نسخة تجريبيـــــــة
الرسالة الثالثة - أيها الولد المحب

[ 3 ] أيها الولد، النصيحة سهلة، والمُشْكِلُ قبولها؛ لأنها في مذاق مُتَّبِع الهوى مُرَّةٌ؛ إذ المَنَاهي محبوبة في قلوبهم، على الخصوص لمن كان طالبَ عِلمٍ مشتغلا في فضل النفس ومناقب الدنيا؛ فإنه يحسب أن العلم المجرَّد له سيكون نجاتُهُ وخَلاصُهُ فيه، وأنه مُستغنٍ عن العمل، وهذا اعتقاد الفلاسفة، سبحان الله العظيم! لا يعلم هذا القدر أنه حين حَصَّلَ العلمَ إذا لم يعمل به تكون الحجة عليه آكَدَ، كما قال رسول الله >: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَا يَنْفَعُهُ اللهُ بِعِلْمِهِ».

وروي أن الجُنَيْدَ قدس الله سره رُئِيَ في المنام بعد موته، فقيل له: ما الخبر يا أبا القاسم؟ قال: طاحت تلك العبارات، وفنيت تلك الإشارات، وما نفعنا إلا رُكَيْعَاتٌ ركعناها في جوف الليل.


التقييم الحالي
بناء على 65 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث