نسخة تجريبيـــــــة
الانتخابات المصرية ترفع القلق الإسرائيلي!

(رويترز) – الصوفي:

بتاريخ: 5-12-2011

 تستعد اسرائيل لمستقبل غير مستقر مع جارتها مصر حيث ان نفوذ الاسلاميين في صعود فيما يبدو وهو ما تكهن به الزعماء الاسرائيليون في بداية الانتفاضات التي بدأت تجتاح العالم العربي منذ عشرة اشهر.

ومع انشغال اسرائيل بالفعل بالطموحات النووية لايران عزز الفوز المتوقع لجماعات اسلامية مثل الاخوان المسلمين والتيار السلفي في مصر الشعور بالحصار الذي تعانيه اسرائيل صاحبة القوة العسكرية الكبيرة.

والتزم وزراء اسرائيل الصمت بشأن الانتخابات لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضح بالفعل أن اسرائيل قد تضطر قريبا لزيادة انفاقها الدفاعي لمواجهة التحدي الذي يمثله التيار الاسلامي المتزايد في العالم العربي.

وقال شلومو بروم كبير الباحثين بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل ابيب "من الواضح أن الحكومة قلقة جدا مما رأته منذ بداية الربيع العربي."

واستطرد "حين يفكر الاسرائيليون في الحكومات الاسلامية فان النموذج الذي يرونه امام أعينهم هو الجمهورية الاسلامية الايرانية" مضيفا أنه ليس واضحا كيف ستبدو مصر حين تسيطر عليها جماعة الاخوان المسلمون.

تأسست الجماعة عام 1928 وينظر اليها منذ زمن طويل على أنها أفضل قوة سياسية تنظيما وهي تتحدث لغة غيرها من الاصلاحيين حين يتعلق الأمر بالحاجة الى الديمقراطية واستقلال القضاء والعدالة الاجتماعية.

لكن منتقديها يقولون ان هذه اللغة تخفي هدف الجماعة وهو تحويل مصر تدريجيا الى دولة اسلامية.

وتدعم معاهدة السلام مع مصر التي وقعت منذ 33 عاما استراتيجية اسرائيل في المنطقة مما يمكن اسرائيل من تقليص ميزانيتها الدفاعية بشدة ويساعدها في الحفاظ على الوضع القائم في علاقتها المضطربة مع الفلسطينيين.

وكانت مصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك تمد اسرائيل بأربعين في المئة من احتياجاتها من الغاز ولعبت دورا حيويا في الحد من امدادات الاسلحة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة.

وقال أوري درومي المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين "سيطرة الاخوان المسلمين على اكبر دولة عربية ليست خبرا سارا. سيكونون أكثر عداء ولكن ليس لدرجة خرق اتفاق السلام."

وتضررت بعض عناصر العلاقة بالفعل. واستهدفت تفجيرات متكررة خط أنابيب الغاز في سيناء الذي يمد اسرائيل بالغاز الطبيعي واعتدى محتجون على السفارة الاسرائيلية بالقاهرة في سبتمبر ايلول كما أن العلاقات بين مصر وحماس في تحسن.

وكانت اسرائيل حثت الولايات المتحدة على بذل مزيد من الجهد لدعم مبارك في الأيام الأخيرة لحكمه ولاتزال هناك حالة من الاستياء مما اعتبر فشلا من الغرب في مساندة نظامه في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.

وكتب جاي بيخور رئيس قسم الشرق الأوسط بمركز هرتزليا للدراسات المتخصصة في اسرائيل "كل الشياطين خرجت الان" وتكهن بتنامي التطرف في انحاء المنطقة.

وأضاف في تحليل "الاقتصاد الاسرائيلي القوي له وزن كبير. وهذا يمكننا من التسلح بطريقة لا يستطيع اي طرف عربي مجاراتها وهذا تقريبا هو الضمان الوحيد لاستقرارنا."

وبعد مقتل ثمانية اسرائيليين في غارة عبر الحدود شنها نشطاء في اغسطس اب قررت الحكومة الاسراع بخطط لبناء سياج أمني على امتداد الحدود مع مصر التي يبلغ طولها 266 كيلومترا.

وفي ظل تزايد التوتر مع ايران وانزلاق سوريا المجاورة لمزيد من أعمال العنف نبه نتنياهو الى احتمال أن تكون هناك حاجة لتوجيه المزيد من الأموال إلى الميزانية الدفاعية التي تمثل سبعة في المئة من الاقتصاد.

وقال للجنة برلمانية الشهر الماضي "التهديدات الأمنية لاسرائيل في تزايد وسنحتاج قريبا إلى اتخاذ قرار بشأن الميزانية الدفاعية لتعزيز أنظمة الدفاع النشطة... وأيضا لتعزيز الدفاعات المادية."

وفي خطوة تظهر سعي اسرائيل لتجنب غضب العالم العربي قرر نتنياهو ارجاء هدم جسر المغاربة المؤدي إلى المسجد الاقصى.

وقال مسؤول اسرائيلي هذا الأسبوع "ظهرت تقارير في وسائل الاعلام المصرية بأنه اذا اتخذت اسرائيل خطوات أحادية فان الكراهية في ميدان التحرير ستتحول اليها (اسرائيل)."

وتتوقع حركة حماس التي تصنفها اسرائيل ومعظم بلدان الغرب كجماعة ارهابية أن تكتسب الجماعات الاسلامية التي تربطها بها قواسم ايديولوجية مشتركة قوة في مصر بحيث تضطر اسرائيل ودول العالم لان تصبح أكثر تقبلا للحساسيات الاسلامية مستقبلا.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس انه اذا كان المجتمع الدولي مستعدا للتعاون مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر فانه لن يستطيع تبرير تجاهله لحماس.

وأضاف أن على العالم اليوم أن يفتح صفحة جديدة في التعامل مع حركة حماس وتكهن بأن تعزز الجماعات الاسلامية المعتدلة التي تكتسب قوة في شمال افريقيا موقف الحركة الفلسطينية.

ولا يريد حلفاء اسرائيل الغربيون استيعاب حماس وانما يريدون أن تتخذ اسرائيل خطوات جريئة نحو احلال السلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تبدو حركة فتح التي يتزعمها خارج سياق النظام العربي الاخذ في التغير.

وبعبارة صريحة على نحو غير معتاد حث وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا اسرائيل على العودة الى مائدة المفاوضات "اللعينة" واتخاذ خطوات لمعالجة ما وصفه بعزلتها المتزايدة في الشرق الاوسط.

وانهارت محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين العام الماضي بسبب خلاف على استمرار النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. وفشلت محاولات أمريكية متكررة في انهاء جمود الموقف اذ رفض نتنياهو الرضوخ لمطلب الفلسطينيين بوقف البناء في المستوطنات.

وقال بروم كبير الباحثين في معهد دراسات الامن القومي ان على اسرائيل أن تحاول التحرك والاخذ بزمام المبادرة نظرا لان العملية الانتخابية في مصر لاتزال جارية.

وأضاف "لا يمكننا أن نجلس وننتظر. لا توجد ضمانات بأن نحصل على اتفاق لكن علينا أن نظهر للشارع العربي أننا نبذل جهدا."

لكن هذه الخطوة غير مرجحة فيما يبدو اذ يشعر قطاع كبير من المجتمع الاسرائيلي بتشاؤم متزايد تجاه ابرام اتفاق للارض مقابل السلام مع الفلسطينيين في ظل تزايد التيار الاسلامي على الساحة السياسية.

وقال بيخور من مركز هرتزليا "لماذا ننشيء دولة عربية اخرى الآن في الوقت الذي تتفتت فيه شقيقاتها الواحدة تلو الأخرى.. الربيع العربي جاء ودفن فكرة الدولة الفلسطينية."


التقييم الحالي
بناء على 30 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث