة والواجب التعرف على المواد واستخلاصها ودراستها بمعنى دراسة تأثيرها على جسم الانسان ودراسة احتمال وجود آثار جانبية على الصحة أو احتمال تفاعلها مع أدوية أخرى وقد يصادف أن المريض يأخذ الاثنين معاً فالنباتات الطبيعية يختلف تركيز المادة الفعالة على حسب الجزء المعين من النبات الذى يستعمل فمثلا قد يختلف التركيز فى الأوراق الصغيرة عن الأوراق الأكبر سناً وقد يختلف على حسب مكان ومناخ زراعة النبات وبالتالى لا يمكن تقنين الجرعة وتحديدها باستعمال النبات ككل ،ويشير الى أن أسباب انتشارها يرجع الى أن الطب العشبى استمر مئآت بل آلاف السنين معتمداً على المواد الطبيعية حتى ظهر العلم الحديث وقام باستخلاص وتقنية المواد الفعالة فنجد أن هناك دول مثل الصين والهند وغيرها من دول أسيا تعتمد على المستحضرات الطبيعية فى العلاج وهذا يعتبر جزء من الثقافة المتوارثة وقد أُسير فى احدى مؤتمرات علم الأدوية هذا الموضوع وقد اقر المسئولون الصينيون بخطأ ممارسة هذه الممارسات مبررون استمرار استعمالها بكونها جزء من الثقافة العامة المتوارثة ومع بداية اتخاذ الاجراءات المناسبة للكف عنها والتوجه نحو استبدالها بالأدوية المقننة المعروفة، موضحاً أن مجتمعنا المصرى يتميز بنسبة تتراوح ما بين 40% الى 70 % أمية كتابية وقد تصل الأمية الثقافية الى أكثر من 95% وفى ظل هذا المناخ من قلة المعرفة سيؤدي الى سهولة انتشار الأفكار والممارسات المغلوطة مضيفاً أن الوصفات البلدية كانت تمارس فى مجتمعنا الى عهد قريب وما هو موجود اليوم يعتبر امتداد لهذه الممارسات الخاطئة إضافة الى ان الوضع الاقتصادى  فى مصر صعيف حيث يتمتع تقريباً نصف الشعب المصرى بمعيشة أقل من حد الفقر العالمى مما يساعد ويشجع المريض متوسط الحال الى تناول هذه المستحضرات حيث أنها عادة أرخص سعراً من الأدوية المقننة

ويضيف د. محمود أنه لا يجب أن ننسى عملية التربح من قبل التجار الذين يتاجرون فى الأعشاب ولا يهمهم صحة المريض بالفعل وعدم معرفتهم عقود والأسس الطبية السليمة ويلاحظ وجود بعض المستحضرات النباتية فى الصيدليات ومنصوص على العبوات أنها بموافقة وزارة الصحة وهنا يستدعى الأمر لافت الانتباه الى  أن هذه المستحضرات تسجل تحت مسمى مكمل غذائى ولا تعتبر أدوية بالمفهوم السليم ويستحسن أن يبين ذلك بوضوح على تلك العبوات لحماية المواطن فقد تنشا عادة هذه الأعشاب من الخلطات الموجودة على الرصيف حيث لا يعلم أحد على وجه التحديد تركيبها ومكوناتها ولا رقابة اطلاقا على أسلوب التخزين فنجد هذه المستحضرات قد تصل الى الاصابة بالصرع وذلك لعدم وجود من يتابع تأثير هذه الأدوية وآثارها الجانيبة الناتجه عنها وقد ظهر فى مصر بعض الدجالين من المنتمين الى جهات علمية معترف بها وممن يدعون كذباً بفائدة بعض المستحضرات دون وجود دليل علمى واحد عن صدق مزاعمهم وهؤلاء يجب تقديمهم الى المحاكم العلنية.

ويقول د. عبد الباسط سيد الخبير بالمركز القومى للبحوث أنه من المفترض وجود صيدلية عشبية فى مصر مثل فرنسا وباريس وانجلترا، حيث المؤمن استعمالها عالمياً الأعشاب المفردة وليست المخاليط فحوالى 750 عشب أمانة تستخدم بمفردها وتوجد فى العلبة نشرة داخلية توضح استعمالها ومحاذيرها وتاريخ الانتاج والصلاحية والعودة الى الطبيعة 20 % تم تقنينها علمياً ولذلك بدأت بوجودها بصورة أدوية تحت مسمى مكملات غذائية قد تفيد فى مرض البروستاتا وجميع أدوية الكبد بها مكملات غذائية ففى مصر تركنا هذه الأمور لمهن العطارين ، فالعطار لا يعرف مدة تخزين الأعشاب حيث أن بعضها ليس له رائحة عطرية وتنمو عليها فطريات من الرطوبة تسبب سرطان ، فمن المهم جداً وسيلة التخزين ومدة الصلاحية وعملية العرض فى الشوال يعرضها للرطوبة والأتربة التى بها عناصر سامة مثل الرصاص بالاضافة الى بيع أعشاب مخلوطة لا تمر على اشراف علمى و قياسات علمية فمن الممكن أن يكون بها بعض الادوية المطحونة، فينصح بمنع التداول من خلال العطارين وأن كل عطار يجب ان يستعين بصيدلى او يجعل ابنه صيدلى ويستفيد بعلمه وتكون ما يسمى صيدلة عشبية وتحويل محل العطارة الى صيدلية عشبية يشرف عليها صيدلى

ويشير د.عبد الباسط الى وجود مراكز عشوائية غير مرخصة علمياً هدفها الكسب المادى فقط مثل البيع من خلال الاعلانات الفضائية وتشير بالكذب أنها مرخصة من وزارة الصحة وهي فى الحقيقة يتم البيع عن طريق التليفون فقط ويتم تغييره كل فترة وهذه دلالةعلى عدم الترخيص

ويقول د.الحسينى الجندى أستاذ العقاقير أنه ضد فكرة العلاج العشوائى بالأعشاب ولابد من نظام صيدلى متبع مع الأخذ فى الاعتبار الدراسات العلمية فى هذا المجال مهمة جدا ومن يدعى انه يعالج بالأعشاب فكلها بها ايجابيات وسلبيات وأيضاً لابد وأن يكون على علم ودراية ولا يُعالج بالأعشاب إلا بعد الرجوع الى الطبيب  فممكن أن يكون بها آثار جانيبة من تناول أعشاب مع تناول أغذية وأدوية مضادة فهو يشجع العشابين المتخصصين والشركات المتخصصة على فوضى الأعشاب على الرصيف وتحت السلم التى تحتوى على سموم فطرية تؤدى الى فشل كلوى او أمراض سرطانية وأيضاً الوفاة خاصة وان المريض فى حاجة للبحث عن العلاج بأي وسيلة ونجد هنا أمية ثقافية وقد ساعدتهم القنوات الفضائية غير المتخصصة والتي تبحث عن الكسب من الاتصالات.

ويضيف انه من ضمن الفوضى ولا يوجد رقابة عليها ، بعض الوافدين ببعض الدهانات التى تؤدى الى أمراض سرطانية مشيراً الى ان 95%من الافراد يقبلون على اعشاب التخسيس وبعض الأمراض الجنسية الى جانب أن الاعلانات التليفزيونية تذكر اسم بعض الأعشاب فى الاعلان مما يترتب عليه الاسراع الى شراء دون معرفة فعاليته وارتفاع سعره.


التقييم الحالي
بناء على 92 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث