نسخة تجريبيـــــــة
مشيخة الطرق الصوفية - مواكب المحمل والرؤية

بخلاف الموالد النبوية ، وموالد الصالحين (راجع : @مشيخة الطرق الصوفية – الاحتفال بالمولد الشريف@ - @مشيخة الطرق الصوفية - الإشراف على الموالد@).

فهناك العديد من المناسبات الأخرى التي تشارك فيها الطرق مشاركة فعالة وتنعشها إلى حد بعيد: موكب الكسوة الذي يتم في منتصف شوال ومواكب المحمل الذي يتم بمناسبة قافلة الحج إلى مكة المكرمة بعد حوالي ثلاثة أسابيع. ففي هاتين المناسبتين كان البكري يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم هذين الحدثين. وكان تسلسل وتعاقب الطرق المختلفة المشاركة في هذه المواكب يؤدي من وقت لآخر إلى ظهور المنازعات والمشاحنات بين أعضاء هذه الطرق. ولذلك كان من الضروري وضع مجموعة من القواعد التنظيمية المحددة والملزمة لهاتين المناسبتين وقد تم وضع هذه القواعد بالفعل من خلال عقد مؤتمر لرؤساء الطرق تحت رئاسة البكري في شوال 1289 «ديسمبر 1872».

هذا وقد اعتادت مجموعات من أعضاء الطرق على الاشتراك في المواكب التي تتم بمناسبة الاحتفال بليلة الرؤية وعودة المحمل ، وهو احتفال كان يجري تحت إشراف نقابات التجار والصناع. إذ كان الاحتفال بليلة الرؤية يتم تحت إشراف المحتسب الذي كان أهم وأبرز الموظفين المشاركين فيه حتى حلول السبعينات حيث حل محله بعد ذلك رئيس الشرطة بالقاهرة.

ولم يكن البكري يقوم بأي دور في تنظيم الاحتفال بليلة الرؤية وعودة المحمل. ولكن اعتبارًا من عام 1290 «1873» فصاعدًا وبناء على رغبة بلدية القاهرة بدأت الطرق تحت إشراف وتنسيق البكري تشارك في المواكب الذي يقام بمناسبة عودة المحمل. وهذا التزايد النسبي  في أهمية الدور الذي تلعبه الطرق في الاحتفالات لم يقتصر على هذه المناسبة فقط على ما يبدو. إذا تزايدت أهمية رجال الطرق في  موكب الكسوة وفي الموكب الذي يقام بمناسبة رحيل المحمل واختفى الدور الذي كانت تقوم به نقابات التجار والصناع في هذين الموكبين حيث لم يظهر أي دليل يشير إلى مشاركتهم في الاحتفالات بهاتين المناسبتين. بل نجد أن البكري لم يعد يوجه الدعوة للأعضاء البارزين في نقابات التجار والصناع لحضور الاحتفالات  المختلفة التي ينظمها ويشرف عليها باستثناء مندوبي النقابات التجارية الذين هم أعضاء في نفس الوقت في مجالس التجار.

المرجع : فريد عبد الرحمن دي يونج، تاريخ الطرق الصوفية في مصر في القرن التاسع عشر، ترجمة: عبد الحميد فهمي الجمال، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب،  1995م، ص 64-65.

 

 


التقييم الحالي
بناء على 68 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث