نسخة تجريبيـــــــة
المفتي يطالب الجيش والشرطة بمحو أمية المجندين.. ويؤكد "ينبغي أن يكون مبدأ المواطنة هو ميزان كل الأمور في هذا الوطن"

كتب : محمود أبوالنصر

بتاريخ: 07-01-2012

تأكيدا لقيمة العلم والتعلم واصل فضيلة المفتي د/ علي جمعه مطالباته المستمرة للاهتمام بالتعليم، فوجه نداءه هذه المرة الى القوات المسلحة ووزارة الداخلية وطالبهما بمحو أمية مجنديهما على أن تخصص نصف مدة الخدمة العسكرية لمحو الأمية ودراسة القرآن الكريم، ليستطيعوا التعامل مع الشعب ويُفيدوا ويستفيدوا .

وفي جمعة أمس اقترح فضيلته على وزارة الداخلية بأن تستغل المقبوض عليهم في الحق العام في تعليم المساجين ومحو أميتهم، موجها النداء الى كل مؤسسات المجتمع المدني ومنظماته بأن يتكاتفوا لازالة الأمية التي تعرقل مسيرة التقدم والنهضة.

وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الأمية أصبحت مشكلة كبيرة ضاربة بأطنابها وأن عدد الأميين فى مصر يصل إلى نحو 30 مليونا، متسائلا: "كيف وصل بنا الأمر إلى هذا المستوى من الأمية وهناك هيئة تقوم على تعليم الكبار منذ 60 عاما!!"، مبينا أن سبب فشل هذه الهيئة هو التسرب من التعليم، وهو الذى أدى إلى ازدياد الأمية.

 وأوضح الدكتورعلى جمعة أن هناك عدة أسباب للتسرب من التعليم منها عدم الاهتمام واستغلال الطفولة في العمل، إضافة إلى الفقر، أو عدم وجود مدرسة فى الأصل فى بعض القرى خاصة بعد ما قضينا على الكُتاب الذى كان يعلم القراءة والكتابة من خلال القرآن الكريم وحفظه، معتبرا كل هذه الأسباب وغيرها جريمة في حقنا وحق ديننا ومستقبلنا.

 وبيّن فضيلة المفتى أن هناك 4500 قرية فى مصر، منها نحو 700 قرية لا يوجد بها مدرسة، وهو كلام لا يصدقه العقل، إلا أن الواقع يؤيده، مشيرا إلى أن عدد التلاميذ الذين يلتحقون بالتعليم حوالى 750 ألف تلميذ ويتخلف منهم عن التعليم نحو 200 ألف لأسباب كثيرة، داعيا إلى اعتبار التسرب من التعليم جريمة فى حق الدين والدنيا، وفى حق الوطن والمستقبل، فى حق أبنائنا وأحفادنا، حتى أنه من الواجب شرعا ضرورة التبليغ عن أولياء أمور الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة باعتبار أنهم قد ارتكبوا جريمة فى حقنا جميعا، وأنهم يذبحون هذه الأمة.

وإيماناً منه بقيمة الوحدة الوطنية وأثر الفرقة على بناء المجتمع ومستقبله، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، أن الحفاظ على الوحدة الوطنية هو من أهم الواجبات الآن حتى تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، وأن مبدأ المواطنة ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور داخل هذا الوطن.

وأكد مفتي الجمهورية خلال لقائه اليوم بالمستشار الديني لمجلس اللوردات والعموم البريطاني القس أندرو ترملت و المطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات بين أبناء الشعب المصري في هذا الوقت علي وجه الخصوص، مبينا ضرورة ألا يكون الاختلاف في الرأي سببا لتباعد الأمة وتفرقها وأن الجميع في مصر يدرك ذلك جيدا.

وأوضح الدكتور علي جمعة ان للوحدة الوطنية دورا كبيرا ومهما في نشر الأمن وتوفيرالحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، لافتا إلى أن مصر شعب واحد وعرق واحد ودم واحد اختلط في السراء والضراء.

منوهًا الى استعداد دار الإفتاء المصرية -بما لها من التزام تجاه جميع المسلمين والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الدول غير الإسلامية - لتقديم كافة سبل الدعم الفقهي والعلمي والبحثي للتواصل والتكامل مع مسلمي انجلترا بالاضافة إلى تلبية احتياجات المسلمين هناك.

من جانبه أعرب القس ترملت عن تقديره العميق لمصر وشعبها العظيم وبالدور العالمي الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في بناء الجسور مع مختلف الثقافات والأديان.


التقييم الحالي
بناء على 36 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث