نسخة تجريبيـــــــة
حرب التحالفات: التجمع يقود تحالف ليبرالي جديد والجماعة الإسلامية ترد بتحالف إسلامي

كتب: أحمد جمال

بتاريخ: 18-08-2011

الديمقراطي يتأرجح بين الوفد والإخوان .. وائتلافات الثورة تتوحد تحت قائمة شبابية

تحاول الأحزاب والقوى السياسية جاهدة أن تصل إلى تمثيل مشرف داخل البرلمان المقبل ويبدو أن التحالفات هي السبيل الذي رأته الأحزاب للوصول إلى غايتها وكان بدايتها التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي تشكل قبل شهرين تقريبا وضم في بدايته أكثر من 30 حزب إلا أنه وصل إلى 27 حزب بعد انسحاب الجبهة والتجمع والمصريين الأحرار وعدد من الأحزاب الصغيرة.

وتحاول الأحزاب المنشقة من التحالف أن تشكل تحالف آخر بعيد عن التحالف الديمقراطي والذي يضم أحزاب التيار الإسلامى الذين توترت العلاقة معهم بشكل كبير بعد جمعة 29 يوليو الماضية، كما تسعى ائتلافات شباب الثورة أن تخوض الأنتخابات تحت قائمة موحدة وهو ماجرى الاتفاق عليه حسبما أكد مصطفى شوقي عضو اللجنة التفيذية لائتلاف شباب الثورة.

وكانت الحركات والائتلافات والأحزاب الشبابية قد اجتمعت بدعوة من المجلس الوطني للتوحد خلال الفترة المقبلة من أجل خوض الانتخابات البرلمانية بقائمة مشتركة، تسمح لهم بتمثيل قوي في البرلمان المقبل، وذلك بعد أن تضمن قانون مجلسي الشعب والشورى وصول سن المرشح إلى 25 سنة.

كما أن الجماعة الإسلامية وجهت الدعوة إلى كافة القوى الإسلامية لتأسيس تحالف إسلامي بهدف تحديد قائمة انتخابية موحدة للإسلاميين تدعوا من خلاله جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب النور والفضيلة والدعوة السلفية رداً على التحالف المدني، إلا أن الرؤية لم تتضح بعد بشأن الأحزاب المشاركة في هذا التحالف وهو ما أكده محمد يسري المتحدث باسم حزب النور السلفي.

وفي المقابل أكد الدكتور أحمد سعيد - عضو اللجنة الرئاسية لحزب المصريين الأحرار - أن الحزب يسعى لتشكيل تحالف من عدة أحزاب ليبرالية لخوض الانتخابات المقبلة ولكن لم نتفق بعد على أسس التحالف ولا عدد الأحزاب المتواجدة به ولكن سيتم الإعلان عنه قريبا ليبدأ ما يمكن وصفه بحرب التحالفات السياسية بين الجانبين.

وجاء انسحاب حزب المصريين الأحرار من التحالف الديمقراطي بسبب سعي الأحزاب ذات التوجه الإسلامي للسيطرة عليه، بالإضافة إلى أنهم لن يعطوا الفرصة لأي من أحزاب الثورة التعبير عن وجهة نظرهم داخل التحالف .

وأشار سعيد إلى أن تشكيل التحالف الجديد سيكون بالاتفاق مع حزب التجمع والذي انسحب مؤخرا من التحالف الديمقراطي بسبب عدم اعتذار أحزاب التيار الإسلامي عما حدث في جمعة 29 يوليو وعدم وضوح رؤية التحالف فيما حدث، موضحا أن هناك تقارب كبير في وجهات النظر فيما يتعلق بخوض الانتخابات ورؤى الحزبين في القضايا العالقة حاليا على الساحة السياسية ، وهو ما أكده الدكتور سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع والذي أوضح أن التحالف الجديد سيكون ذو طابع اشتراكي ليبرالي، وجميع الأحزاب والتيارات المشاركة في التحالف بينها علاقات قائمة منذ فترة كبيرة سواء قبل الثورة أو بعدها فهو تواصل موجود وليس جديد، كما أنه سيضم بعض الائتلافات الشبابية وسيكون مفتوحا لجميع التيارات السياسية شريطة أن يكون ذات طابع ديمقراطي.

كما فتح حزب التجمع الباب أمام التيار الإسلامي للدخول في التحالف ولكن بشرط أن يكون من التيار المتسامح مثل الأحزاب ذات الطابع الصوفي، أما التيار المتشدد والمتعالي فلا مكان له في التحالف الجديد في إشارة إلى الإخوان والسلفيين، إلا أن السعيد كامل أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية أكد أن التحالف الجديد سيكون مفتوحا لكل التيارات بما فيهم التيار الإسلامي بجميع أشكاله، ولكنه أوضح أنه لم يتم الاتفاق على شكل التحالف.

أما أحمد بهاء الدين شعبان - رئيس الحزب الاشتراكي المصري - فشدد على أهمية دخول الأحزاب وخاصة الناشئة في تحالفات بحيث تستطيع المنافسة على الانتخابات المقبلة، وأن حزبه يسعى للدخول في تحالف ديمقراطي حقيقي يسعى للدفاع عن الدولة المدنية وعن مقومات الهوية المصرية ويدافع عن المواطنة والحريات ويقف في مواجهة التعصب والعنصرية ويدافع عن مبادئ الثورة وأهدافها، مشيرا إلى أن هناك حوارات ومشاروات تدور بين مجموعة من الأحزاب الليبرالية واليسارية لعمل تحالف انتخابي أساسه الدفاع عن الدولة المدنية وذلك في مواجهة التيار الإسلامي والذي يهدد الثورة  على حد تعبيره.

ولم ينف محمد جبر - عضو الهيئة التأسيسية لحزب العدل - وجود مفاوضات بالفعل لتشكيل تحالف انتخابي مكون من 5 أحزاب ليبرالية لن يكون بينها أي من الحركات الثورية ولكن الإعلان عنها سيكون الأسبوع الحالى مشيرا إلى أن الهيئة العليا للحزب لم تحدد مشاركتها في هذا التحالف من عدمه، واعتبر أن دخول الحزب في تحالف مع أي من الأحزاب سيضيف إلى الحزب في أول انتخابات برلمانية يخوضها.

من جانبه أكد محمد البلتاجي - أمين حزب الحرية والعدالة - أن الحزب سيخوض الانتخابات البرلمانية من خلال التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي يمثل جميع التيارات بما فيهم التيار الإسلامي ورفض فكرة الانضمام إلى تحالف إسلامي لأنه سيؤدي إلى انغلاق هذا التيار على نفسه وعدم اشتراك الإخوان به لا يعني أنه ضد مبادئ هذا التيار ولكنه يسعى أن يكون وسطا بين التيارين مطالبا جميع القوى بالانضمام إلى التحالف الديمقراطي، معتبرا أن من سيخوض الانتخابات من خلاله ستكون له الغلبة في الانتخابات المقبلة، كما رحب البلتاجي بوجود أكثر من تحالف حزبي خلال الفترة المقبلة موضحا أن ذلك سيكون في مصلحة البرلمان المقبل وليس ضده، فكثرة الأطياف السياسية ستكون في خدمة البرلمان والدستور الجديد.

ونفى البلتاجى وجود أي خلافات داخل التحالف الديمقراطي مؤكدا أن غيابه عن الاجتماع السابق كان بسبب ظروف مرضه، ولهذا فإن الحزب قرر دعوة التحالف في مقر حزب الحرية لمناقشة التمثيل البرلماني لأعضاء التحالف.

أما الدكتور عمرو ربيع هاشم - الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية – فقد وصف تشكيل التحالفات الانتخابية بالعملية المشروعة فكل طرف يرى أن سبيله هو التنسيق مع القوى المتقاربة منه فكريا سواء كان هذا التحالف حول اختيار المرشحين أو الدعايا أو التربيطات الانتخابية طالما أنها لاتمس إرادة الناخبين، وتوقع هاشم أن يفشل التحالف الديمقراطي لوجود أكثر من تيار داخله، فهناك تمثيل للتيار الإسلامي والليبرالي والاشتراكي، وهو ماحدث بالفعل حاليا فالمشاكل تحاصر التحالف من كل جهة كما أنه فقد بريقه، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين تريد أن تنفرد بالقرارات داخل التحالف وفقا لمصالحها كما أن أعضاء حزب الوفد يضغطون على السيد البدوي - رئيس الحزب – لكي يكون للوفد الكلمة العليا.

وطالب هاشم بأن تكون الانتخابات المقبلة بالقائمة النسبية الحزبية أي أن تكون خاصة بالأحزاب السياسية، فالانتخابات بشكلها الحالي ستتيح لكل مجموعة من المستقلين أن تقوم بعمل  قائمة خاصة بها وستتحول الانتخابات لنظام فردي مقنن، كما رحب بأن تدخل الائتلافات الشبابية تحت قائمة شبابية موحدة.


التقييم الحالي
بناء على 33 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث