نسخة تجريبيـــــــة
القذاذفة في مصر: القذافي مثل جمال عبد الناصر وما يحدث في ليبيا ليس ثورة وإنما مخطط غربي

تحقيق: أحمد جمال

 بتاريخ: 04-09-2011

- طرابلس مازالت تحت سيطرة القذافي والصور التي يتم بثها من الساحة الخضراء مفبركة وتم تصويرها في قطر.

- القذافي هو السبب في أن تعود قرية الأصفر وجميع قرى الفيوم للحياة مرة أخرى

عند مدخل قرية الأصفر ترى الحزن على البيوت التي بنيت من الطوب اللبن إلا أن العلم الأخضر ظل مرفوعا أعلى أغلب البيوت، وقد خلت القرية تقريبا من أي شخص سوى رجل كبير في السن كان عائدا من أرضه التي يزرعها علي الجهة الأخرى من القرية، فسألناه: هل أنت من قبيلة "القذاذفة"؟  فأجابنا: بنعم، وكأن القذافي هو الذي يحدثنا بلهجة تقترب من اللهجة الليبية أكثر من المصرية، ثم سألنا: من أنتم وماذا تريدون؟ فقلنا له نحن صحفيون ونريد أن نتعرف على أهل هذه القرية وعن رأيهم في الثورة الليبية؟ فقال لنا مستنكرا أتعرفون من أنا؟ أولا أنا الشيخ إدريس محمد عبد الرحيم أحد شيوخ قبيلة "القذاذفة" في مصر، وما يحدث في ليبيا ليس ثورة وإنما هو مخطط غربي لإعادة تقسيم الدول العربية وفقا لأهوائهم، فمصر الآن محاصرة من الشرق بإسرائيل وفي الغرب الآن يوجد حلف الناتو.

وعبر إدريس عن رأيه بأن حرب القذافي مع حلف الناتو مثل حرب جمال عبد الناصر مع الصهاينة كلاهما يحارب أعداء الله وهذا رأي القرية كلها فلم يرفع في القرية سوي العلم الليبي الأخضر، مضيفا "أنا لا أقول هذا الكلام لأن معمر القذافي ابن عمي ولكن لولا القذافي لما روينا أرضنا فلقد حرمنا من الماء لمدة عشرين سنة وأنا فلاح وأعرف قيمة الماء جيدا، لكن عندما جاء القذافي وزارنا في عام 2005، سألنا ماذا تريدون؟ فقلنا لا نريد إلا الماء لنروي أرضنا فالحكومة المصرية تركتنا بلا مياه طوال هذه الفترة، وهو ما تسبب في هجرة عدد كبير من أبنائنا، فطلب من مبارك أن يوصل لنا الماء مرتين ولكن لا حياة لمن تنادي فتبرع القذافي ب10 مليون جنيه لإنشاء محطة الري، وبنيت المحطة بـ6مليون جنيه ولا نعلم أين ذهبت الـ4 مليون جنيه المتبقية، والمحطة الآن تروي أكثر من 10 آلاف فدان وهى تخدم جميع قرى الفيوم وليس قريتنا فقط وأنا أدعوا كل من يهاجم القذافي لأن يأتي هنا ويرى محطة الري التي أعادت إلى قريتنا الحياة بعد أن رأينا الموت بأعيننا، وبعد الانتهاء من تصميم هذه المحطة عادت الكثير من الأسر التي هاجرت إلى ليبيا لتزرع أرضها".

وبسؤاله عن أحوال أبنائهم في ليبيا قال أولادنا مستقرين في "سرت" و "مصراته" وهم في أحسن حال، وإن كان بعضهم يتم إجباره علي حمل السلاح والقتال، فأي مصري يريد دخول ليبيا الآن يتم إعطاءه السلاح على مدخل ليبيا وإن رفض يكون القتل مصيره ولا يعرف أحد عنه شيئا، ولكن النزعة العربية تحتم على الشباب المشاركة في الحرب ضد النيتو الإرهابيين - بحسب رأيه - وأكثر من نصف شباب القرية متواجد الآن في ليبيا ويعملون في مناطق مختلفة وغير صحيح أنهم ذهبوا إلى هناك تحت إغراء المال للقتال مع القذافى .

وعن ظروف قدوم تلك القبيلة إلى هذه القرية حكى إدريس أنه منذ أكثر من 200 عام كان جدهم الكبير تاجر تمر ومواشي وتنقل بين العديد من البلدان العربية إلى أن استقر في مصر وكانت بدايته في ميت غمر ثم انتقل بعدها إلى بني سويف ثم كان نهاية المطاف في تلك القرية والتي كانت أرضا تملكها شركة فرنسية وكان حولها العديد من المشاكل ولكنه اشتراها وأتى بعد ذلك أقاربه للإقامة بها وسميت بقرية الأصفر لأنه كان هناك بعض الشباب الذين أطلق عليهم مسمى "الصفر" أي "الغرب" كانوا يريدون أن يستولوا على القرية، إلا أننا قاتلناهم وأخرجناهم فسميت بعزبة الأصفر.

ويتشرف الشيخ إدريس بأن الرومان والإنجليز لم يستطيعوا دخول قريتهم فكان أهل القرية يقتلون أي غريب يأتي إليها حيث أن تقاليدهم تمنع دخول رجل غريب على قرية بها نساء، فكان قرار المندوب السامي البريطاني بعدم اقتراب الجنود الإنجليز من القرية، وذلك بعد زيارته للقرية والاتفاق مع شيخها على ذلك، وهو ما كان - بحسب رأيه - جزء من شخصية القذافي الذي اهتم كثيرا بالعادات والتقاليد.

ويرى الشيخ إدريس أن ما يحدث في ليبيا الآن هو امتداد لما حدث في العراق وأفغانستان وأن ليبيا سوف تتحول إلى صومال جديدة حيث سيعمل النيتو على إضعافها وسرقة ثرواتها وبترولها بعد أن كانت من أغنى البلاد العربية ولكن بالنسبة له فإن المهم هو معمر القذافي ليس لأنه قريبه فقط بل لأنه زعيم عربي قوي على حد تعبيره.

كما يرى إدريس أن قنوات الجزيرة والعربية أقرت بأن الثورة نجحت وأن القذافي قد هرب وهذا ليس صحيحا فأقاربهم يحدثونهم من هناك ويقولون أن القذافي لازال يسيطر على الأوضاع هناك، إلا أنه يرى أن القذافي انتهى سياسيا فجميع دول العالم لن تتعامل معه مرة أخرى نتيجة تشويه الإعلام لصورته.

ثم اصطحبنا الشيخ إدريس إلى المسجد لأداء صلاة الظهر ومقابلة الشيخ حمد خالد - شيخ البلد – الذي أوضح بدوره رفضهم للحوارات الصحفية لأنها من الممكن أن تضر بأولادهم في ليبيا خاصة بعد الشائعات التي نشرتها إحدى الصحف المصرية الخاصة بأنهم يرسلون أولادهم إلى ليبيا للقتال مع القذافي مقابل 100 دولار في اليوم، الأمر الذي جعله يتصل بمرتضى منصور ليرفع قضية ضد هذه الصحيفة، ولكن بعض الوسطاء تدخلوا للصلح، مؤكدا بقوله "نحن مسالمون وليس لنا دخل بالقتال وحمل السلاح".

وشدد شيخ قرية الأصفر أن ما تبثه التلفزيونات وما تنشره الصحف كله غير صحيح، وما يثبت ذلك الاتصال الذي وصلني أمس من طرابلس الذي تأكدت فيه أن طرابلس مازالت تحت سيطرة القذافي وما يحدث فيها الآن ما هو إلا مجموعة من المناوشات، كما ادعى أن الصور التي يتم بثها من الساحة الخضراء الآن ما هي إلا صور مفبركة تم تصويرها في قطر، وما يحدث الآن مؤامرة تجتاح الوطن العربي بهدف إشاعة الفوضى.

كما أوضح حمد أن ليبيا ستغرق في بحر من الدماء بعد سقوط القذافي فالمجتمع الليبي مجتمع قبلي بطبعه ولن تترك أي قبيلة من القبائل دماء أولادها بل ستأخذ بثأرهم .

وبعد خروجنا من المسجد وجدنا مجوعة من أطفال القرية الذين يتجولون وسط منازل القرية ويهتفون قائلين "الله  ومعمر  وليبيا  وبس"، وعندما استوقفناهم قال أحدهم "أنا أبي في ليبيا وجميع أعمامي وهم بخير والحمد لله" مضيفا "أنا قلبي اتحرق لما عرفت ما حدث للزعيم معمر القذافي".

وبسؤال أحد شباب القرية - ويدعي "مسعود" – عن عمله ورأيه في الثورة الليبية؟ أجاب: "أنا أعمل في المنطقة الصناعية القريبة من هنا، إلا أنني أريد أن أقول لكم شيئ واحد لن تعود ليبيا كما كانت فكل ما يحدث الآن هو بسبب طمع الغرب في البترول الليبي فقد كان إخواننا في ليبيا يعاملون أحسن معاملة والآن قد فقدوا لقمة العيش"


التقييم الحالي
بناء على 57 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث